لبنان: جنبلاط ينضم الى الساعين لإقناع الحريري بالمشاركة في حوار «بعبدا»… الجميل يرد على نصرالله: لسنا عملاء
النشرة الدولية –
انضم رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الى الساعين لإقناع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالمشاركة في اللقاء التشاوري الانقاذي في بعبدا في 25 الجاري، حيث زار على رأس وفد من اللقاء النيابي الديموقراطي، بيت الوسط، مساء أمس، تحت عنوان رد الزيارة للحريري الذي زاره في كليمنصو منذ بضعة ايام. وأضاف جنبلاط الى هذا العنوان عنوان التضامن مع بيروت وطرابلس «ولنؤكد على الحوار برغم كل الظروف الصعبة، والطريق طويل».
وقال رئس الحزب التقدمي الاشتراكي بعد المحادثات التي تخللتها خلوة ثانية بين الرجلين: «نعلم انه مع الشيخ سعد والرئيس نبيه بري سنجتاز كل الصعوبات. ولن نفقد الأمل»، واصفا الحريري برجل الاعتدال.
بدوره، الرئيس الحريري رد على سؤال حول رأيه بقانون «قيصر» قال: «وهل نحن من عمل قانون قيصر أم الكونغرس الأميركي والرئيس الأميركي الذي وقع قانون قيصر؟ هناك تداعيات لهذا القانون وعلى الدولة اللبنانية ان تعرف كيف تتعامل معه وأن تدرك في النهاية ان هذا القانون ليس لبنانيا وهو يطبق على الصينيين والروس وعلى كل دولة تتعامل مع سورية ونحن نستطيع ان نغض النظر عنه، ولكن هل يتحمل لبنان التداعيات؟».
وأضاف: أي دولة تتعامل مع سورية الآن ستواجه نفس العقوبات وليس لبنان وحده وما نقوله بهذا الشأن إن هذا القانون أقر منذ 6 أشهر، أو اكثر ونحن كحكومة لبنانية عليها ان تقرر ماذا تفعل. أما نحن فمعارضة ولسنا من يقرر.
وسئل عما كان سيشارك في حوار بعبدا المقبل أجاب: كل شيء في وقته. نحن في المبدأ مع الحوار ولكن وسط هذه الازمة لم يعد الحوار ينفع من دون نتائج، الحوارات السابقة لم تنتج.
وأشار الى ان الوضع في طرابلس، بناء على سؤال حول ما إذا كانت مرشحة لتعود كصندوق بريد سياسي: «طرابلس الفيحاء يحاولون تشويه صورتها ولم ننس ما كان يحدث في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة، الذين يعملون الأزمة في طرابلس معروفون و«سرايا المقاومة» التابعة لحزب الله لا تقصر وآخرون ليسوا مقصرين و«المنتدى» (يموله بهاء الحريري) ليس مقصرا والغطاء بالنسبة لي مرفوع عن كل الناس».
هنا تدخل جنبلاط ليقول: «طرابلس دفعت الثمن وبيروت دفعت الثمن أيضا والاعتدال الاسلامي والمسيحي بشكل عام يدفع الثمن. لكن ظرفنا يتطلب المعالجة. وهذا اللقاء لن يكون آخر لقاء لنؤكد على الموضوع، رغم الصعوبات الهائلة علينا ان نتابع وسأشارك في لقاء بعبدا ولن افقد الأمل».
ولاحقا في وقت متأخر من أمس انتشرت قوات من الجيش في ساحة النور ومحيطها لضبط الأمن ولمنع اي حركات احتجاجية دفها تحطيم المحال التجارية والاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة.
وفي معلومات لـ «لأنباء» أن رؤساء الحكومة الآخرين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام ربطوا موافقتهم على المشاركة في التشاوري الانقاذي بمشاركة سعد الحريري الذي مازال يدرس الموقف، منذ فاتحه به الرئيس نبيه بري الذي وجه الدعوة أمس لنائبه إيلي الفرزلي ولرؤساء الكتل النيابية لاحقا.
رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل من جهته، أبدى استعداده المشاركة حال وصول الدعوة وجدول الأعمال. أما الرئيس اميل لحود فلم يعتد حضور اجتماعات كهذه اما الرئيس سليمان فلم تصله الدعوة.
بالنسبة للأحزاب فإن التقدمي الاشتراكي وحركة امل سيشاركان وكذلك حزب الله، إلى جانب التيار الوطني الحر بالطبع. وبخصوص القوات اللبنانية التي شارك رئيسها سمير جعجع في المؤتمر الاقتصادي في بعبدا وكان الوحيد من المعارضة، قالت مصادرها ان الدعوة وصلت لكن جدول الاعمال لم يصل بعد والمهم جدول الاعمال.
ارتدادات قانون قيصر على لبنان، عرضها أمس وزير الخارجية ناصيف حتي، مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا.
ولاحقا ابلغت شيا قناة ال بي سي، وفي رد ضمني على امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ان واشنطن لا تمنع دخول الدولارات الى لبنان، وان الكلام عن انها وراء الأزمة الاقتصادية تلفيقات كاذبة، والحقيقة ان عقودا من الفساد ومن القرارات غير المستدامة في لبنان تسببت في هذه الأزمة.
وفي نفس السياق، رد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل على خطاب السيد حسن نصرالله، معتبرا في مؤتمر صحافي أن «خلاصة كلام نصرالله أنه ليس هناك اي جواب على الازمة التي يعيشها الشعب اللبناني من اقتصادية ونقدية ومالية وان الحل في الذهاب الى المنطق الاقتصادي الممانع على مثال الدول الممانعة مثل ايران وسورية وڤنزويلا».
ورأى أنه «عمليا كلام نصرالله يعني انه لا استثمار ونكون قد خرجنا من الاقتصاد العالمي ونكرس عزلتنا الدولية والعربية ونتحول الى بلد دون طموح ورفاهية».
«وبحسب منطق نصرالله»، رأى الجميل أنه يجب علينا أن «نقفل الباب بوجه الجميع ونتقوقع على انفسنا ما يعني أنه لا فرص عمل ولا ضخ للدولار الى الداخل اللبناني ومزيد من تدهور الليرة ولا دعم اوروبيا ودوليا وعربيا».
وسأل: «هل يحق لفريق من اللبنانيين ان يقرر عن كل اللبنانيين وان يأخذنا الى لبنان لم نقرره؟ هل هناك اي قرار من مجلس الوزراء او مجلس النواب يقول اننا بحالة حرب مع اميركا والغرب والمجتمع الدولي؟ هل قررنا نحن ذلك ام هناك من قرر عنا؟».
ورد على سؤاله بالقول «لا يحق لأحد جرنا الى المكان الذي يريده وأن يفرض علينا نمط حياة لا نريده ولا نريد ان نعيش بعزلة وننقطع عن الغرب والعرب ودول العالم كافة»، سائلا: «لماذا تخنقون البلد وتدفعون اولادنا الثمن؟ لا نريد مجتمعا ممانعا انما نريد مجتمعا منفتحا».
وذكر أنه «في التسوية الرئاسية، منطق حزب الله اصبح منطق الدولة لأنه استولى على كل الرئاسات ووجهة نظره أصبحت وجهة نظر الدولة لان بعض الفرقاء قرروا تسليم السلطة في لبنان الى حزب الله واصبحت العقوبات على كل اللبنانيين ولبنان كله يدفع ثمن هذه السياسات خارج ارادته بقوة السلاح».
وشدد على أننا «بكل وضوح متمسكون بسيادة الدولة اي ان المؤسسات الشرعية هي التي تقرر في الداخل والخارج ونتمسك بالديمقراطية اي ان الشعب هو الذي يخلق السلطة من خلال انتخابات وتشكيل حكومة».
وركز على أننا «نريد الانفتاح على الجميع»، مضيفا، «الدستور ليس وجهة نظر انما الكتاب الذي يحكم لبنان وهو فوق رأس الجميع ولا نريد ميليشيات انما نريد سلاحا واحدا اي سلاح الجيش ونحن نتكلم من منطلق وطني ونريد مؤسسات لبنانية وجيشا لبنانيا وشعبا يحكم بإرادته».
وأضاف: «لا يا سيد حسن لسنا عملاء انما لبنانيون ونطلب منك أن تضع نفسك معنا تحت سقف الدستور، ولبنان نحميه معا عبر جيشنا البطل بوجه اسرائيل اولا كتفا على الكتف».
وأكمل: «كل ما نطلبه يا سيد حسن هو تغيير المنظومة التي تحكمنا ونبني وطنا جديدا يطمح اليه اللبنانيون فيما تأتي انت لتبشرنا بڤنزويلا، لكن لا لن ننجر الى الكلام الطائفي والامن الذاتي انما سنبقى لبنانيين ندافع عن حقنا بالعيش، فهل تعيدنا يا سيد حسن الى القوقعة ونحن اهل شهداء ومقاومة مثلك وسجنا ونفينا؟».