العالم والإنقسام يدعمون آلون .. والأردن وحدها على خط النار ..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
يكثر الكلام والثرثرة في شتى الأماكن دون أن يكون لهذه الخزعبلات أدنى قيمة على أرض الواقع، فالفلاسفة والمحللين في فلسطين وبقية الدول العربية يهرفون ويتفاخرون بقصص خرافية عن بطولاتهم فيكثرون من الكذب في بدايتها ويبدعون كذباً في نهايتها، ففي فلسطين الجميع يطالب بإنهاء الإنقسام وعقد إجتماع لرسم سياسة فلسطينية موحدة لمواجهة قرار الضم الصهيوني لمنطقة الأغوار والتي تشكل ثلث أراضي إتفاق أوسلو، ورغم ذلك لا نجد خطوات حقيقية من رام الله وغزة لإنهاء الإنقسام، لنشعر بأن القرار يأتي للطرفين من الكنيست بالإبقاء على الإنقسام كونه الحل الأوحد لضمان تنفيذ المخططات الصهيونية.
لذا نجد ان الفارق كبير بين الكيان الصهيوني الساعي إلى الضم بقوة السلاح، فيما العرب والفلسطينيون يدافعون بالكلام نهاراً فيما الليل يخفي إتفاقات نتجت من أوسلو، لذا هل سنبكي الغور كما بكينا يافا وحيفا وعكا وتل الربيع؟، وهل سيخرج علينا تُجار الاوطان وصانعي الكلام بالعديد من المبررات التي لا يتقبلها فكر طفل صغير؟!!، لتكون المحصلة “أشبعناهم شتماً وتنظيراً ووطنيات وحرباً إعلامية وظفروا بالغور” ، وهل سيتكرر المشهد مرة أخرى في ظل الجهل والفرقة الذين يسودان أمة العرب ؟!! ، فالغور جزء من مخطط قديم عمره نصف قرن بالتمام والكمال ، لكن في أمة ترتع في بحور الملذات والبحث عن المناصب تاهت المعرفة واختفى الرجال الحقيقين في غياهب السجون أو القبور وضاعت معهم الحقائق.
ان قرار الضم يا سادة جزء من الحل النهائي للقضية الفلسطينية لتطبيق الشروط التي وضعها إيغال آلون، ونسارع كعرب وككيان صهيوني لتنفيذها حرفياً دون أدنى إجتهاد، فحدود الكيان الشرقية حسب آلون هي نهر الأردن وبمنطقة أمان تصل إلى خمس عشر كيلو متراً، كما سيتم ضم أراضي الخليل في مرحلة لاحقة بفضل زيادة وتطوير المستوطنات، كما سيقوم الكيان بالتخلص من أي قيادات شريفة وسيبحث عن قيادات فلسطينية مناسبة للخطط الصهيونية، بحيث تركز هذه القيادات الهلامية في عملها على وضع خطط اقتصادية لحياة الفلسطينين بحيث ترتبط بالكيان الصهيوني فقط، وحسب آلون فلن يتم تقسيم القدس وسيتم تحويل المدن الفلسطينية إلى معسكرات اعتقال، وفي النهاية سيتم إنشاء كونفدرالية أردنية فلسطينية وإلغاء حق العودة.
وحتى نضع النقاط على الحروف فإن الوضع العربي والفلسطيني مهيئان تماما لتفيذ مشروع آلون الذي فشلت حكومات الكيان السابقة في تنفيذه، لكن بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسطوته على أمة العرب فقد أصبح تنفيذ المشروع أسهل بكثير بعد أن وصلت الأمة العربية إلى مرحلة دون الإنحطاط، ووصل قادة فلسطين إلى مرحلة أسوء بسبب الإقتتال الداخلي والتمزق الإجتماعي وزيادة هوة الإنقسام، فرام الله تدعي ان غزة هي السبب، وتتهم غزة فريق رام الله بقيادة الإنقسام لمصلحة الكيان ولإكمال مخططات واي ريفر .
إن فلسطين تتقلص من عام لآخر وأهلها لاهون بالخلافات الداخليه، فيما العرب يبحثون عن جوائز الكيان الأمريكي لصمتهم عن الموت الفلسطيني البطيء، لنجد أن من يحرس فلسطين التاريخ والحُلم والمستقبل مجموعة من كبار السن يعيشون بين الماضي والحُلم ، وأطفال صغار أخذوا على عاتقهم حماية وطن بعمر التاريخ، فيما رجال السياسة يبدعون في فن الكذب لتحقيق أهدافهم الخاصة القائمة على أطلال الوطن، متناسين أن فلسطين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ صراعها مع الصهيونية العالمية بحاجة للأبطال وليس لتجار الدم والأوهام، وهؤلاء ما أكثرهم في مكاتب غزة ورام الله وعديد العواصم العربية.
لقد تضاءلت مساحة المناورة السياسية والعسكرية للأردن وفلسطين بسبب بعض المواقف العربية الصدئة والعالمية التي تقف بكل قوتها مع القرار الصهيوني، لذا فان مساحة الحركة تتلخص فلسطينيا في الوحدة بين الفصائل الكثيرة والمتعددة ثم وحدة القرار مع الأردن الذي يبدل جهود خرافية للذود عن فلسطين ، بحيث يشكلان فريق عمل لمخاطبة العالم لحماية أراضي الأغوار، فيما يكون القرار العسكري مسانداً للقرار السياسي، وهذا القرار نجده بقوة في الاردن الحارس العربي الأخير للقدس، إلا أنه صعب في فلسطين بسبب الإنقسام مما يوجب على شتى الفصائل أن تتوحد قبل أن يستمر التفرد الصهيوني بغزة ورام الله سواءً بالقتل أو زراعة العملاء، لنجد ان الكرة في الملعب الفلسطيني، لذا عليهم الوحدة قبل المواجهة المرتقبة بعد أيام قبل أن يمضي الوقت سريعا، فهل تنتصر غزة ورام الله مع الأردن وبغياب كامل للعرب لفلسطين ؟، أم يكتمل مشروع آلون وتنتهي القضية مبدئياً لحين ظهور قيادات ترفض الإنقسام وتعمل لأجل فلسطين ولا شيء غير فلسطين.