في يوم الإستقلال .. مفاتيح القدس بيدنا والنهضة عنواننا
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
ننتقد بشدة من يُخطيء بحقه، فهو القلب والفكر والجسد، وهو الروح التي دونها نُصبح ترابا، لنرفض وجود من يقلل من هيبته ويعمل على تعطيل حركته، فنحن نحيا على ترابه الطهور، ونعتز بتاريخه الكبير، ونباهي العالم برجالاته الأوفياء، هو أرض المجد والنصر والعزة والمجد والسؤدد، هو بوابة الاسلام للعالم وطريق الفتح، ما فيها موطيء إلا وفيه قد ارتقى بطل للسماء، وعلى ترابه قامت الحضارات الكُبرى، لتعطي مدلولا على أهمية هذه المنطقة جيوسياسياً للعالم أجمع، ففيه طريق الإسلام في الشرق والأوروبية في الغرب، لتصلا قارات العالم القديم سويا، فمن إفريقيا إلى أوروبا لا بد أن تمر بالاردن، ليكون الوطن أرض الحياة وطريق المجد الذي لم يتوقف.
ولم يتغير الماضي العظيم عن الحاضر ، فقد أكمل الأردنيون بقيادة الهاشميون طريق المجد، وأخذوا بناصية الأمور لينتقل الوطن من مرحلة إلى آخرى، لنجده بأدنى المقومات المالية يقارع أعتى الدول في التطور والنهضة، فصاغ نهضة التعليم والصحة والثقافة والبنيان والقوة والتدريب، فنجح بتميز بجهود أبنائه في بناء الإنسان الاردني العاشق لوطنه، قبل الإرتقاء بالنهضة المدنية التي إذا ارتقت دون تطوير الإنسان تكون وبالاً على الجميع، ليصبح الأردن قبلة لعديد الشعوب طلباً لحياة أفضل من خلال صناعتهم علمياً وعلاجهم طبيا.
وكما كانت الطريق الشرقية والغربية نافذة شعوب العالم على بعضهم البعض، حافظ الأردن على دوره الوسطي في هذه المرحلة الصعبة، ليكون النقطة التي يأوي إليها سياسيو العالم للبحث عن حلول للقضايا العالقة، فالأردن صنع المعجزة الأصعب في تاريخ البشرية، فهو واحة أمان وسط إقليم مشتعل وهو ما جعل الكثيرين يفكرون لماذا وكيف؟، دون أن يدركوا أن الاردني لا يخون وطنه ولا يغدر به، وأن الأردن بجماله وبهائه وتاريخه يسكن في جميع النفوس ويأخذ منها ذات الموقع العلي العظيم، لذا يكون التنافس على خدمته وليس على قتله إلا القلة ومنهم من وصل لمناصب لا يستحقها.
لذا نجد أن نهضة الوطن قائمة على أسس سليمة، حين التقت فيه منظومات الفكر السليم والبناء القويم وصولاً لوطن أصبح قادراً على احتضان الهاربين من الموت، بعد أن جعله الهاشميون بسواعد أبناء الاردن في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية واحة أمن واستقرار، ونختلف في الوطن على السياسات المتبعة ونُطالب بالأفضل ونرفض وجود رئيس وزراء ووزير ونائب وعين، ونتاقش ونتحاور بصوت مرتفع أحيانا وبصوت هاديء أحياناً كثيرة، لكن جميع هذه الحوارات لا توصلنا للخلاف الصانع للموت والقهر، كون الهدف واحد للجميع وهو مصلحة الوطن ليكون الإختلاف في طريقة عشق المحبوب وإرضائه وسعادته، لنحتفل بيوم استقلاله السادس والسبعين ويحتفي بنا بذات الوقت، فنحن شركاء في بناء الوطن والإنسان.
وننظر اليوم حين نشتم هواء الوطن بفخر واعتزاز لجيل الآباء والأجداد الذين صنعوا الوطن، وصاغوا طريق نهضته بفكر هاشمي وسطي وغيرةٍ حقيقيةٍ على وطن العز والكرامة، لنتجاوز في هذه السنوات القليلة بفكرنا ونهضتنا دول تكبرنا عمرا ونكبرها إنجازا، واليوم نقول للعالم أجمع هذا وطن الوفاء الذي يحمل مفاتيح القدس بيد والنهضة باليد الأخرى، وفي قلبه يتربع المسجد الأقصى وفي عقله وطن عربي أجمل، ليحمل الأردن على كاهله ما ثَقُل حمله عن العرب والمسلمين، وليرتقي بحمله المقدس ومواقفة الإسلامية القومية العروبية فوق هامات السحب.
واليوم نقف أعزاء اقوياء أصحاب قرار وصُناع نهضة، اليوم نعتز بوطننا الاسمى وتاريخنا المُشرف، اليوم نقول للعالم هذا الوطن عمرة ست وسبعون عاماً وقد كبر عاماً فيه خبرات أعوام عديدة، اليوم نعلنها للعالم بأننا على العهد في الذود عن تراب وطننا بالغالي والنفيس، فالأردن الوطن الحبيب وحاضنة الشعب الأردني العربي، يحتفل ويحتفي بنا ونحتفل به، فنحن المعادلة المتساوية الأطراف، ونحن صدر وعجز بيت شعر الفخار والعُلى، ونحن أبناء الإنتماء والولاء الذين جعلنا الأردن أكبر وأكبر، فكَبُرنا به أمام العالم فَكَبَّرنا، وسيدناه على قلوبنا فَقادنا للسيادة.