بين الماضي و الحاضر والعبرة للمستقبل
بقلم: ‎ نقولا أبو فيصل

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب “جزء ٣

النشرة الدولية –

التاريخ هو الماضي الذي يحكي لنا قصصاً وحكايات وحكماً عن الحياة حيث نكتشف فيه تاريخ الحضارات والامم ، وهو توثيق لما مضى من أحداث تتعلم منها الأجيال ويستفيد العلماء غالباً من قراءة أحداث الماضي في الحاضر لتخطي الازمات التي تمر بها هذه الشعوب وتفاديها لها ، وفي هذا السياق كتب ابن خلدون يقول “إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار ولكن في باطنه نظر وتحقيق” ليؤيده مارك توين في نظريته أن”التاريخ قد لا يعيد نفسه ولكنه يتشابه كثيراً”

ومن غير الجائز ان نعيش الماضي في الحاضر على الاطلاق إذ أن الحاضر ليس هدفاً فالماضي والحاضر مجرّد وسيلتين  ، أما المستقبل فهو الهدف وكل من يقرأ الماضي بطريقة خاطئة سوف يرى الحاضر والمستقبل بطريقة خاطئة أيضاً ولذلك لا بد أن نعرف ماذا حصل في الماضي كي نتجنب وقوع الأخطاء مرة أخرى ومن الغباء أن يدفع الإنسان ثمن الخطأ الواحد مرتين، كما حصل في لبنان على أيدي الزمرة الحاكمة “الله لا يوفقهم ” حيث تكررت الاخطاء مراراً مثالاً على ذلك  استقدام مستوزرين من مصحات الامراض النفسية وتركهم يدلون بتصريحات غير مسؤولة أحدثت  أضراراً بمصلحة لبنان وخاصة المزارعين والصناعيين لجهة تصريف إنتاجهم وتعكير العلاقات الدبلوماسية مع الجوار وتعريض مصالح اللبنانيين في الخارج للخطر .

وعلى طريقة العاهل الاردني الملك حسين رحمه الله حين قال “إن إيماني الراسخ هو أن لدي صلة مع الماضي ومسؤولية للمستقبل لا أستطيع التخلي عنها ولا أستطيع اليأس، هناك مستقبل كامل وأجيال قادمة لا بد لي من الاستمرار في المحاولة” لذا حسب رأيي  يخطأ كثيرون حين يعتبرون أن الوطن هو الماضي فقط فالوطن هو المستقبل القادم الذي سوف نصنعه بسواعد شبابنا وعقول وادمغة الشعب اللبناني الذي أبهر العالم بنجاحات ابنائه في العالم في وقت كان جلادوه في الداخل يحضرون له المكائد ويسعون لاستبدال هوية البلد وشعبه ومواطنيه الاصليين، ويشهد التاريخ المعاصر على مئات الاحداث التي تتحدث عن دول او مدن زالت عن الخريطة وتحولت الى مستعمرات .

 

زر الذهاب إلى الأعلى