أسرار «أبو الهول»* د. أفراح ملا علي

النشرة الدولية –

«سفنكس» والمشهور باسم أبو الهول، التمثال الذي يمثل الرعب والرهبة و«التهجين» ما بين الإنسان والحيوان. أحد أشهر الوحوش الفرعونية التي كان يعتقد أنها جالبة للقوة والسلطة عن طريق السحر!

تواجد «سفنكس» لم يقتصر على تمثال «أبو الهول» العملاق أو ممر معبد الكرنك بتماثيل «سفنكس» الحارسة وعددها 1350، بل ان هذا المخلوق المهجن اثبت وجوده بالميثولوجيا الهندية والإغريقية.

وكما الحال في كثير من الثقافات القديمة من اعتبار المرأة سببا لبعض الشرور، كان نصيب «سفنكس» المهجن بالميثولوجيا الإغريقية ان يكون امرأة تأكل الرجال بجسد أسد.

وعلى الرغم من هذا التواجد إلا أن «سفنكس» تميز بمصر القديمة كونه رجل «أبو الهول»، الذي تمثل تقاطيع وجهه ملوك الفراعنة، فكل «سفنكس» بمصر يحمل ملامح فرعون كـ «توت عنخ آمون» وأبو الهول، الذي يمثل خفرع ابن خوفو كما ذكر هيرودوت، لهدف مهم ألا وهو: اعتقاد الفراعنة أن التماثيل لها قوى سحرية في خلودهم وعودتهم الى الحياة وأيضا حماية قبورهم من السراق عن طريق الطقوس السحرية التي لم تصلنا بشكل كامل ولم نعلم منها إلا القليل.

نلاحظ أن «سفنكس» هو المهجن الوحيد في الحضارة الفرعونية الذي يملك رأس إنسان وجسد حيوان، بينما جميع الآلهة الفرعونية تملك وجها حيوانيا وجسدا بشريا! السبب يعود إلى أن الحيوان ما هو إلا رمزية لفطرته، فالأسد رمز للحكم والسلطة والفرعون أو الملك، فتهجين الفرعون بتمثال بجسد أسد يزيد من قوته مع القليل من الطقوس السحرية، بينما الآلهة الفرعونية مثل «أنوبيس» اله الموت والتحنيط هو تهجين بين وجه ابن آوى وجسد بشري! ويرجح ذلك كون ابن آوى يبحث عن طعامه بالقبور غالبا بالقدم! وابو الهول يمثل الملك القوي!

على الرغم من عظمة هذا التمثال إلا أن «خفرع» بالحقيقة مات قبل إنهاء الخطة المعمارية والأسوار وتمت سرقة اهرامات خوفو «الأب» وخفرع «الخالد» بكل سلالة! وانتهى هذا التمثال مدفونا تحت الرمال الصحراوية لمئات السنين. لكن كيف يعود أبو الهول للحياة بعد أن أكلته الرمال؟!

ما بين الأرجل الأمامية الممتدة لأبو الهول هناك لوح هيروغليفي بارتفاع اربعة أمتار يذكر احد اهم الفراعنة وهو تحتمس الرابع! ويذكر هذا اللوح ان تحتمس احتمى من الشمس تحت صخرة ونام، فحلم ان ابو الهول يحدثه بأنه مدفون في هذا المكان، واذا ما تمت ازاحة الرمال من عليه فهو يتعهد لتحتمس الرابع بأن يحكم ويحمل تاج مصر!

ازيحت الرمال ويموت شقيق تحتمس بظروف غريبة، فيحكم هو حتى ذكر «لوح الحلم» ان تحتمس قدم الكثير من القرابين الى ابو الهول!

لكن السحر المدهش الذي حير العلماء يحدث مرتين كل سنة، في شهر مارس وسبتمبر، فيلتقي «ابو الهول» مع ظل هرم «خفرع» بشكل هندسي دقيق جدا، ليكون ظل هرم عملاق حتى غروب الشمس!

دمتم بأفراح خالدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى