إبنة الجنوب المخرجة زلفا جورج عساف..«روح العصر» في حديقة قمرها!
النشرة الدولية –
جنوبية – اسماعيل فقيه –
الإعلامية والمخرجة اللبنانية الجنوبية زلفا جورج عساف، متميزة الحضور الابداعي بما تختزن في عينها، الكاميرا من مشاهد مفتوحة على يقظات الأمل والعالم.
وفي أغلب أعمالها وأفلامها بدت زلفا عازمة على المكوث طويلاً في حديقة القمر، تراقب ظهور الأمل وانبثاق درب النور الكاشف.
فقد أنجزت أعمالاً مصورة متنوعة،ومنها فيلمها الوثائقي تحت عنوان “روح العصر”، من كتابتها وإخراجها.
واستطاعت في هذا الفيلم من تظهير صورة الزمن الغابر والعابر من خلال تناولها أمجاد الماضي، وذلك باستحضارها المنمنمات التي تجسد وتعكس صورة الفنون العربية وفنون الشرق الأدنى.
من إيران بمجدها الجمالي القديم إلى بلاد ما بين النهرين من العراق إلى سوريا وصولاً إلى المغرب العربي والى مساحات وأماكن أخرى ضاربة في الوعي الميثولوجي.
أما في أعمالها الأخرى والمتنوعة، يلحظ المشاهد والمتابع لأعمالها تنوّعات جمّة والكثير من الصور والعادات والطقوس في حياة الانسان ، كنمط العيش والحياة وفنون اللباس وتنوع الثقافات والأحداث على مر ازمان ودهور.
والابلغ والأوضح بمشاهد المخرجة أنها رسمت مشاهد الجمال بكاميرا قديرة بابتكار الزينة وضوء الحياة، زيّنت الرسوم بالنثر والشعر والخطوط، حققت كتابة قصصية مرسومة بنظرة كاميرا صغيرة استطاعت قطف صورة الماضي السحيق،قبل الحاضر بقرون، ماضي الزمن والقرون يحضر في عين المخرجة كأنه حدث اليوم أو غداً.
المنمنات الإسلامية شغف زلفا “كون الموضوع له علاقة برموز وأحوال الدين والايمان وخصوصا شهر رمضان الكريم
وثمة مشاهد في افلام زلفا تتمتع بخصوصيّة وبمعرفة قديرة ، اذ واكبت بعض الحقبات التاريخية بفنونها وجمالها وتأثيراتها وثقافتها وألوانها المتحولة وحتى انها ربطت تاريخها ضمن خط بياني مرئي ، رابط قصصي حكائي حكواتي ملفت في تلقيمه حقيقة الشعور القديم الذي عاشه انسان الماضي.
وتقول عساف أنها تكتب وتصور وتخرج أعمالها تحت تأثير قناعتها واعتناقها السلم والسلام والمحبة. وفي فيلمها السابق “محاربات من أجل السلام” تكمن كل الحكاية السينمائية لدى عينها الذكية.
وتتحدث زلفا عن علاقتها بشجون الماضي وتقول: ”لقد أطّلعت على كتب منمنات قديمة مثل كتاب “مقامات الحريري”، ووجدت فيها نوعية رسوم مختلفة عن الرسوم المعهودة حالياً، وهذا الأمر ولّد عندي حشرية كبيرة حتى أعرف ما هي هذه الرسوم ومن صنعها؟
فاكتشفت انّ هناك عدة كتب للمنمنات صدرت في حينه ومنها “كليلة ودمنة” و”مقامات الحريري” و”الهمزاني”، وتفاجأت بوجود هكذا فنّ في القديم وانحسر وهو يروي عصور القصص القديمة ومنها حياة السلاطين، حياة الأمراء، حياة الناس، جلسات المحاكم ويروي حياة الشعوب،وكيف كانت الأزياء وألوانها، الزخارف، المساجد، القصور، وكما هناك منمنمات إسلامية هناك منمنمات مسيحية طبعاً قديمة”.
ثمة علاقة وثيقة بين عين المخرجة وأفكارها وبين “المدرسة العربية التي هي المدرسة العباسية والمدرسة العراقية والمدرسة الدمشقية ومدرسة بلاد الشام
أضافت: “إن فنّ المنمنمات هو فنّ نادر، وهو يحاكي يروي قصص العصور الغابرة وموجود في الفنون العربية وفي فنون الشرق الأقصى”.
وثمة علاقة وثيقة بين عين المخرجة وأفكارها وبين “المدرسة العربية التي هي المدرسة العباسية والمدرسة العراقية والمدرسة الدمشقية ومدرسة بلاد الشام”.
كما انها لا تخفي حبها وتطرقها إلى المدرسة الهندية والمدرسة الفارسية، وأيضاً المدرسة العثمانية أو التركية.”
صالت وجالت المخرجة وقامت بزيارة متحف الفنون الإسلامية في إسطنبول في تركيا،”وأطلعنا على مخطوطتين من أقدم المخطوطات وهما موضوعتان بالمستودعات حفاظاً عليها من التلف، واطلعنا على أقدم المنمنمات الموجودة وتاريخها الذي يروي عهد السلاطين العثمانيين ويروي الحروب التي كانوا يخوضونها والمعارك العسكرية”.
زلفا ابنة الجنوب بلدة بسري قضاء جزين مخرجة بعين ذكية ثاقبة تراقب وتترقب حياة الانسان ولا تتوقف أو تستريح بعد كل عمل تنجزه
وتضيف “في الفنون العربية ايضاً لدينا الفتوحات الإسلامية والفتوحات التي كانت تحصل في عهد تيمورلنك والغزوات في دمشق وعندما ربح أهل دمشق على الغازيين تُرجم بمنمنات، وكذلك المنمنمات الهندية تحدثّت عن القصور، الزخرفات، الاقمشة، الالوان، المناسبات الاجتماعية، السلاطين بشكل خاص في الهند والجلسات اليومية التي كانت تتمّ عندهم في البلاط، وكيف كانت تتقّرب من عامة الشعب وأظهرت كيف كان لباسهم والغزوات البحرية التي كانوا يعملونها وغيرها مع غير دول”.
زلفا ابنة الجنوب، بلدة بسري قضاء جزين ، مخرجة بعين ذكية ثاقبة تراقب وتترقب حياة الانسان،ولا تتوقف أو تستريح بعد كل عمل تنجزه.