“عُماني في جيش موسوليني”.. أحداث واقعية بقالب فني للكاتب ماجد شيخان
النشرة الدولية –
يقدم الكاتب العُماني ماجد شيخان في روايته “عُماني في جيش موسوليني” وصفاً للظروف التي اكتنفت حياة رجل عُماني، خلال مرحلة تاريخية دقيقة شهدت صعود الفاشية خلال العقد الثالث من القرن العشرين (1922-1928)، فأدت ببطل الرواية إلى أن يكون أحد أفراد جيش الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني.
وعالجت الرواية الصادرة عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون في الأردن، الظروف السائدة في تلك الفترة بشكل متكامل، متطرقة إلى العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها تلك المرحلة التاريخية.
وتنقل الرواية التي جاءت في ثلاثمئة وتسع عشرة صفحة من القطع المتوسط، قصة حقيقية سمعها الكاتب مباشرة من شخص كبير السن في قريته، فنقل تفاصيل دقيقة من تلك المرحلة، ومن الأحداث التي مرت ببطله شخصياً وانتهت به إلى جيش موسوليني. ووظف شيخان تلك الذكريات ليقدمها في إطار فني مزج فيه بين الخيال والواقع، محافظاً على المتن الأصلي للحكاية وعلى واقعية الأحداث المقدَمة للقارئ.
يقول شيخان عن تفاصيل روايته والرؤية التي انطلق منها في تقديم هذا العمل: هذه الرواية “محاولة لتتبع عصب الذكريات في رأس أحدهم. انطلقت في كتابتها من الواقع الذي عاينت وتفحصت جزءاً من تفاصيله بينما كنت طفلاً تشدني الحكاية وسيرة الأجداد. فقد حدث أن عَبَر بطل الرواية طفولتي بسرعة شديدة”. ويضيف: “تمنيت وأنا أخط الأحرف الأولى لو أنني أحكمت قبضتي على الزمن وأدرت عقارب ساعتي للوراء، عائداً لتلك اللحظة التي قطعت فيها وعداً لـ(خلف) -بطل الرواية- بأني سأقدمه للعالم بصورة مختلفة، أقلّها، الصورة التي عرفتُها وأنا أبصر في تجاعيد وجهه وبريق عينيه تاريخاً لا يشبه حكايات جدتي”. ويتابع بقوله: “مرت السنوات مسرعة، لأجد نفسي أخوض تحدي الكتابة، وكان لا بد من أن أبدأ به لأبعث الروح من جديد في ورقات ذاكرة الطفولة المترهلة بفعل الزمن وأيدلوجيا الحياة المعاصرة”.
ويصف شيخان العلاقة بين الواقع والعالم الروائي قائلاً: “هذه هي المساحة من الحرية التي توفرها الرواية للكاتب، ليصنع الجدل فينظر إلى التاريخ من منظور مختلف، يستحضره بشخصيات قد تكون مألوفة في ظاهرها ولكنها تصنع مساجلة مع واقعها الذي تعيشه. فقد انتقلتُ ببطل الرواية في عوالم مختلفة، أكسبته شخصية عُمانية متفردة، غامضة، هادئة، متزنة، لديها نهم منقطع النظير لكل ما هو جديد، أردتها أن تصمد إلى النهاية، لأقدمها مشروعا حياً للأجيال القادمة، عطاءً لا ينضب، فرصاً لا تنتهي، وذاكرة لا تبلى”.