قاض أمريكي يرفض الاستجابة لطلب ترامب بمنع نشر كتاب بولتون
النشرة الدولية –
رفض قاض أمريكي طلب الرئيس، دونالد ترامب، بإصدارحكم قضائي لمنع نشر كتاب مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، والذي يتضمن معلومات سرية تخص الأمن القومي الأمريكي، كما جاء فيه أن ترامب طلب مساعدة الصين لضمان إعادة انتخابه لولاية ثانية.
واعتبرت وزارة العدل الأمريكية أن الكتاب المذكور لم تتم مراجعته بشكل دقيق للتأكد من عدم احتوائه على معلومات مصنفة سرية، إلا أن الوقت قد فات لتدارك الضرر.
وقال رويس لامبرث، قاضي محكمة مقاطعة واشنطن دي سي، إن الحكومة فشلت في إثبات بأن الأمر القضائي (بالمنع) يمكن أن يمنع حدوث ضرر لا يمكن إصلاح آثاره”. على الرغم من أن بولتون “قامر” بالأمن القومي للولايات المتحدة، و”عرض بلاده للأذى بالفعل”، حسب القاضي.
وكانت مئات الآلاف من نسخ كتاب “الغرفة التي شهدت الأحداث” قد طبعت، وتم توزيعها، ومن المقرر طرحها للبيع اعتبارا من الثلاثاء المقبل.
وفي هذا الكتاب، يرسم بولتون صورة غير لائقة لترامب كرئيس جاهل بأبسط الحقائق الجغرافية، وتهيمن على قراراته رغبته في النجاح في الانتخابات المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني وضمان فوزه بولاية رئاسية ثانية.
ويحاول البيت الأبيض حظر نشر الكتاب، ولكن وسائل الإعلام الأمريكية حصلت على نسخ منه، وشرعت في نشر مقاطع من محتوياته.
ومن جهته، وصف ترامب الكتاب بأنه “مكون من أكاذيب وقصص مزورة”.
ماذا جاء في حكم القاضي؟
جادل محامو وزارة العدل بأن بولتون انتهك التزاما بالقيام بمراجعة شاملة لمخطوطة الكتاب قبل النشر للتأكد من أنه لا يحتوي على معلومات مصنفة سرية.
في المقابل، رفض محامو بولتون هذه الأقوال، وأكدوا إصرارهم على أن المخطوطة تمت مراجعتها بدقة، وعلى أن موقف ترامب ينطلق ببساطة من عدم إعجابه بمحتوياتها.
وفي قراره المؤلف من 10 صفحات، كتب القاضي لامبرث أن بولتون قد اختار تجاهل وجوب إجراء مراجعة للكتاب، وهو “قد يعرض الأمن القومي للخطر من خلال الكشف عن معلومات سرية منتهكا بذلك التزاماته بموجب اتفاقية الحفاظ على السرية وعدم إفشاء المعلومات”.
ومع ذلك، رفض القاضي طلب الحكومة بإصدار أمر قضائي بمنع نشر الكتاب.
وجاء في مذكرة القاضي “نظرا لأنه أخذ على عاتقه (بولتون) نشر كتابه من دون الحصول على موافقة نهائية من قبل سلطات الاستخبارات الوطنية، قد يكون بولتون بالفعل تسبب للبلاد بضرر لا يمكن إصلاحه”.
وأضاف القاضي “ولكن في عصر الإنترنت، فإن تداول بضعة نسخ فقط يمكن أن يدمر السرية بشكل لا رجعة فيه. ويمكن لشخص واحد في حوزته نسخة من الكتاب أن ينشر محتوياته في كل مكان من العالم، وهو جالس في مقهاه المحلي. ومع وجود مئات الآلاف من النسخ حول العالم – والكثير منها وصل إلى غرف الأخبار، فالضرر قد وقع، ولا يمكن تغيير ما حصل”.
وعقب صدور الحكم، قال ترامب في تغريدة على تويتر “إن “بولتون خرق القانون بنشر معلومات سرية بكميات هائلة”، وأضاف متوعدا بجعل مستشاره السابق يدفع الثمن “عليه أن يدفع ثمنا باهظا جراء ذلك، كما فعل آخرون قبله، هذا الأمر يجب أن لا يتكرر على الاطلاق”.
ما الذي جاء في كتاب بولتون؟
أصبح بولتون مستشار ترامب للأمن القومي في أبريل/نيسان عام 2018،إلا أنه غادر منصبه في سبتمبر/أيلول عام 2019 بسبب خلافات شديدة بينه وبين ترامب بخصوص التعامل مع دول تشكل تحديات رئيسية بالنسبة للولايات المتحدة مثل إيران وكوريا الشمالية وأفغانستان.
وفي كتابه “الغرفة التي شهدت الأحداث”، يقدم بولتون الرئيس ترامب بصورة زعيم “متهور”، “فقير الاطلاع بشكل مذهل”.
ومن ضمن ما جاء في الكتاب: ترامب طلب مساعدة الصين لإعادة انتخابه
يصف بولتون في كتابه لقاء جمع بين ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين التي عقدت في اليابان في العام الماضي.
ويقول بولتون إن الرئيس الأمريكي “حوّل الحديث بشكل مذهل إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة (عام 2020)”، مشيرا إلى قدرة الصين الاقتصادية، وطالبا من الرئيس شي أن يضمن فوزه في تلك الانتخابات”كما ألمح ترامب إلى رغبته في الاحتفاظ بالمنصب لأكثر من فترتين.
وجاء في مقطع من الكتاب نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، “جاء ذلك عندما قال شي إنه يرغب بالعمل مع ترامب لست سنوات أخرى، ما حدا بالرئيس الأمريكي إلى الرد بأن الشعب الأمريكي يقول إن تقييد الرئاسة بفترتين فقط يجب أن يرفع في حالته”.
كانت بريطانيا الدولة الثالثة – بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي – التي اختبرت سلاحا نوويا في عام 1952. ولكن حقيقة كون بريطانيا عضوة في النادي النووي، كانت غائبة عن ترامب.
ويصف بولتون في كتابه لقاء جمع بين ترامب ورئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي أشار خلاله أحد المسؤولين إلى بريطانيا على أنها قوة نووية.
وبحسب بولتون، فإن ترامب رد قائلا: “آه، إنكم قوة نووية؟”
ويقول بولتون إن هناك الكثير من جوانب الضعف الأخرى في معلومات ترامب.فقبل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسينكي، يقال إن ترامب تساءل عما إذا كانت فنلندا “شبه تابع لروسيا”.
ويقول بولتون إن جلسات المعلومات الاستخبارية التي يحضرها ترامب “لم تكن مفيدة” لأنه في معظم المناسبات “يتكلم أكثر من الخبراء في أمور لم تكن لها علاقة إطلاقا بالمواضيع قيد النقاش”.
كان ترامب وما زال من أشد المنتقدين لحلف شمال الأطلسي، ويطالب أعضاء الحلف الآخرين بزيادة نفقاتهم العسكرية.