حال العرب اليوم.. وحديث رسولنا العظيم* المهندس سمير الحباشنة

النشرة  الدولية –

يكاد منطوق الحديث الشريف “يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة على القصعة”، ينطبق على وضعنا الراهن.

وكأن نبينا العربي عليه السلام باني مجدنا، والذي وضعنا على خارطة الأمم والحضارات الكبرى يرى ما آلت إليه حالتنا في هذه الحقبة.

فأوطان العرب اليوم أرض ومياه وعقيدة وحضاره هي نهب للآخرين، ومرد ذلك إلى فرقتنا وتغليبنا للخلافات فيما بيننا على حساب مصالحنا الواحدة غير القابلة عملياً للتبعيض أو التجزئة.

إن تشتت العرب اليوم يتيح لكل طامع بنا، أن يطلق العنان لشهيته، فيقضم ما يشاء من الأرض او الاستيلاء على ما منحنا الله من مياه وثروات ، بل وان بعدنا الحضاري والعقيدي هو رهن المصادر.

  • فهذه اسرائيل تستغل ضعفنا وتشتتنا، ولا تنفي عزمها الاستيلاء على ما تبقى من فلسطين، حيث تتهيأ الى ضم 40% من الضفة الغربية بعد أن ضمت الجولان السوري وضمت القدس بكل ما تعني للعرب “المسلمين ومسيحيين” من قيمة عقيدية وتاريخيه، لتصبح عملياً كل فلسطين “مرداحا” لهم !.
  • وهذه تركيا تستعمر أجزاء كبيرة من الشمال السوري، وتخضعه للإدارة والأنظمة التركية، بل وغيرت المناهج المدرسية والجامعية، واصبحت اللغة الرئيسيه في هذه المناطق هي اللغة التركية ….!! ولا تخفي أطماعها كذلك بكل الشمال السوري والشمال العراقي، بأرضه ونفطه وخيراته ….!! بل وسعيها للتمدد في الغرب الليبي والسيطرة على ثروات ومياه ليبيا!.
  • وهذه ايران تحتل جزر الإمارات الثلاث وتسمى الخليج العربي بالفارسي، بعد ان كانت اقتطعت عربستان من قبل، وأطماعها التي لا تتوقف بالجنوب العراقي، ليست خفية على أحد !.

وإن العقيده الإسلامية التي حبى الله العرب بها، كرسالة وخصهم لنقلها الى العالم. الإسلام كذلك هو نهبٌ مقسم بين ايران التي تدعي تمثيلها للمذهب الشيعي، وبالتالي جر العرب الشيعة للالتحاق بها وبسياستها. وبين تركيا التي تسعى لان تبدو الأمينة على المذهب السني، كسبيل لجر بقية العرب والالتحاق بها وبسياساتها.

مع أن السلوك الإيراني والتركي هو في حقيقته نابع اولاً وأخيراً من مصالحهما القومية، فالأولى قومية فارسية تتلفع بالمذهب الشيعي، والثانية قومية تركية تتلفع بالمذهب السني. سبيل كل منهما للسيطرة والإنتشار .!

وكل ذلك بشكل رئيسي على حساب العرب ومكانتهم ومستقبلهم وتاريخهم وحضارتهم .

  • وإن أثيوبيا الدولة التي كانت القاهرة بالنسبة لها محج، تستغل الضعف والإنكفاء والتشتت العربي، فتبني سداً عملاقاً دون ان تكترث لمصالح مصر والسودان وحقوقهما التاريخية بنهر النيل. وهي تعلم بأن النيل بالنسبة إلى مصر، شريان الحياة والبقاء!.

ناهيك عن الاطماع الدولية والإقليمية الأخرى بثروات اوطاننا، والنفاذ الى داخلنا العربي بحجة مكافحة الإرهاب، مع أن المنظمات الإرهابية، وكما يعلن الكثير من سياسي الغرب إنما هي منظمات من صناعتهم لا يتوقفون عن دعمها بالمال والسلاح والقدرات اللوجستية حتى الآن .

****

وبعد.. في هذه الليالي المفترجة نسأل، ألم يحن للعرب وقفة مراجعة وتأمل لحالهم؟ بحيث يعيدون النظر بما هو قائم، فيصفون النوايا، ويهدمون الفوارق فيما بينهم، ويعيدون لحمتهم حماية لأمنهم ولأرضهم ولتراثهم.. فيعودون أمة مهابة كما كانوا. حتى لا يكونوا القصعةً التي تتوارد عليها الأمم.

والله والوطن من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى