القرابين البشرية في جبل «تلالوك»* د. أفراح ملا علي

النشرة الدولية –

تعد ممارسات القرابين البشرية جزءا لا يتجزأ من التاريخ القديم لشعوب عديدة، فالامر لم يقتصر على منطقة جغرافية معينة.

وبالرغم من كونه بدائيا وينم عن انعدام الوعي، الا ان البشر كانوا يمارسون هذه الطقوس كونها أمرا طبيعيا لارضاء الإله الغاضب، ولطلب شيء بالمقابل او بكل بساطة التقرب من هذا الاله المتعطش لإزهاق الروح، فالبشر هم أعداء أنفسهم.

ففي ثامن اعلى جبل بالمكسيك «تلالوك»، والذي يشتهر بينابيعه وكثرة مياهه الصالحة للشرب والزراعة، يتواجد أعلى معبد مقدس لإله المطر «تلالوك» والذي كانت تقام فيه قرابين للأطفال دون السابعة.

مع العلم بأن الوصول الى قمة «تلالوك» تعني فقدان ٦٠%‏ من الأوكسجين.

ففي كل سنة من تقويم المايا يذهب إمبراطور الهنود الحمر «الميشيكا» سيرا على الأقدام كنوع من «الحج» المقدس الى هذه القمة مع ما يقارب ٦٠٠٠ تابع من ضمنهم رهبان وجنود واضاحي بشرية.

بهدف احياء هذه الطقوس وقرابين الاطفال الذين يتم اختيارهم بعناية شديدة بهدف مساعدة «ارواح» الاطفال «تلالوكيس» لإله المطر «تلالوك» لتوزيع الأمطار ومنع جفاف الينابيع.

يعد الطريق للوصول للقمة وعرا لدرجة انه من الصعب استخدام اي وسيلة نقل، ولزيارة معبد القرابين يجب السير على الأقدام، ولهذا يعد واحدا من أقل المعابد التي تتم زيارتها من قبل السواح.

ويجب على من يزور هذا المعبد ان يترك اي هدية للأرواح الحامية التي تعيش بالجبل المسمى كإله المطر «تلالوك» قبل الدخول سواء كانت فاكهة او صخور او زهور كدلالة على السلام والزيارة بدون إلحاق الضرر بالمكان.

تبدأ هذه الطقوس الزراعية بحفل كبير مليء بالحشود، فيقوم رهبان المعبد الذين اختاروا الطفل دون السابعة مسبقا بالتضحية به وتلطيخ صنم الاله «تلالوك» داخل المعبد بدم الضحية، ومن ثم يرمى جسد الطفل بعد أن يتم تصفية جسده تماما من الدم في كهف عمودي على شكل حفرة داخل المعبد.

يحدث أمر خارق للعادة في المكان «المقدس» وهو ان الشمس تبدأ من ٧ فبراير وحتى ١١ فبراير بالاختفاء بين غيوم الجبل مكونة «الجبل الشبح» وتظهر في اليوم ١٢ من شهر فبراير بالظهور كليا في السماء على رأس المعبد ويختفي «الجبل الشبح» وكأنه لم يكن، وبذلك يعد هذا اليوم هو رأس السنة في تقويم الهنود الحمر «الميشيكا».

تم تحطيم جزء كبير من المعبد على يد محاكم التفتيش الاسبانية في رحلات الاستكشافية للمكسيك، وتم تحطيم وحرق عدد لا يستهان به من هذه الوثائق والألواح للطقوس التي نجهل آلية التعذيب التي تسبق نزيف وموت الطفل الضحية فيها.

بالرغم من ان العالم الحديث يعتقد ان هذه الظواهر اللاإنسانية هي نتاج بدائي وقلة وعي، الا ان القرابين الانسانية مازالت حتى يومنا هذا تمارس بشكل وحشي، ففي ٢٠١٧ تم اختطاف العديد من الاطفال في أوغندا للتضحية بهم في طقوس الاضاحي.

وايضا العديد من الدول الافريقية بهدف الطقوس الخاصة بالسحر الاسود. تطول وتتنوع أساليب القرابين البشرية وللحديث بقية.. دمتم بإنسانية.

نقلاً عن الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى