الإعلام العربي حين يقوم بدور “التيس المستعار”..!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

غريب حال الإعلام العربي الذي ينفذ أجندات خارجية غايتها زيادة تدمير الأمة من الداخل، فالإعلام الذي يجب أن يكون صاحب السلطة الأولى لا الرابعة كونه يحدد من يظفر بمنصب الرئيس والمجالس النيابية، هذا الإعلام وجد نفسه في ترتيب متأخر في سلم الحرية وبناء الذات في ظل سيطرة  الحكومات العربية عليه وتستغله إلى أبعد الحدود، ليتحول الإعلام إلى مطية يركبها كل مسؤول صاحب سلطة بعد أن وجدوا وأدركوا أن القنوات الفضائية التي تعتبر القوة الأكثر تاثيراً في الإعلام بلا رسالة خاصة تحدد مسارها، وأنها مجرد “تيس مُستعار” يقوم بالأدوار القذرة نيابة عن المؤسسات والدول التي تقوم بإدارتها في الخفاء.

فعديد القنوات تقوم بهذا الدور بطريقة إحترافية نيابة عن تركيا وإيران في تحليل “جعله مباحاً” جميع الجرائم والأفعال التي يقومان بها في سوريا وليبيا  واليمن، وهو ذات الدور الذي تلعبه مع الولايات المتحدة لكن بطريقة أكثر ذكاءاً في طريقة الكذب على المشاهدين، حيث تنتقد افعالهم وتوفر لهم منصات للحديث بحرية تامة حول حقها في تدمير الأمة، وهذا أمر يجد القبول عند الإعلاميين والسياسيين المعارضين لبشار سوريا ولحفتر ليبيا، حيث يسعى إعلام الخبث والخبائث إلى دمار البلاد لاسباب خاصة لا شأن لها بحياة المواطن في تلك الدول، كما توفر الغطاء الإعلامي للكيان الصهيوني ليدخل إلى العالم العربي ويستبيح فكره القومي.

وتلعب أخرى ذات الدور دور “التيس المستعار”، فتقوم بالدفاع نيابة عن القوى المتصارعة في اليمن وليبيا وسوريا وتوفر لهم الغطاء على إستباحة الأراضي ونشر الدمار،  ويبحثون بدورهم عن الأعذار للقوات الأمريكية والصهيونية في قتل العرب وإحتلال أراضي الغير بقوة السلاح، بل نجد أنهم أقل إهتماماً باي مشروع عربي نهضوي حيث يسعون إلى بقاء الأمة في مستنقع الدم والقتل والرعب الذي يوفر الوقت للكيان الصهيوني لتنفيذ مخططاته الدنيئة.

إن هذه القنوات تشكل مصدراً للإرهاب الفكري القادر على زراعة الرعب في المجتمعات العربية، بفضل سياسة تحريرية تجعلهم يقودون المجتمعات العربية صوب الهاوية، كما فعلوا في الخريف الدموي حين نشروا الرعب والكذب الخزعبلات في الوطن العربي، فيما بقيت الدول التي تبث منها قنوات الضلال في أمان، لذا نجدهم سعداء بفرض الولايات المتحدة قانون قيصر على الشعب السوري الذي سيموت جوعاً بسبب عدم قدرة الولايات المتحدة وأذنابها على تدمير سوريا، فوجدوا أن أفضل الطرق لتدمير سوريا بقتل السوريين جميعاً، حيث أصبح المواطن السوري عاجزاً عن شراء حاجياته اليومية بسبب تراجع قيمة الليرة السورية بصورة غير مسبوقة، ورغم هذه الجريمة بحق شعب سوريا العربي الصامد نجد “تيوس الإعلام العربي” يسارعون إلى تحليل الدماء السورية كما حللوها من قبل للجماعات الإرهابية التي مولوها بسخاء منقطع النظير “حسب إعترافاتهم”.

ولعبت العديد من القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية دور “التيس المستعار” بغباء منقطع النظير، حين قامت بتوفير غطاء داعم للفاسدين في الدول العربية، فقاموا بالدفاع عنهم بطريقة غير مسبوقة  أظهرت أنهم جزء لا يتجزأ من الفساد العربي الذي أزكم الأنوف برائحته العفنة، لذا لا زالت الأمة العربية والعقلاء فيها يبحثون عن قنوات يستطيعون أن يثقوا في أخبارها وتحليلاتها، لكن يبدو أن الأمر كمن يبحث عن إبرة في جبل عظيم من القش، لذا فان الصورة أصبحت ظاهرة جلية وأن الدور الذي يبحث عنه “تيوس الإعلام” يقتصر على تحويل  الشعوب العربية إلى مجرد قطيع من الأغنام لإرضاء “الكابوي” الأمريكي والمفكر الصهيوني، لذا فإن المستقبل العرب قاتم في ظل إعلام هزيل لا يملك رؤيا وطنية ولا رسائل قومية فيها خير الأمة، لأنه إعلام تابع وعبد لمن يقوده، والعبيد لا يصنعون الفرق ولا يبنون الحرية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التيس المستعار : مجتمعات بشرية باعوا ضمائرهم وارتضوا أن يلعبوا دور المحلل لكل ما هو حرام، وكان يُطلق على الرجل الذي يتزوج إمرأة مطلقة لتعود إلى زوجها الأول ويؤدي دور مُحرم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى