الإمارات توجه إنتقادات لحليفها حفتر في ليبيا والمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن

إثر الهزائم الكبيرة التي مني بها على يد قوات الجيش التابعة لحكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، وجهت الإمارات انتقادات علنية غير مسبوقة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي تلقى على امتداد سنوات دعماً أساسياً منها في حروبه بليبيا، ولاسيما خلال عدوانه الفاشل على طرابلس الذي بدأه في إبريل/ نيسان 2019.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، “لقد اتخذ بعض أصدقائنا قرارات أحادية الجانب، وقد رأينا ذلك مع المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، وكذلك مع اللواء حفتر في ليبيا”، وفق ما أوردته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، مشيرة إلى أن كلام قرقاش جاء خلال مشاركته في منتدى عن بعد الأربعاء.

وزعم قرقاش أن “الكثير من هذه الحسابات الصادرة من طرف واحد قد ثبت أنها خاطئة”، قبل أن يضيف “مثل هذه الحسابات تجعلك لا تملك في بعض الأحيان السيطرة أو القدرة على تقديم المشورة الأخلاقية التي تود عرضها على بعض أصدقائك”.

ويبدو أن فشل حفتر العسكري وانهياره المفاجئ أوقعا حلفاءه في حرج كبير، في ظل الصراع المكتوم الذي يعيشه المشهد الليبي، ما بعد انهيار مليشيات حفتر وقوات حلفائه، في دهاليز العواصم الكبرى، وفي أوساط معسكر حفتر، شرق ليبيا، حيث يحاول حلفاؤه ضبط الأوضاع قبل خروجها عن السيطرة بعد تصاعد موجة الانشقاقات من قبل عسكريين وزعماء قبليين موالين له.

وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد أعلن بداية الشهر الحالي، الاتفاق مع رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق عقيلة صالح، وحفتر، على طرح مبادرة سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا.

وفي هذا الصدد، أوردت “بلومبيرغ” عن قرقاش قوله إن الإمارات تدعم المبادرة التي قدمتها مصر، موجهاً انتقادات لتركيا. وأضاف بهذا الخصوص “ما لا تفهمه تركيا اليوم هو أن الحصول على 100 كيلو متر هنا أو 200 كيلو متر هناك لن ينهي الأزمة في ليبيا”، قبل أن يتهمها بأنها “الآن هي الدولة الوحيدة التي تعترض على وقف فوري لإطلاق النار وأن معركة سرت المقبلة تكتنفها مشاكل جمة”.

وفشلت كلّ المحاولات لوقف إطلاق النار في ليبيا حتى الآن، وكان آخرها في يناير/كانون الثاني خلال مؤتمر دولي عقد في برلين. ورفضت حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، المبادرة المصرية، وتواصل جهودها للسيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية، الواقعة في منتصف المسافة بين شرق البلاد وغربها وتشرف على منطقة الهلال النفطي، أغنى مناطق ليبيا بالنفط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button