لماذا يعتقد البعض أن شبكات الجيل الخامس تتسبب في مرضهم؟
النشرة الدولية –
يشعر كثير من الأشخاص أحيانًا بعدم القدرة على التنفس أو كحة بدون سبب واضح، وتقع هذه الأعراض التي لا يمكن تفسيرها ضمن نطاق ما يُعرف باسم “عدم تحمل البيئة مجهول السبب”، أو الحساسية الكيميائية المتعددة، ويشير هذا المصطلح إلى مجموعة من الأعراض التي يعاني منها بعض الأشخاص بشكل متكرر، دون أن يكون هناك مشكلة طبية، بحسب ما نشر موقع “إنجادجيت”.
يقول أومير بيرج، أستاذ علم النفس الصحي في جامعة لوفين في بلجيكا، إن هناك نسبة من السكان تظهر عليها أعراض لا ترجع إلى الخلل البدني، مضيفًا أن هناك مجموعة من الأشخاص يميلون إلى إرجاع هذه الأعراض إلى أسباب بيئية، وعادة ما يكون لدى هؤلاء الأشخاص ما يُطلق عليه اسم مخاوف صحية حديثة.
ويعزي هؤلاء الأشخاص الذين لديهم مخاوف صحية حديثة هذه الأعراض إلى أسباب بيئية مثل الأشعة الكهرومغناطيسية، لذلك تظهر نظريات مؤامرة خاصة بشبكات الجيل الخامس، وتأثيرها الضار وتسببها في مرض البعض.
يقول أومير بيرج إنه عندما تكون هناك أعراض جسدية، فإن الأشخاص يميلون إلى افتراض أن هناك أسبابًا فسيولوجية لذلك، ويمكن أن يصدق الناس في هذه الحالة أي تفسير حتى يشعروا بالراحة، فعلى سبيل المثال إذا كان هناك مجموعة من الأشخاص يعتقدون أن هذه الأعراض ناجمة عن الأشعة الكهرومغناطيسية، فإن الآخرين سيتأثرون بذلك، ويبدأون في الربط بين الأعراض وبين مصادر الأشعة الكهرومغناطيسية.
هناك الكثير من الأدلة التي تدحض الآراء القائلة بأن أشعة شبكات الجيل الخامس ضارة، ولكن البعض يذهب بعيدًا في نظريات المؤامرة إلى درجة الادعاء بأن شبكات الجيل الخامس تسببت في وباء فيروس كورونا المستجد، ورغم أن ذلك أمر غير صحيح على الإطلاق، إلا أن ذلك لم يوقف المتظاهرين الغاضبين عن إحراق شبكات الجيل الخامس، أو كتابة شعارات مناهضة لها على الجدران في جميع أنحاء العالم.
تزامنت التغطية الإعلامية لهذه الأفعال مع الخوف المتزايد من تفشي فيروس كورونا في العالم، وسرعان ما انتشرت فكرة أن شبكات الجيل الخامس تسبب مرض “كوفيد-19”.
كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من هذه المخاوف
بعض الأشخاص يحاولون تهدئة من يعانون من مثل هذه المخاوف بقولهم إنها مجرد مخاوف داخل عقولهم فقط، إلا أن ذلك غير مجُدِ. يؤكد بيرج أن الأعراض التي يشعر بها هؤلاء الأشخاص موجودة فعلاً وليست أوهامًا، وأوضح أن التصوير الدماغي للعديد من الأشخاص الذين قالوا إن لديهم أعراضًا أظهر أن لديهم مناطق في دماغهم تنشط عند الشعور بهذه الأعراض.
تنشط تلك المناطق بالطريقة نفسها التي تنشط حين يكون الشخص يعاني من أعراض بسبب الإنفلونزا أو أي خلل وظيفي آخر، لذلك يحتاج هؤلاء الأشخاص أن يتفهم الآخرون وضعهم، ويتبنى بيرج العلاج بالتعرض لعلاج مثل هؤلاء المرضى، ومن خلال هذه التقنية يقنع بيرج المرضى بتعريض أنفسهم لمصادر الأشعة بدلاً من الاختباء منها، ولا ينطوي هذا التعرض على أي خطر، لكنه يستهدف التغلب على القلق والخوف.
ويؤكد بيرج على أنه لا يجب الاستهانة بهذه المخاوف، ويرى أن العديد من الأشخاص لم يعانوا فقط من أعراض بدون تفسير، لكنهم خسروا وظائفهم وأصدقاءهم وحياتهم الاجتماعية أيضًا، أثناء محاولاتهم لتجنب ما يعتقدون أنه يسبب هذه الأعراض.