تفاصيل فجر بغداد الضبابي… ميليشيات تطوق “الخضراء” بعد ليلة الاعتقالات

النشرة الدولية –

قالت مصادر أمنية عراقية إن قادة وعناصر ميليشيات موالية لإيران انتشرت، فجر الجمعة، في بغداد، حيث طوقت مقار حكومية، وذلك على خلفية إلقاء قوات الأمن العراقية القبض على عناصر تابعة لـ”كتائب حزب الله”.

 

وكشفت المصادر لموقع الحرة أن قائد “كتائب حزب الله، عبد العزيز المحمداوي الملقب بـ “أبو فدك”، وأبو زينب اللامي يقودان الميليشيات التي “تطوق القصر الرئاسي ومقر جهاز مكافحة الإرهاب”، في محاولة للضغط على الحكومة لإطلاق المعتقلين.

 

وكانت قوات الأمن العراقية داهمت، في وقت متأخر الخميس، مقر ميليشيا “كتائب حزب الله” جنوبي بغداد واعتقلت ثلاثة من قادته، وصادرت صواريخ كانت معدة للإطلاق، بحسب تقارير محلية ووكالات.

 

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤولين قولهم إن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب اعتقلت 13 عنصرا من الميليشيا، على خلفية الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأميركية في البلاد، “في سابقة منذ بدء تلك الهجمات قبل ثمانية أشهر”.

 

ويبدو أن هذه الخطوة غير المتوقعة أثارت غضب الميليشيات التي كانت تعتبر نفسها، ومن ورائها إيران، فوق القانون، الأمر الذي انعكس توترا في بغداد، حيث تحاول ترهيب السلطات لإطلاق المعتقلين.

 

وقالت مصادر إن الميليشيات التي انتشرت في مناطق عدة من العاصمة العراقية ولاسيما في محيط المنطقة الخضراء، هي “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق” و”حركة النجباء”، بالإضافة إلى أمن الحشد الشعبي.

 

وفي حين تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن إقدام الميليشيات على اقتحام مقر أمني وأطلاق سراح الموقوفين، نفى مصدر أمني هذه المعلومات وفق ما ذكر موقع “وكالة ناس” المحلي في خبر عاجل.

 

وقالت المصادر إن زعيم “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، يتواجد أيضا مع أبو فدك وأبو زينب اللامي، حيث يحاولون إرهاب السلطات العراقية في محاولة لدفعها إلى التراجع عن خطوتها غير المسبوقة.

 

ونشر نشطاء أشرطة فيديو تظهر مركبات يستقلها مسلحون وهي تتجه إلى المنطقة الخضراء، حيث تقع معظم المقرات الحكومية الهامة، بالإضافة إلى سفارات دول عدة، بينها سفارة الولايات المتحدة.

وذكرت مصادر أمنية لموقع الحرة أن زعيم “كتائب حزب الله” يطالب رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، إقالة رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، عبد الوهاب الساعدي، بالإضافة إلى إطلاق الموقوفين.

يشار إلى أن الكاظمي اعاد، في مايو الماضي بعد تسلمه مهام رئاسة الحكومة، الساعدي إلى جهاز مكافحة الإرهاب وعينه رئيسا له، بعدما استبعده رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.

وتسبب قرار عبد المهدي بتصاعد الغضب الشعبي ضد حكومته، باعتبار أن الساعدي كان أحد أبرز قادة المعارك ضد تنظيم داعش، بل يصفه البعض بأنه “أيقونة النصر” ضد التنظيم.

وقالت مصادر أن خطوة الميليشيات بمحاصرة المنطقة الخضراء والمقار الحكومية تأتي بالتنسيق مع إيران، التي تحكم قبضتها منذ سنوات على العراق وتسعى لتعزيز نفوذها ونفوذ جماعاتها المسلحة.

وتتهم الولايات المتحدة “كتائب حزب الله” بإطلاق صواريخ على قواعد تستضيف القوات الأميركية ومنشآت أخرى في العراق. ومن أبرز هجماتها إطلاق صواريخ في قاعدة عسكرية عراقية قرب مدينة كركوك الشمالية، ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي.

وأدرجت وزارة الخارجية قبل نحو أربعة أشهر اسم أحمد الحميداوي أمين عام الميليشيا على قائمة الإرهابيين.

ومنذ أكتوبر 2019، استهدف أكثر من 33 صاروخا منشآت عراقية تستضيف دبلوماسيين أو جنودا أجانب، منها ستة هجمات خلال الأسبوعين الماضيين فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى