هل وافق عرب على ضم غور الأردن للكيان الصهيوني ..؟!!
بقلم: صالح الراشد

 

سؤال تتردد أصداءه في شتى المواقع وعبر الفضائيات وبين أفراد الشعوب العربية وسوقت له صحف صهيونية وقنوات فضائية عربية، سؤال يُثبت أن أمتنا لا تثق ببعض قادتها بل تعتبرهم مجرد دمى تحركها الإدارة الأمريكية، سؤال يجعلنا نتأكد بأن الكثير من أبناء العروبة يعتقدون أن الكرسي عند قادتهم أهم من حياة الأمة وقضاياها، سؤال لا يقبل القسمة على إثنين ولا يقبل إلا وجه واحد وهو وجه الحق والعدل فيما الخيانة هي الوجه الآخر، سؤال يحتاج إلى إجابات واضحة ويقول: ” هل منحت قيادات عربية الضوء الأخضر للكيان الصهيوني لضم غور الأردن للسيادة الصهيونية”.

القادة العرب يعلنون أنهم مع الموقف الأردني الفلسطيني الرافض لعملية الضم، ويدركون أن الاردن وفلسطين سيدافعان عن الغور بشتى الطرق حتى إن وصل الأمر إلى إشعال حرب طاحنة ستلحق الضرر بالجميع، وستطال أولاً من خان ومن باع المواقف العربية في السر وستكون فضيحتهم في العلن، فاليوم لا مجال لأحد أن يلعب دور النعامة بوضع الرأس في الرمال، فالعدو اليوم هو الكيان الصهيوني الذي تعلن القيادات العربية أنه العدو الأول فيما ما تخفي الصدور في علم الغيب وعند الصهاينة، كما ننتظر أن نسمع صوتاً لمن يرددون مصطلح الموت لإسرائيل “الكيان الصهيوني” فهل نجد جميع هؤلاء يتخلون عن خلافاتهم وحروبهم العربية العربية إنتصاراً للأردن وفلسطين أم ستتكشف الخفايا التي تنشرها الصحف الصهيونية وتصفق لها قنوات عربية عن وجود توافق عربي صهيوني لدعم الضم.

والغريب وهو ما  أصاب المتابعين للقضية بصدمة كبيرة، هي حالة الصمت التي يلجأ إليها المتهمون بالتآمر مع الصهاينة، حيث لا يُكذبون ما تنشره الصحف الصهيونية ولا يعلنون موقفهم بشكل حازم وواضح، بل يكتفون بالكلمات المطاطة التي تقبل ألف تأويل وتأويل، ليكون حديث البعض كالسراب فيما أمتنا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة لا تقبل السراب وتحتاج للمواقف الحقيقية الواضحة، وهي المواقف التي سيكتبها التاريخ بخطوط واضحة حتى لا تمحوها الأيام.

اليوم نحن على أعتاب مرحلة جديدة قد تكون هرمجدون التي تميز الخبيث من الطيب وتظهر الأنقياء وتوسم العملاء، اليوم لا مجال للصمت للعالم أجمع وفي مقدمتهم الدول الأوروبية التي ستتحمل عبء كبير جراء أي مواجهة عسكرية في المنطقة، وهي التي تحملت أعباء كبير من جرائر الحرب في العراق وسوريا وليبيا واليمن على عكس الولايات المتحدة التي تظفر دوماً بالغنائم بالسيطرة على منابع النفط وتدمير أي قوة عسكرية تؤرق الكيان الصهيوني، وهنا نتوقع دور سياسي أكبر للإتحاد الأوروبي الذي أصابه الإحباط من لعب دور التابع الأمريكي الذي يموت ليحيى سيدة.

ونعود لمواقف الدول العربية التي لم ولن تخاطر بعلاقاتها مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة من أجل الحفاظ على الغور والدليل صمتها الفاضح، وقد يذهب البعض إلى أن الصمت ما هو إلا تخطيط عسكري لحفظ سرية دور كل دولة في المواجهات القادمة، وهذا أمر لا يتقبله الفكر السوي كون تجمع الأمة على هدف معلن سيجعل الكيان ومن يدعمه يفكرون ملياً قبل الإقدام على أي خطوة حمقاء،  لذا فإن البعض يذهب إلى أن هذه الدول ستشكل عبء كبير على كاهل الأردن وفلسطين، وخطر داهم على أمنهما كونها تملك عديد المفاتيح في الدولتين وبالذات في مجال الضغط الإقتصادي، مما يعني أن الأردن ذاهبة إلى مواجهات سياسية عسكرية صعبة بعد دمار عمقها الإستراتيجي المتمثل بالعراق، وقص سوريا جناحها الأيمن بحرب شعواء، وكذلك جناحها الأيسر مصر المكبل بإتفاقات عديدة، فيما دول السند والمدد تبحث عن إرضاء تل الربيع وواشنطن، لتبقى الأردن موحدة وفلسطين متفرقة في مواجهة الكيان المدعوم من الكيان الأمريكي.

——

هرمجدون : معركة آخر الزمان وقد وردت في جميع الأديان السماوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى