قصة نجاح فراس المولوي من لبنان إلى الامارات
النشرة الدولية –
هو فقط النجاح، لذة الإصرار، ومسعى الحازمين، الشّجعان. وها هو لبنان، يواصل تضييع العقول، والأدمغة، والفرص، بعد أن وصل البلدُ إلى الحضيضِ، والدرك الأسفل المُدقع. إلا أنّهُ، وبضل هذه الخسارة، فإن نجاح هؤلاء، يُعيدُ النّفس للبنان، ولو معنوياً، فلبنان الشامخ، المعطاء، الجَسور، الصّنديد، كان ومازال شامخاً، شاهِقاً بأبنائه، الذين زرعوا أرز لبنان أينما كانوا، وأينما حلّوا.
ومن هذه الأسماء، تبرزُ قصةُ نجاحٍ استثنائية، مُتميزة، استطاعت أن تطبعَ، دمغةً لبنانية، لا تُظهِر إلا العزة، والنّجاح، والنظر نحو غد أفضل..
فراس المولوي، النّاجح أينما حلّ، استطاع أن يتنقل بين القطاعات الأكاديمية الصحافية، والإعلانية بنجاح كبير، مؤسساً، لمحطاتٍ، لا تُنسى أبداً. وخلال لقاء خاص مع موقعنا أشار المولوي بأن البداية كانت من لبنان، وبالتحديد، في القطاع الأكاديمي، حيث استطاع فراس مولوي، أن يؤسسَ مجلةً أكاديمية، تُعدُّ فريدةً من نوعها في العالم، حيث كان يهدف من خلالها إلى أن يُعرّف الطلاب والأهالي على الجامعات والمدارس اللبنانية، ويقول مولوي هنا:” لقد بدأت مسيرتي عبر مجلة شبابية، تربوية، إجتماعية، عام ٢٠٠١، كانت تهدف إلى تسويق المدارس، والجامعات، وتعمل على توجيه تربوي، وأخلاقي، ووطني، لطلاب المدارس، والجامعات.” مجلة “شباب نيوز” لم تمرْ مرور الكرام، إنما استطاعت أن تحجز لنفسها، مكاناً خاصاً، في يوميات اللبنانيين، وتحديداً الشماليين، حيث لاقت نجاحاً وحضوراً كبيراً في مُحافظة الشّمال، إذ كان الأهالي يعتمدون عليها ليفهموا مناهج الجامعات، والمدارس، ومستوى تعليمها، إلا أن الظّروف الإقتصادية، التي أهلكت لبنان، جعلت من القطاعات المهنية في مهبّ الخطر، وخاصة الصّحافة الورقية، ما أجبر القيّمون عليها أن يضطروا إلى إغلاقها، ويقول مولوي:” توقف العمل بالمجلة سنة ٢٠٢٠، إلا أن الإدارة، قررت أن تستكمل العمل إلكترونياً، إذ أن هذا الموقع سيكون موقعاً فريداً، سيستطيع طلاب المدارس والجامعات، والأهالي أن يستفيدوا منه،” ويؤكد فراس مولوي بأن التطبيق سينطلق في لبنان، والإمارات.
الأمر لم يتوقف هنا، إلا أن طرابلس، وما تحملهُ من قيمة ثقافية، ومعنوية، قرّر مولوي أن ينطلق ومن “قلب طرابلس النابض”، بمشروعٍ جديد، استطاع من خلاله أن يؤمن فرص عمل، ويُساهم بالتنمية اللامركزية، حيث أسس فراس مولوي شركةً تُعنى بالإعلان، والدعاية الإعلانية، حيث كان يُصدّر مولوي عبر شركته، صورة العديد من “الماركات” من جهة، وصورة طرابلس، ولبنان الحياة، من جهة ثانية، إذ نجح بإطلاق أغنية “سامحيهم يا طرابلس” مع الفنان أحمد قعبور، وإيماناً منه بطرابلس، أبى مولوي إلا وأن يطلق العنان للحياة فيها، وكان ذلك عبر برامج فنية، وترفيهية، كان يُطلقها بالإشتراك مع مجلة شباب نيوز.
وككل طامحٍ، قُتل شغفهُ في لبنان، بسبب هلاك الأحلام، كان مولوي جاهزاً أن يسلك الطريق المفروض على كل لبناني، خاصةً بعد ثورة ١٧ تشرين إذ اختلط الحابل بالنابل، وتلخبطت الأوراق، وتشرّدَ الطّامحون، فكان الخيار، بالهجرة، ليستمر النّزيف الأكاديمي، والطّبي، والثقافي، و..و….و… كثيرةٌ هي الأدمغة، وكثيرةٌ هي المشاريع، والأحلام، التي هربت عبر حدود الوطن، راجيةً أن تعود لهُ يوماً.
وانطلاقاً من ثقتهِ، وإيمانهِ، اتجه مولوي إلى بلد الأحلام، والأفاق الواسعة، الإمارات، حيث قرّر بدء الرحلة من جديد، رحلة مغتربٍ بنكهةٍ لبنانية، حيثُ نقل مولوي عمله من لبنان إلى دبي، مُحافظاً على فريق العمل نفسهُ، تيمُّناً بالنّجاح الذي حققه في لبنان.
وعليه، سيبقى مولوي، ومن يشبهون فراس مولوي، هم صورة لبنان الأصدق.. صورة لبنان الذي يعشق النجاح، والإستمرار بالعطاء والنّجاح رغم كلّ الصّعوبات والعقبات، على أمل أن يعود لبنان، وكما كنّا نعرفه، سويسرا الشرق، ليجمع أولادهُ، الذين انسلخوا عنه، بسبب طمع، وبطش، إدارة، تشرّبت الفساد، وقتل الأحلام.