الفنان التشكيلي المصري آدم حنين مترجم أشعار صلاح جاهين بالريشة والألوان

النشرة الدولية –

قد لايعرف كثيرون من عشّاق الفن التشكيلي أن الاسم الحقيقي للفنان المصري، الذي رحل عن عالمنا مؤخراً، آدم حِنين، هو صمويل هنري! وهو الاسم الذي وقّع به الرسومات التي زينت كتاب «الرباعيات» للشاعر الراحل صلاح جاهين، التي صدرت عام 1962.

ودّعت مصر، يوم الجمعة الماضي، الفنان آدم حِنين عن عمر 91 عاماً، الذي يعد واحداً من أبرز الفنانين التشكيليين في العالم العربي، وارتبط اسمه بالعديد من الأعمال الفنية المميزة، التي سجلت اسمه بأحرف من نور، سواء في لوحاته التشكيلية، أو أعماله النحتية كمثّال بارع.

وُلد صمويل هنري، وهو الاسم الحقيقي لآدم حنين عام 1929، ودرس في مرسم أنطوني هيلر في ميونيخ عام 1957، بعد أن أنهى دراسته الحرة بمدرسة الفنون الجميلة على يد الفنان أحمد صبري، كما أقام في منطقة “النوبة” (جنوبي مصر) فترة أثناء منحته للتفرغ بين عامي 1961 و1969، ودرس فن النحت في ألمانيا الغربية عام 1957، والتحق بمرسم الفنون الجميلة بمدينة الأقصر 1954-1955، وعمل رساماً في مجلة “صباح الخير” المصرية عام 1961، ومستشاراً فنياً بدار التحرير للطبع والنشر عام 1971، وسافر إلى باريس، حيث عاش فيها كفنان محترف، ومنذ ذلك الحين تحوَّل بفنه نحو التجريد واستخدام خامة الفخار الزلطي في تماثيله.

وتنطلق أعماله كمثّال من البيئة المحلية والتراث المصري، وله قدرة على التعبير عن الواقع الاجتماعي، وله مقتنيات في متحف وزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة، ومتحف الفن الحديث بالقاهرة، وحديقة النحت الدولية بمدينة دالاس الأميركية، وقرية الفن في منطقة “الحرانية” بمحافظة الجيزة، ومبنى مؤسسة الأهرام بالقاهرة، وقد فاز بالجائزة الأولى في مسابقة الإنتاج الفني عام 1955، وهو صاحب الفضل في تأسيس سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، أما أبرز إنجازاته فكان مشاركته في ترميم تمثال أبوالهول بمنطقة أهرامات الجيزة عام 1990.

وتنوعت مواهبه الفنية، فقد كان رساماً ماهراً، رسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية مزجها بالصمغ العربي، وأنجز في عام 1960 رسوماً لتزيين كتاب صديقه الشاعر الراحل صلاح جاهين (1930 ـ 1986) “رباعيات صلاح جاهين”، واستخدم في ذلك الحبر الهندي على الورق، أما المفاجأة التي لا يعرفها كثيرون فهي أن النسخة الأولى النادرة من الكتاب الصادر عام 1962 وقّع الفنان الراحل الرسومات الواردة فيه باسمه الحقيقي في ذلك الوقت، وهو “صمويل هنري”، والتي تنشر “الجريدة” جانباً منها.

ونعت نقابة الفنانين التشكيليين المصريين، الفنان الراحل، وقالت عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك”: واصفة إياه بـ”النحات الكبير”، بينما في بيان نعيها له قالت مكتبة الإسكندرية إنها “ترى في رحيله خسارة للفن التشكيلي المعاصر”، لافتة إلى أنها احتفت بإنجازاته الفنية المبهرة محلياً ودولياً عبر إنتاجها فيلماً تسجيلياً عن حياته الفنية الثرية احتفالاً بعيد ميلاده التسعين العام الماضي.

كما قررت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبدالدايم، إطلاق اسم المثَّال الراحل على إحدى أهم قاعات قصر الفنون في القاهرة، التي كانت تحمل اسم “اتجاه”، وتهتم بالمواهب والتجارب الواعدة الشابة، تخليداً له وعرفاناً بإنجازاته الفنية التي سجلها تاريخ الفن التشكيلي الحديث والمعاصر.

وفي يناير الماضي كان آخر معرض فني له أقيم في القاعة التي تحمل اسمه في مركز الهناجر للفنون داخل دار الأوبرا المصرية تحت عنوان “ألوان حرة”. وقد شارك فيه مع مجموعة من الفنانين التشكيليين، يجمع بينهم فنياً الاتجاه الإنساني، وضم المعرض أكثر من 50 عملاً تنتمي إلى مدارس فنية متعددة بين التجريدي المعاصر والكلاسيكي.

وفي المعارض العالمية وصالات مزادات الفن في أوروبا تحضر دائماً أعمال مميزة للفنان الراحل، وتقدر بأثمان عالية، ولعل من أبرزها تلك التي بيعت أخيراً في مزاد بصالة “كريستز” في لندن، وهي لوحة “بدون عنوان”، ووقع الفنان آدم حنين في أسفل يمينها باللغة الإنكليزية، بينما وقع أسفل اليسار باللغة العربية، وتصوِّر اللوحة قطاراً متحركاً يتصاعد منه دخان أسود كثيف، وقُدر سعر اللوحة ما بين 20 إلى 30 ألف جنيه إسترليني.

وتحت عنوان “الفن الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط” نظَّمت قاعة “بونهامز” للمزادات العالمية، معرضاً لبيع الأعمال الفنية لأبرز التشكيليين ومن بينهم آدم حنين، ومن أهم الأعمال التي بيعت تماثيل له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى