تقبل الله صيامكم يا أهل السلطنة* د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
كل عام وكل الشعوب الإسلامية والخليجية وأهلي وديرتي الكويت بألف خير، ونقول لكم قبل زحمة تبادل رسائل التهاني بعيد الفطر: «عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم وصيامكم وقيامكم».
مقالتي اليوم خصصت عنوانها وسطورها لأهلنا في سلطنة عُمان لما رأيته على مدار شهر رمضان المبارك بأكمله من انتعاشة ثقافية وفنية وأدبية رغم وجود وباء COVIDـ19، فمع فرض الضوابط والإجراءات الصحية الاحترازية ومن أهمها التباعد الجسدي والالتزام بتغطية الأنف والفم، إلا أن أهل السلطنة لم يتوقفوا ودأبوا على إثراء وإحياء الحركة الفنية والثقافية والأدبية طوال شهر رمضان.
أبدعتم يا أهل السلطنة بما قمتم به من ابتكارات واستخدام العديد من البرامج الحديثة للتواصل الاجتماعي والفكري لاستمرار الحركة الثقافية والفنية والأدبية، وأيضا حرصتم على سلامة ضيوفكم ومشاركيكم في تلك الندوات والمعارض والمسابقات والأمسيات وغيرها من فنون وثقافات أدبية قمتم بتنظيمها طوال شهر رمضان المبارك، فتارة نجدكم تقيمون معرضا خيريا لبيع الأعمال الفنية، وقام جميع المشاركون فيه بلوحاتهم بالتبرع بعائدها لدعم صندوق الصحة لمقاومة جائحة كورونا.
ومن الفنون التشكيلية نذهب إلى الموسيقى من خلال ندوة «لأنواع الصيغ البنائية الموسيقية» التي قدمها الأستاذ راشد الهاشمي رئيس قسم الفنون الموسيقية في وزارة شؤون الفنون، ثم تُبحر بنا أمواج الثقافة العمانية لنصل إلى فن التصوير من خلال ندوة تحت عنوان «قهوة المصورين» التي استضافت المصور أحمد الطوقي وأدار الحوار حسين البحراني.
ومن المد والجزر في بحور الثقافة والأدب والفنون في سلطنة عمان يهل علينا أبو الفنون (المسرح) من خلال ندوة نقاشية أقيمت عن «أهم أعمال وليم شكسبير» قدمتها الأستاذة جليلة الفهدية رئيسة قسم الفنون المسرحية بوزارة شؤون الفنون، ثم ترجع بنا الأمواج الثقافة العمانية إلى الفنون التشكيلية مرة أخرى، ولكن بندوة حوارية عن «التكوين في الفن التشكيلي»، شارك فيها العديد من المتخصصين في الفن التشكيلي بجانب مشاركة بعض الفنانين التشكيليين العمانيين.
ولم تنس أمواج ثقافتنا العمانية الهواة من عشاق العود، فأقامت لهم أمسية تحت عنوان «معزوفات وتمارين على آلة العود» أبدع خلالها الفنان خالد التويجري.. وغيرها من أنشطة أقيمت طوال شهر رمضان المبارك لإنعاش الحركة الثقافية والفنية والأدبية، ولم تقتصر على الفنون العمانية فقط بل ناقشت العديد من الثقافات والفنون والآداب العالمية والعربية تحت شعار «خليك – في- البيت»، وجميع تلك الأنشطة والأمسيات والندوات قدمت من خلال برنامج zoom أو Instagram Live وغيرها من برامج للتواصل الاجتماعي، التزاما بالضوابط والإجراءات الصحية الاحترازية، حفاظا على سلامة المشاركين والقائمين على ذلك «القرقيعان» الثقافي والفني والأدبي العماني.
تقبل الله صيامكم يا أهل سلطنة عمان وجعلكم ذخرا للثقافة والفنون والآداب الخليجية والعربية بقيادة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، حفظه الله ورعاه.
٭ مسك الختام: «قيادة تثق بشعبها، لا حظر للتجول، لأن حكومتنا تراهن على وعينا، دون فرض مزيد من القيود، هنا ندرك ثقة الحكومة بشعبها، فكونوا على قدر الثقة وأكثر.. فهكذا يتم بناء الإنسان في دولة الإنسانية عمان» كلمات كتبت من الشعب العماني لدولة الإنسانية سلطنة عمان.