اليمن.. دعوة أممية متجددة لوقف فوري لإطلاق النار لوقف “أسوأ كارثة إنسانية”

 

مكتب الأمم المتحدة – ومن اليمن مراسلنا محمد المياس –

دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى مزيد من الضغط على الأطراف المتحاربة في اليمن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف يمني وتشريد مليوني شخص في أسوأ كارثة إنسانية في الوقت الراهن .

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس أن الشعب اليمني “يعاني معاناة بالغة” وأن “كوفيد-19” يزيد من سوء هذه المعاناة.

وتأتي تصريحات غوتيريش قبيل إحاطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، في الجلسة المغلقة لمجلس الأمن بعد ظهر اليوم الأربعاء.

وصرح غوتيريش أن الأمم المتحدة تعمل على التقريب بين الأطراف، وتعزيز “تدابير بناء الثقة، خاصة فيما يتعلق باستخدام المطار والموانئ ودفع الرواتب وبدء عملية سياسية في نفس الوقت.”

وأضاف الأمين العام “ما زلت واثقا من إمكانية تحقيق ذلك. نحن بحاجة إلى الضغط على كل أطراف الصراع وجميع الجهات الفاعلة ذات الصلة من أجل التأكد من أن تؤدي المناقشات المكثفة التي أجريناها في هذا الصدد إلى نتيجة إيجابية.”

وأعلن غريفيث الشهر الماضي عن حدوث “تقدم كبير” في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار، لكنه حذر من تحديات واسعة نتيجة لتفشي فيروس كورونا بمعدلات غير واضحة عبر أفقر دول العالم العربي.

وحث التحالف بقيادة السعودية والحوثيين على سرعة حل الخلافات بشأن الإجراءات الإنسانية والاقتصادية اللازمة لدفع جهود السلام ومساعدة البلاد على مواجهة الفيروس.

وشدد دبلوماسيون على أن اتفاق السلام في اليمن يجب أن يُصالح ليس فقط بين الحكومة والحوثيين، ولكن بين الجنوب والشمال أيضا.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية أعلن يوم الإثنين الماضي، عن انفراج في الجنوب، وقال التحالف إن المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة المعترف بها دولياً وافقا على وقف إطلاق النار بعد أشهر من الاقتتال الداخلي.

كان جنوب اليمن دولة مستقلة منذ عام 1967 حتى تحقيق الوحدة في عام 1990، ويأمل المجلس الانتقالي الجنوبي، في أن يعود الجنوب مستقلا.
بالإضافة إلى الحرب المستمرة، يواجه اليمن أيضًا أزمة إنسانية كبيرة، فقد أطلقت الأمم المتحدة نداء إنسانيا من أجل اليمن هذا الشهر، لكنها واجهت عجزا في التمويل بقيمة مليار دولار عما تحتاجه وكالات الإغاثة.

وأغلقت حوالي 75 بالمائة من برامج الأمم المتحدة للبلاد، التي تغطي بشكل أساسي الغذاء والرعاية الصحية، أبوابها أو قللت عملياتها، كما اضطر برنامج الأغذية العالمي لخفض الحصص الغذائية لليمن إلى النصف، وانخفضت الخدمات الصحية الممولة من الأمم المتحدة في ما يقرب من 200 مستشفى بجميع أنحاء البلاد.

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم الأربعاء، نشر مراقبين لوقف إطلاق النار الشامل في محافظة أبين، بين قوات الحكومة اليمنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

تحالف دعم الشرعية في اليمن ينشر مراقبين لوقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية والانتقالي

ومن جانبه، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، في وقت سابق، استجابة الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، لطلب وقف إطلاق النار الشامل، بعد الأحداث في جزيرة سقطرى.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، حسب ما نقل موقع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية :”في ضوء التطورات الأخيرة في جزيرة سقطرى ومحافظة أبين، يرحب التحالف باستجابة كل من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي لطلبه وقف إطلاق النار الشامل، ووقف التصعيد، وعقد اجتماع في السعودية للمضي قدماً في تنفيذ اتفاق الرياض، وعودة اللجان والفرق السياسية والعسكرية للعمل على تنفيذه، وبشكل عاجل”.

وبيَّن المتحدث العقيد الركن المالكي، أن التحالف يرفض أي ممارسات تضر بالأمن والاستقرار وتخالف اتفاق الرياض، في أي من المناطق المحررة، مؤكداً أن التحالف يقف دائماً إلى جانب اليمن وشعبه، ومستمر في جهوده لتوحيد صفوف الشعب اليمني ورأب الصدع بين مكوناته، ودعم مسيرته لاستعادة دولته وأمنه واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه.

وأوضح المتحدث أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستنشر مراقبين على الأرض في أبين لمراقبة وقف إطلاق النار الشامل وفصل القوات.

وشدد على أن التحالف يدعو المكونات والقوى السياسية والاجتماعية والإعلامية اليمنية لدعم استجابة الأطراف للاجتماع بالرياض، والعمل الجاد لتنفيذ اتفاق الرياض.

معارك عنيفة في محافظة أبين

وعلى صعيد آخر، أفاد مراسلنا في اليمن محمد المياس، نقلا عن مصادر عسكرية إن معارك عنيفة شهدتها جبهات القتال في محافظة أبين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين بيهم قيادات ميدانية.

وبحسب المصادر، فإن الجانبين تبادلا القصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتركزت مواقع المواجهات في منطقة الطرية والشيخ سالم والدرجاج شرق وشمال زنجبار.

ويأتي تجدد المواجهات العسكرية عقب ساعات من إعلان السعودية التوصل لوقف إطلاق النار في محافظة أبين بين قوات الجيش الوطني والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، قوله إن الحكومة والمجلس الانتقالي وافقا على طلبه بوقف إطلاق النار الشامل ووقف التصعيد، عقب التطورات الأخيرة في سقطرى وأبين.

وأضاف أن الطرفين وافقا على عقد اجتماع في السعودية؛ للمضي قدماً في تنفيذ اتفاق الرياض، وعودة اللجان والفرق السياسية والعسكرية للعمل على تنفيذه وبشكل عاجل.

وأوضح المالكي أن قيادة التحالف ستنشر مراقبين على الأرض في أبين لمراقبة وقف إطلاق النار الشامل، وفصل القوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى