تزايد حدة الانقسام في إسرائيل بسبب خطة “الضم”

ازدادات حدة الانقسام في الوسط السياسي الإسرائيلي وحتى داخل الائتلاف الحكومي الجديد، بسبب خطة “الضم” التي يسعى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة في تل أبيب، لتنفيذها مع بداية الشهر المقبل، بينما يطالب حليفه بيني غانتس وزير الجيش ورئيس الوزراء البديل، بضرورة دراسة النتائج التي يمكن أن تكون عكسية ضد إسرائيل في حال تنفيذها خاصةً على العلاقة مع الأردن.

وترغب الولايات المتحدة في أن يكون هناك توافقًا داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي من أجل إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ العملية ولو كانت بشكل جزئي.

وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن اجتماعًا عقد لمدة 4 ساعات بالأمس بين نتنياهو وغانتس وشريكهما غابي أشكنازي، مع السفير الأميركي ديفيد فريدمان، ظهر من خلاله وجود فجوات كبيرة بين موقف نتنياهو من جهة وغانتس وأشكنازي من جهة أخرى.

وحاول فريدمان التوسط بين الجانبين لإيجاد حلول مشتركة من أجل التوصل لحل واضح بشأن قضية الضم، إلا أنه لم يفلح، واتفقوا جميعًا على عقد اجتماع بعد ظهر اليوم.

ووفقًا لمصادر سياسية، فإن نتنياهو يصر على الضم الكامل ويدعمه الليكود في ذلك ومقتنعون بأنها فرصة تاريخية، بينما يدعم غانتس وأشكنازي الضم بالحد الأدنى دون تقويض العلاقات مع الأردن.

وبينت أنه تم تقديم عدة خيارات من أجل الضم خلال الاجتماع أمس، لكن نتنياهو لم يتخذ بعد قراره.

ورغم تقديم الاقتراحات – وفق مصادر أخرى – إلا أن موقف غانتس وأشكنازي لا زال يكتنفه الغموض ولم يكشفوا بعد عن آرائهم بشأن الضم على أساس أنه لم يتم صياغة أي موقف بعد.

وقالت مصادر مقربة من غانتس، وأشكنازي، بأنهما يدعمان خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حيث المبدـ لكنهم يريدون تنفيذها بتنسيق دولي، بحيث تكون جزءًا من خطوة شاملة.

وفي البيت الأبيض – كما تشير الصحيفة العبرية – فإن هناك ثغرات في المواقف، فبينما يدعم فريدمان الضم على نطاق واسع، يفضل جاريد كوشنير كبير المستشارين في البيت الأبيض، الضم بالحد الأدنى، وهو أمر يؤيده الكثيرون في الإدارة الأميركية، بحيث يتم ضم احدى الكتل الاستيطانية الكبرى, بينما نتنياهو يرغب في ضم مستوطنات كبيرة معزولة مثل عوفرا وبيت إيل.

ووفقًا لمصادر إسرائيلية وأميركية، فإن البيت الأبيض يتعرض لضغوط عربية للحد من نطاق الضم، كما أن الإدارة الأميركية تفضل أن تتم أي خطوة للضم خلال الصيف وقبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ويتزامن ذلك، مع تعمق الخلافات في أوساط اليمين الإسرائيلي وخاصةً المستوطنين بالضفة الغربية الذين يرفضون غالبيتهم أي خطوة للضم بشكلها الحالي باعتبار أن بعض المستوطنات ستكون معزولة في حدود الدولة الفلسطينية التي تحددها الخطة الأميركية، بينما يؤيد بعض قادة المستوطنات تلك الخطة باعتبارها فرصة تاريخية.

وفي داخل الليكود تزداد الاحتجاجات على قبل حكومة نتنياهو بمثل هذه الخطة بشكلها الحالي، زاعمين أن ذلك سيشكل خطر على عشرات الآلاف من المستوطنين الذين سيقطنون في مناطق معزولة.

ونشرت صحف هآرتس ويسرائيل هيوم ومعاريف، هذا الصباح، تقارير مماثلة تتحدث عن الموقف الأميركي الداخلي المترنح، وكذلك ارتفاع حدة الخلافات في إسرائيل بشأن هذه الخطة.

وأشارت صحيفة هآرتس، إلى أن الضم سيتحدد بضغط من البيت الأبيض وليس وفق ما ترغب به حكومة نتنياهو، مشيرةً إلى الجهود التي يقودها كوشنير في تقييد الخطة بالحد الأدنى أو تأجيل الضم من أساسه.

ورأت الصحيفة أن ترامب لن يندفع تجاه تنفيذ الخطة بأكملها في ظل المشاكل الأميركية الداخلية التي بدأت تظهر، وكذلك لمعارضة دول عربية تعد حليفة لأميركا للخطة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى