كيف يساهم المترجم في إنقاذ العالم؟
بقلم: فاطمة أبوسرير / صحافية ومترجمة

سواء كنت مترجماً متخصصاً في مجال الأزمة أم لا، فإن الانسانية تناديك لتسخير مهاراتك في الاستجابة والعمل على ترجمة وتحرير النصوص باللغات التي تتقنها، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في اجتماع لخبراء السياسة الخارجية والأمن في ميونيخ، ألمانيا في منتصف شهر فبراير الماضي “نحن لا نحارب وباء فقط بل نقاتل معلومات غير مسبوقة”، ومن السهل انتشار المعلومات الوهمية وإثارة الهلع في حالات عدم توفر معلومات واضحة، متكاملة، ومحدثة من مصادر موثوقة بلغتك الأم، وللحيلولة دون ذلك في الصراع العالمي الحالي مع فيروس كورونا نحتاج إلى الترويج للحقائق والتدابير المتخذة لحماية الصحة والأمل والتضامن وعدم اليأس بأقصى سرعة، مما يساعد الأفراد في اتخاذ قرارات مستنيرة في تغيير أسلوب حياتهم لمنع تفشي الوباء في مجتمعاتهم.

رأيت بعيني تهافت الزميلات والزملاء على عرض خدماتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويستفسرون منذ بداية انتشار وباء كورونا عن كيفية المساعدة، وأين؟ دارت نقاشات كثيرة حول الجهود التي يجب تقدم من قبلهم، وأسرد هنا منها بعضاً مما وجدته عاملاً مساعداً خلال الأشهر الماضية:

1- على المستوى الشخصي: ترجمة النصوص من حسابات وزارات الصحة في بلدك على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرها في حساباتنا الشخصية، وترجمة الأخبار والمقالات ونشرها في المنصات المتاحة.

2- على المستوى الوطني: التطوع في مبادرات الترجمة مثل: مبادرة مؤسسة مسك الخيرية في السعودية: (تحدي مسك التطوع)، وتصميم مبادرات مشتركة لتوحيد الجهود بين المترجمين قي خدمة المؤسسات غير الربحية العاملة في مجال الصحة والتوعية.

3- عالمياً: أطلقت منظمة مترجمون بلا حدود نداء منذ بداية الأزمة لجميع المترجمين حول العالم للمساهمة في ترجمة المعلومات عن الوباء إلى لغاتهم، ووصلت حتى الآن إلى 89 لغة، بالإضافة إلى الكثير من الفرص التطوعية في مجال الترجمة المعروضة على منصة الأمم المتحدة للتطوع عبر الانترنت.

وفي خضم الجائحة يواجه المترجمون بعض الصعوبات التي تتمثل بحساسية المعلومات كونها تشمل معلومات طبية دقيقة يجب ترجمتها وتدقيقها بأسرع وقت لتصل إلى المجتمعات المحلية بلغة وصياغة يفهمها العامة، مما يساعد خبراء الصحة على مكافحة المعلومات الغير دقيقة، واحتواء الشائعات، حتى أصبحت ترجمة البيانات المصاحبة للأزمة عنصراً حاسماً في التصدي لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى