نيويورك وعشر ولايات أمريكية تستدعي قوات الحرس الوطني لمواجهة الاحتجاجات العنيفة على مقتل جورج فلويد

نيويورك – النشرة الدولية –

تواصلت التداعيات العنيفة لحادثة مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد على يد أحد عناصر شرطة مدينة مينيابوليس الأميركية في عدد من المدن الأمريكية، حيث أعلنت سلطات نيويورك وعشر ولايات أمريكية أخرى “السبت” استدعاء قوات الحرس الوطني لمواجهة الاحتجاجات العارمة التي تحولت لمشاهد عنيفة شملتها الفوضى والتخريب المتعمد، ذلك على الرغم من توجيه اتهامات بالقتل المتعمد للشرطي ديريك تشوفين المرتبط بهذه القضية.
وقد اعلن قائد شرطة مدينة نيويورك ، ديرموت شي، عن اعتقال أكثر من 200 شخص خلال احتجاجات شارك فيها الآلاف في أنحاء مختلفة من ضواحي المدينة.
وأوضح بأن أعمال الشغب خلال الاحتجاجات أسفرت عن إصابة عدد من عناصر الشرطة، وتخريب ممتلكات خاصة وعامة.
وأشار بشكل خاص إلى اعتقال امرأتين بعد أن القت إحداهما زجاجة حارقة على سيارة تابعة للشرطة، وقد وجهت إليهما اتهامات بمحاولة القتل العمد لـ 4 من عناصر الشرطة.
وقال إن قوات الشرطة ضبطت خلال التعامل مع المظاهرات أسلحة نارية وأغراض كان من المخطط لاستخدامها ضد قوات الأمن.
ونوه على أنه رغم سلمية أغلب الاحتجاجات في المدينة إلا أنه لوحظ بأن بعضها شابة محاولات متعمدة لإثارة الفوضى والتخريب لا سيما في مركز بركلايز.
وفي تصريحات لعمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، أعلن بأن سلطات المدينة لن تعارض إجراء التظاهرات السلمية، إلا أنها لن تتسامح مع ممارسة العنف، بينما أدان استخدام القوة من قبل عناصر الشرطة ضد متظاهرين لم يشاركوا في أعمال الشغب.
أما في منيابوليس التي بدأت الاحتجاجات السلمية بها قبل أيام، فقد فرضت السلطات اليوم حظر تجول بها كمحاولة لإعادة الهدوء في المدينة. ورغم عن ذلك تجاهل المتظاهرين الغاضبين قرار الحظر وقاموا بأعمال عنف وحرق ونهب وتخريب متعمد للعديد من المرافق العامة والمحلات التجارية. وسرعان ما انتقلت فوضى هذه المظاهرات إلى مدن أخرى في الولايات الأمريكية.

كما شهدت “واشنطن” العاصمة الأمريكية، تظاهر مئات الأشخاص، خارج البيت الأبيض تعبيرا عن غضبهم ومطالبين بـ”العدالة لجورج فلويد”.
ومن جانبه ندّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأعمال الشغب التي شهدتها مينيابوليس ومدن أمريكية أخرى بعد مقتل جورج فلويد، معتبرًا ما يحدث هو من صنع “لصوص وفوضويّين”. وقال “إن وفاة جورج فلويد في شوارع مينيابوليس مأساة خطيرة، مضيفاً أنّ ذكرى فلويد أساء إليها مشاغبون ولصوص وفوضويّون”، ودعا إلى “المصالحة، لا الكراهية، وإلى العدالة، لا الفوضى”. كما ألقى الرئيس باللوم في معظم أعمال العنف على الجماعات اليسارية في البلاد. وكشف بأنّه تحدث إلى عائلة فلويد، وقال “أتفهم الألم”، مضيفاً “عائلة جورج لها الحق في العدالة”.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني، إن ترامب “شعر بانزعاج كبير” عند رؤيته الشريط الذي يظهر وفاة فلويد.
بينما الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فقد أعلن بأن وفاة فلويد يجب ألا تعتبر “أمراً عادياً” في الولايات المتحدة.
وفي مدينة “اتلانتنا ” شارك أكثر من 1000 شخص في احتجاج تخللتها أعمال عنف وحرائق في وسط المدينة بالقرب مقر شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية. ودعت عمدة المدينة كيشا لانس بوتومز، المتظاهرين للعودة لمنازلهم، مستشهدة بروح بـ مارتن لوثر كنيغ، وما حدث بعد وفاته في مدينة أتلانتا مسقط رأسه من هدوء نسبي.

وفي مدينة ديترويت، انضم مئات المحتجين إلى مسيرة ضخمة تحت شعار “لا عدالة لا سلام”، وقالت شرطة المدينة بأن شخصا واحدا على الأقل قتل بعد إطلاق النار على المتظاهرين.

كما اندلعت احتجاجات مماثلة في مدينة دنفر، حيث تم إغلاق أحد الطرق السريعة، وكذلك في مدينة هيوستن ولويزفيل بولاية كنتاكي، حيث دارت اشتباكات بين المحتجين ورجال الشرطة.
وفي لوس أنجلوس أقدم متظاهرون على تدمير وحرق عدة آليات للشرطة، وقد أعلن عمدة لوس أنجلوس، إيريك غراسيتي، حظر تجول في المدينة، ودعا إلى إحلال السلام.
وقد قامت الشرطة في أغلب هذه المظاهرات بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لتفريقها وإعادة الهدوء للمناطق التي شابتها الفوضى.
ويذكر أنه منذ عدة أيام تشهد العديد من المدن الأميركية اضطرابات بعد وفاة جورج فلويد، بعد توقيفه بعنف من قبل عناصر شركة بولاية مينيسوتا.

وقد فرض رؤساء البلديات في معظم أنحاء الولايات المتحدة حظر التجول ليلا بعد أعمال تخريب، بما في ذلك لوس أنجلوس وكاليفورنيا وسياتل وواشنطن وبورتلاند وأوريغون أتلانتا وجورجيا ودنفر وساوث كارولينا وفيلادلفيا وبنسلفانيا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى