ولكم في رفعت الأسد عِبرة!* عبد المحسن جمعة
النشرة الدولية –
بعد أكثر من 38 عاماً من مغادرته سورية ملطّخة يداهُ بدم الشعب، ومحمّلاً متاعه بثروات السوريين، حكمت أمس محكمة فرنسية على عمّ رئيس النظام السوري، رفعت الأسد، بالسجن 4 سنوات ومصادرة جميع ممتلكاته في فرنسا.
هذا الحُكم سيفتح الباب لملاحقة رفعت الأسد في جميع دول أوروبا والعالَم لمصادرة أملاكه ومن انتفع منها من عائلته وأقربائه، وهو ما يعني أن معظمهم سيعيشون على المساعدات الاجتماعية إن لم تكن لديهم مهن أو حرف محترمة.
وفي ولاية نيويورك الأميركية، رفع عدد من اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الأميركية ممّن فقدوا ودائعهم في البنوك اللبنانية دعوة على السياسيين الفاسدين في لبنان، مستفيدين من قانون في تلك الولاية يمنح الحق في ذلك، مما سيمكّنهم من ملاحقة أصولهم وأموالهم عبر العالم.
تراكم قضايا الفساد يُسقط الدول مهما طال الزمن إن لم يستيقظ الحكّام والسلطة في الوقت المناسب بإجراءات جادة وحاسمة لوقفها ومحاسبة المسؤولين عنها، فها هو رفعت الأسد بعد 40 عاماً يُحاسَب على قضايا الفساد والعمولات، وهي أفعال وجرائم لم تعد تسقط بالتقادم في دول العالم الأول، الذي يحلو لبعض قادة العرب وسياسييهم أن يخبئوا ثرواتهم فيها.
لذا نقول لربعنا المتورطين هنا في قضايا الفساد ومَن يحاول التغطية عليهم: لا تورّثوا أبناءكم مستقبلاً مظلماً يعيشونه بعد عيشة الغنى الفاحش والثراء.. اتعظوا وواجهوا الفساد ولا تجعلوه يتراكم، فإن عاقبة ذلك وخيمة ومدمّرة.