اعترافات جديدة تكشف “المتوحش” الذي أعطى الأوامر ل”مجزرة سبايكر” في العراق
النشرة الدولية –
بعد 6 سنوات على مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها أكثر من 1700 مجند عراقي على يد تنظيم داعش، تكشفت حقائق جديدة بشأن الشخص الذي أعطى أوامر قتل هذا العدد الهائل من الأشخاص العزل في جريمة هزت العراق.
وأثارت هذه “المجزرة” التي تعد إحدى أسوأ عمليات القتل الجماعية التي نفذها مسلحون موالون لتنظيم داعش سخطا وغضبا عارمين لا سيما لدى الشيعة في العراق، ودفعت عشرات الآلاف منهم لحمل السلاح والقتال إلى جانب القوات الأمنية، ضد التنظيم المتطرف.
وتحمل “مجزرة” سبايكر اسم قاعدة عسكرية قرب مدينة تكريت على بعد 160 كلم شمال بغداد، حيث أقدم مسلحون من داعش على خطف المجندين في يونيو 2014، قبل إعدامهم الواحد تلو الآخر ورميهم في النهر أو دفنهم في مقابر جماعية.
ونشر الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي تفاصيل تتعلق بالأشخاص الذين أعطوا أوامر القتل والسبب الذي دعاهم لذلك، مشيرا إلى أنها أخذت من اعترافات لقادة بارزين في التنظيم المتشدد يقبعون حاليا في السجون العراقية.
يقول الهاشمي في تدوينة على صفحته في فيسبوك إنه وجه سؤالا لثلاثة من قادة داعش المحكوم عليهم بالإعدام كان نصه ” من المتوحش الذي أخذ قرار غدر طلاب سبايكر، ولماذا لم تبادلونهم بسجنائكم؟”.
أول قيادي في داعش كان مسؤول الهيئات والمناهج التعليمية في التنظيم أبو زيد العراقي الذي أشار، بحسب الهاشمي، إلى أن قرار قتل طلاب سبايكر صدر من “أبو مسلم التركماني” الرجل الثاني في تنظيم داعش في حينه ويعرف أيضا باسم “أبو معتز القرشي”.
يقول أبو زيد العراقي إن من نفذ أوامر أبو مسلم التركماني كانوا مجموعة كبيرة غالبيتهم من العراقيين يقدر عديدهم بنحو 150-200 عنصرا من تنظيم داعش.
ويضيف العراقي أن معظمهم كانوا من العناصر الوظيفية “المرتزقة” الذين أصبحوا بعد عام 2006 بلا جذور اجتماعية ولا عمل ولا أموال ولا هوية دينية واضحة.
ويتابع “كان إيمانهم الضعيف والحديث جاء عن سماعات خطب رديئة زرعت في نفوسهم الكراهية للشيعة وكل من هو ليس بمسلم سني، كانت تلك الخطب هي السند الوحيد الذي يبرر لهم تلك الوحشية في غدر الأسير والتمثيل بجثته”، كما جاء في منشور الهاشمي.
الشخص الثاني الذي نشر الهاشمي اعترافاته كان عبد الناصر قرداش الذي أعلن جهاز المخابرات العراقية اعتقاله الشهر الماضي ويعد أحد أبرز قادة التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.
يقول قرداش “لم أشاهد حادثة سبايكر، لأني كنت يومها والي المنطقة الشرقية في سوريا والممتدة من جنوب الرقة وحتى شرق نهر الفرات، لكنني سمعت أن القرار كانا أحاديا واتخذه أبو مسلم التركماني والقسم الأمني في التنظيم المسؤول عنه أبو جرناس رضوان الحمدوني”.
ويضيف قرداش “عندما التقيت بأبو مسلم التركماني بعد سبايكر في الرقة، قال لي إن أكثر عملية بعد السيطرة على نينوى غيرت مسارات الحرب وأرعبت السنة والشيعة هي سبايكر، فكثير من القرى والمدن سقطت بعدها على يد قوة صغيرة من مفارز التنظيم”.
يواصل قرداش الحديث نقلا عن التركماني “لأول مرة منذ 10 سنوات يسيطر عناصر التنظيم على قرى ومدن الصحوات والعشائر بدون أن يجدوا من يقاومهم، وكان هذا ما جعل القوات الحكومية تستغرق وقتا طويلا من أهوال صور الإعدامات التي نشرت”.
ويتابع “لم يكن لدينا فرصة أن نفكر إلا في الوصول إلى شمال بغداد وإخراج المعتقلين في سجن التاجي، ولذلك رفضنا فكرة إبقاء 500 من طلاب سبايكر من أجل عقد صفقة مع حكومة بغداد لإطلاق سراح سجناء التنظيم في السجون العراقية”.
القيادي الثالث الذي ينقل عنه الهاشمي هو محمد علي ساجت، “عديل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي وأمين سره وساعي بريد الخليفة”.
يقول ساجت إن “سبايكر كانت تعني للبغدادي جيش الرعب الذي يقود مسيرتهم إلى بغداد، حيث كان يجهز لاقتحام معسكرات وسجون التاجي، ويخططون إلى قطع طريق مطار بغداد الدولي”.
ويضيف أن “البغدادي كان يميل إلى هكذا عمليات شديدة القسوة والوحشية من القتل بالغرق والإحراق وقطع الرؤوس والرمي من شاهق لبث الرعب”.