أطباء الأسنان في لبنان يسعّرون بالدولار… فهل أصبح علاج الأسنان حكراً على الأغنياء؟

النشرة الدولية –

“هنا لبنان” – ريتا عبدو –

May be an image of 1 person

بعض الآلام الجسدية يمكن تخفيفها بالمسكنات، وغض النظر عنها أو التريث في معالجتها، لكن هذا لا ينطبق أبداً على ألم الأسنان! فتخيّلوا أن عند بعض اللبنانيين زيارة طبيب الأسنان أصبحت حلماً صعب التحقيق. فكما أغلب القطاعات، طبابة الأسنان تسعّر على الدولار الفريش أو ما يعادله في السوق السوداء… فما ذنب ذلك المواطن الذي لا يمتلك دولارات وافرة أن يحرم من معالجة مشاكل أسنانه؟ ماذا عن الأطفال؟ فإذا اعتبرنا أن الكبار ممكن أن يتحملوا ويصبروا على ألم أسنانهم، فالأمر ليس كذلك عند الطفل، فماذا يفعل رب المنزل حيال هذا الأمر؟ وكيف يبرّر أطباء الأسنان هذه الحالة؟

 

في مقابلة خاصة لموقع “هنا لبنان” مع طبيبة الأسنان جويل نجيم، شرحت سبب تسعير طبيب الأسنان بالدولار، وهو أن كل المستلزمات الطبية الضرورية لمعالجة الأسنان إضافة إلى المختبرات والشركات التي تؤمن تلك المستلزمات والأدوات تطلب من الطبيب تسديد الفواتير بالدولار الفريش أو حسب سعر السوق السوداء. أما السبب الثاني، فهو مشكلة الكهرباء في لبنان التي أجبرت تقريباً أغلب أطباء الأسنان على تأمين مولدات خاصة وتزويدها بالمازوت، الذي طبعاً يتغير سعره تبعاً لسعر الدولار، أضف إلى ذلك إيجار العيادة وراتب موظف الاستقبال…. وبالتالي، إن لم يسعر الطبيب بالدولار وأمام كل هذه المصاريف، فإنه سيقع في خسارة فادحة!

 

وأكدت نجيم أن الأشخاص المرتاحين مادياً، يتابعون معالجة أسنانهم رغم التسعير بالدولار وحتى يقومون بإجراءات غير ضرورية كتبييض الأسنان أو تجميلها بمختلف الطرق. أما المصيبة فتقع على ذوي الدخل المحدود الذين قلت زياراتهم واقتصرت على الأمور الطارئة والمؤلمة والتي لا يمكن تأجيلها.

 

هل أصبحت طبابة الأسنان “حكراً على الأغنياء”؟

 

عن هذا السؤال أجابت نجيم: “في الواقع، يمكن فعلاً أن نقول كذلك، فكثير من التقنيات المتطورة في طبابة الأسنان وتجميلها هي باهظة الثمن لا يمكن أن يتحملها أشخاص بدخل محدود، فلا يمكنهم القيام بـ Hollywood smile مثلاً… لكن الحالات الطارئة الأخرى فيضطر المريض أن يعالجها فوراً، وفي هذا السياق أريد أن أوضح أن تحديداً في هذه الحالات الطارئة وفي حالات الألم الشديد، أشعر مع المريض، وبالنظر لوضعه الاقتصادي السيئ، لا أرفع التكلفة، حتى يستطيع تسديدها على الأقل ويرتاح من ألمه!

 

وبالحديث عن الصعوبات التي تواجه أطباء الأسنان، فأعلنت نجيم أن انقطاع مادة البنج مشكلة كبيرة يعاني منها معظم الأطباء، كذلك مشكلة انقطاع الكهرباء وتقنين المولدات، كانت بمثابة كارثة على الطبيب وعلى المريض في الوقت نفسه، فبسبب ذلك يُهدر الوقت وتتأجل المواعيد وتعم الفوضى…

 

وختمت نجيم حديثها بالقول: “رغم كل الظروف الصعبة، أدعو الجميع أن لا يهملوا صحة أسنانهم، لأنها على المدى الطويل ستسبب مضاعفات أكثر شدة، وبالنسبة للأشخاص الذي لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج، فأنا على استعداد لتقسيط المبلغ على دفعات تناسب المريض، لكن الأهم هو أن يتخلص من ألمه ويعالج مشكلته، ويبتسم من دون خجل من أسنانه!”

Back to top button