عُلا القنطار تواجهُ الموتَ بتقنيات البقاء، وعناصر الكفاح
النشرة الدولية –
كتب موقع المرأة
تواجهُ الموتَ بتقنيات البقاء، وعناصر الكفاح، وومضة الأمل؛ ما يفوق الموت صعوبةً هو المُكافحة لأجل البقاء، والتّشبث بالنّورِ البسيطِ.
نموذجٌ قرّرَ المكافحةَ لأجلِ الوصولِ لهدفهِ، فكم هو صعب ذلك الحلم الذي يتشاطره مرضٌ.. مرضٌ يقف حجر عثرة، أمام أمل تحقيق الأهداف!
حين نقولُ امرأةً، نقول نصف المجتمع، لا بل المجتمع بأكملهِ، فهي من تتحمل اوجاعها، وتعضُّ على ألامِها، وتلزمُ نفْسَها تعبَ الغربةِ، ولتمتدَ المسؤوليةُ معها إلى مسؤليةِ عائِلَتها، حيثُ تقضي نهارها وليلها بين العمل والمترو رغم كل اوجاعها.
ورغم الصّعاب، لا تُفارق همساتها حمدَ اللّه وشُكره.. حمدٌ تنخرطُ في ضوضائِه جَلَبَةُ غصّةٍ، للهفةِ وطن، ومودّةٌ لربوعه.. تستحضرُ عيّناها شاطئ بيروت، ذلك الذي يُنميّ داخلك شهوةَ الحبّ، والألفة.. فرسالةٌ من ذلك البحر يكادُ قلبها يلثمها، لولا الضّلوع التي تثيه أن يثبا..رسالةٌ يلمُّ معها الوردُ مشتعلاً، فتلتهبُ الإبتسامة ذات العجيبة الثامنة.
هذا الشوق، تلهُّفٌ لم يمنعها من تدارك مسؤولياتها، فهي التي تكدُّ العرقَ كدّاً، ليلاً ونهاراً لتؤمّن طلبات فلذات أكبادها، داخلَ مستنقعِ الغربةِ، مستغنيةً، ومتخليةً، عن طموحها، وحلمها، وأملها، وصحتها، دافعةً بذلك فاتورة مستقبل أولادها.
شربت وتذوفت الويل والقهر، في وطنٍ بعيداً كلَّ البُعدِ عن وطنها، ولكن بالمقابل، فإنّهُ قدّمَ لها الصّحة، والعمل، والإحترام.
هي قالتها، وبأعلى صوت، ابعدوا كأس السّياسة عن التربية، وخلّصوا التربية من براثين المحسوبيات، والمزايدات.. هي التي نادت بالتربية الإيجابية، والإبتعاد كلّ الإبتعاد عن السّلبية.
هي المتميزةُ بخبرتها، والآملةُ بنشرِ الإيجابية.. هي الأم، والقمر، والحصنُ، والذرعُ، في بحار الأوطان، وبين مسنّات الغربة، وشَرَسِ فكّيها.
هي المريضةُ، الموجوعةُ، المُدنّفةُ من كل شيء إلاّ من البحر الواسع، المُنفرج، تماماً مثل طموحها.