إشتباكات بين الشرطة وعشرات المحتجين في محيط البيت الأبيض ونقل الرئيس ترامب إلى مخبأ سري تحت الأرض

النشرة الدولية –

وقعت ليلة الأحد، مواجهات بين أفراد الشرطة وعشرات المحتجين في محيط البيت الأبيض. وقد شوهد إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين خارج البيت الأبيض في وقت متأخّر الأحد، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة الأميركيّة خلال ليلةٍ سادسة من التظاهرات التي تعمّ أنحاء البلاد.

وقد أقدم متظاهرين على اشعال حريق في قبو كنيسة سانت جونز قبالة البيت الأبيض، وفي مقر الاتحاد الاميركي للعمال وهو أكبر نقابة عمالية في الولايات المتحدة.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود الناس الذين تجمّعوا خارج البيت الأبيض وهم يهتفون ويشعلون النيران ويحملون لافتات احتجاجيّة.

كما فُرض حظر للتجوّل الأحد في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلديّة العاصمة موريل باوزر.

وكتب باوزر على تويتر أنّ حظر التجوّل سيكون ساري المفعول بدءاً من الساعة “23,00 الأحد حتّى الساعة 06,00 الإثنين”، مضيفاً أنّه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة.

وفي اليوم السابق، كانت واشنطن على غرار مدن أخرى في البلد، مسرحا لتوتّرات ومشاهد غضب. وحاولت الشرطة إبعاد المحتجين باستخدام القنابل المسيلة للدموع، فيما أضرم المحتجون النار بسيارات في المنطقة.

وقد شوهد أمس عمليات كر وفر بين الأمن وآلاف المتظاهرين من الشبان الصغار، ومحاولة عشرات منهم بقلب سيارة شرطة، ولكن عناصر الشرطة استخدمت القنابل المسيلة للدموع وسيطروا على الموقف.

وشوهد وصول عناصر من الحرس الوطني إلى البيت الابيض لمساعدة قوات الشرطة. وذكرت أن معظم المتظاهرين من صغار السن، وأن عددهم بالآلاف.

هذا وفرض عمدة إنديانابوليس الأميركية حظر تجول، ليل الأحد، بعد ليلتين من الاحتجاج العنيف تسببتا في أضرار واسعة النطاق في وسط المدينة.

كما تقرر تمديد حظر التجول في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بسبب الاحتجاجات. فيما أعلنت ولاية فرجينيا حالة الطوارئ ونشرت قوات الحرس الوطني.

ولقي شخصان مصرعهما بإطلاق نار في إنديانابوليس، على الرغم من أنه لم يتضح إن كانت وفاتهما مرتبطة بالاحتجاجات.

ومن جانبه، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليل الأحد، نشر الحرس الوطني في باقي المدن الأميركية لمواجهة الاحتجاجات، متهماً وسائل إعلام أميركية بنشر الكراهية والفوضى.

وقال عمدة إنديانابوليس جو هوغسيت إن حظر التجول يسري من الساعة 8 مساء الأحد حتى السادسة من صباح الاثنين. ويأتي بعد أن أدت الاحتجاجات السلمية لاحقا إلى اضطرابات ودمار.

وأضاف هوغسيت: “من الواضح بعد الليلة الماضية أننا لم نعد نستطيع توفير الحماية لهؤلاء المتظاهرين أو سكان وسط المدينة وأصحاب الأعمال عندما تصر قلة تعيسة على خطف هذه الحركة لأسباب أنانية”.

وأطلقت النار على الشخصين اللذين قتلا في وسط مدينة إنديانابوليس وسط عدة حوادث مماثلة وردت عنها أنباء مساء السبت وصباح الأحد. وأكدت الشرطة ان أيا من عناصرها لم يطلق نيران سلاحه.

وأفاد نائب قائد الشرطة جوش باركر أن شخصًا أُلقي القبض عليه في إحدى عمليات القتل، لكن العلاقة بين إطلاق النار والاحتجاجات لا تزال غير مؤكدة وقيد التحقيق.

الرئيس ترامب في مخبأ سري تحت الأرض

وعلى صعيد آحر، أفادت صحيفة نيويورك تايمز، الأحد، بأن جهاز الخدمة السرية قام بنقل الرئيس دونالد ترامب إلى مخبأ سري تحت الأرض ليل الجمعة، على خلفية التظاهرات الحاشدة التي تدور منذ يومين في محيط البيت الأبيض ومناطق أخرى، بسبب مقتل أميركي أسود على يد شرطي أبيض.

والمخبأ كان يستخدم في الماضي أثناء الهجمات الإرهابية.

ولم تتضح بالضبط  الأسباب الحقيقة التي دفعت الخدمة السرية إلى اتخاذ هذه الخطوة، لكن الوكالة لديها بروتوكولات لحماية الرئيس عندما يكون المبنى مهددا.
فيما  أكد مسؤولون مقربون من ترامب أن الرئيس وعائلته “لم يتعرضوا لخطر حقيقي أبدا”.

وأمضى ترامب، يوم الأحد، بعيدا عن الأنظار على الرغم من توقع البعض إلقاءه كلمة بخصوص ما تشهده البلاد من أحداث.

وكان ترامب قد أبدى أولا تعاطفه مع القتيل جورج فلويد وعائلته، لكن بعد ذلك عبر عن استيائه الشديد من عمليات النهب والشغب التي رافقت الاحتجاجات، ودافع بشدة عن نشر الحرس الوطني في الولايات التي تشهد اضطرابات، كما هدد بالتصدي لمثيري الشغب الذين يحالون تخطي سور البيت الأبيض “بالكلاب والسلاح”.

ونشر ترامب سلسلة تغريدات انتقد فيها مواقف الديمقراطيين من الاحتجاجات، كما حمل اليساريين المتطرفين المسؤولية عنها.

وقد اندلعت المظاهرات في 75 مدينة على الأقل حيث اضطر المحافظون ورؤساء البلديات إلى استدعاء الحرس الوطني، أو فرض حظر التجوال على نطاق لم يشهد منذ اغتيال زعيم الحركة المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور في عام 1968.

وفي حين كان ترامب محط غضب بعض المحتجين خاصة في واشنطن، حاول مساعدوه أن يشرحوا له أن الاحتجاجات لم تكن بشأنه فحسب، بل حول قضايا نظامية أوسع تتعلق بالعرق، وفقا لعدة مسؤولين.

في ذات الوقت، لم يخف بعض مستشاري الرئيس قلقهم من تغريداته، واعترفوا بأنها تزيد الوضع تأزما، حسب الصحيفة.

وقال السناتور تيم سكوت من ولاية ساوث كارولينا، الجمهوري الأسود الوحيد في مجلس الشيوخ، في مقابلة يوم الأحد، “دون شك هذه ليست تغريدات بناءة. أنا ممتن لأنه يمكننا التحادث. لا نتفق دائما على أي من تغريداته ( الرئيس)، مسبقًا، ولكن لدينا القدرة على الجلوس والحوار حول كيفية دفع هذه الأمة إلى الأمام”.

يشار إلى نائب الرئيس السابق ديك تشيني كان قد لجأ إلى  المخبأ السري في البيت الأبيض خلال هجمات 11 سبتمبر 2001 ، عندما خشيت السلطات أن تصطدم إحدى الطائرات التي اختطفتها تنظيم القاعدة آنذاك، بالبيت الأبيض. أما الرئيس حينها، جورج دبليو بوش، والذي كان خارج المدينة، فقد نقل إلى  المخبأ في وقت لاحق، بعد إنذار كاذب بتهديد آخر بطائرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى