قتل بدم بارد… غريزة جنسية ام ماذا؟
بقلم: الإعلامية أماني نشابة

النشرة الدولية –

على مدار السنوات الماضية، ارتكب فئة منحلة أخلاقياً من يطلق عليهم صفة الرجال وهم بعيدون كل البعد عنها، جرائم قتل، على ما زعموه انها جريمة شرف، التي لا معنى ولا تفسير لها في كل الشرائع والأديان.

من هذه الجرائم، التي وقعت في مدينة اللد الفلسطينية، كان اعترف محمد العموري 34 عاما، أنه قتل شقيقته الصغيرة نجلاء البالغة من العمر 19 عاما، ودفنها في أحد الأحراش.

يومها، أبرمت النيابة العامة “صفقة ادعاء” مع العموري بعد أن اعترف بقتل شقيقته، بعقاب يصل إلى الحبس المؤبد، فيما يطالب المحامي الموكل بالدفاع عنه بأقل من ذلك.

 

في الأسبوع الماضي، اجتاح الغضب صفحات السوسيال ميديا في مصر والعالم العربي، بمزيج من الصدمة والغضب العارم، بعد ذبح شاب لزميلته بسكين أمام جامعة المنصورة بمحافظة الدقهلية شمالي القاهرة. وقد فاقم هذا الغضب تعليقات من افراد وشخصية دينية شهيرة، رأس كثير من المستخدمين أنها “تبرر القتل” وتساعد على “تطبيع ثقافة التعايش مع العنف ولوم الضحية”.

ومن ضجة أثيرت حول ردة فعل مهينة من احد رجال الدين المغمورين حول تبريره لقتل طالبة (المنصورة) بحجة ان الفتاة عليها التستر ولبس (القفة) حتى لا تقتل، الى اتهامات للطالبات المتحرش بهن بتماديهن ووقوف الأكثرية مع الأستاذ الجامعي المتحرش بحجة لباس الطالبات، تجعلنا أيضا ان نفكر مليا لماذا تتم إدانة الضحية حسب النوع الاجتماعي بل وتدعم الجاني. الا ان ردود الفعل المصدومة بقتل طالبة الجامعة الخاصة في الأردن لا تزال في نطاق تغليظ العقوبة والمطالبة باعدام القاتل فورا.

يومها عبّر مستخدمو مواقع التواصل عن غضبهم واستنكارهم لما حدث عبر وسوم مثل #حقنيرةأشرف و #طالبةالمنصورة و #جامعةالمنصورة ، خاصة بعد انتشار مقاطع مصورة مروعة لعملية الذبح تظهر عدم تدخل المارة لمنع الجريمة.

كان قبل ذلك ظهرت مقاطع مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي شخصاً يجري وراء فتاة ومن ثم ينحرها بسكين خارج أسوار جامعة المنصورة.

النيابة العامة أمرت بحبس قاتل الطالبة نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة على ذمة التحقيقات “لاتهامه بقتل الطالبة عمداً مع سبق الإصرار أمام جامعة المنصورة بعدما أقر المتهم خلال استجوابه بالتحقيقات بارتكابه الجريمة وإجرائه محاكاة لكيفية تنفيذها بمسرح الحادث”. بعد الاستماع ال إلى عشرين شاهداً، منهم والدي المجني عليها وشقيقتها، الذين أكدوا تعرض المتهم الدائم للمجني عليها على إثر فشل علاقتهما ورفضها لشخصه، وعقدهم جلسات عرفية وتحريرهم محاضر رسمية ضده منذ ما يربو على شهرين لأخذ تعهده بعدم التعرض لها”.

وايضا فُجع الأردنيون بجريمة قتل طالبة جامعية بالرصاص داخل حرم جامعتها، حيث لقت إيمان رشيد مصرعها بعد تعرضها لإطلاق نار في جامعة العاصمة عمان.

وتأتي جريمة قتل الطالبة الأردنية إيمان إرشيد بعد أيام قليلة من جريمة مماثلة في مصر راحت ضحيتها طالبة جامعية ذبحها زميلها أمام أبواب جامعتها.

شهود قالوا إن الجاني دخل حرم الجامعة متنكراً، وأطلق 5 رصاصات نحو الطالبة، أصابت إحداها رأسها بينما أصابت 4 رصاصات أخرى جسدها.

الجاني الأردني على ما يبدو أنه اتخذ من القاتل المصري قدوة سيئة قبل ارتكاب جريمته وإطلاق النار على الشابة إيمان داخل حرم الجامعة.

فبحسب ما تداوله مواقع التواصل الاجتماعي، كان الجاني أرسل رسالة تهديد لإيمان قبل وقت قصير من مصرعها، لم يتم التحقق من صحة الرسالة المتداولة بشكل مستقل.

وتصدر عدد من الوسوم على منصة تويتر، اعدامقاتلالتطبيقيه، #ايمان_ارشيد.

الجمعة قالت مديرية الأمن العالم الأردنية، انها تعرفت على القاتل، وجاري البحث عنه.

لن أخوض فيما خاض فيه الناس وأشبعوه سرداً وتحليلاً، و(تحليلاً وتحريماً). فحتى كتابة هذه السطور بلغ عدد شهيداتنا في يومين فتاتين في عمر الورود، المصرية نيّرة والأردنية إيمان، يا لها من صدفة تعرّينا جميعاً أن مسرح الجريمة كان محراب العلم، الجامعة.. لا فرق بين سلاح “أبيض” وآخر ناري.

العلة في جرائم عديمي الشرف أنهم فاقدون لقيمٍ ومعانٍ أساسية  المفهوم البدائي الحيواني القائم على الاستحواذ والسيطرة والهوس والرِق الجنسي.

يقتبس المتحذلقون من القابعين تحت الأضواء أو المتزاحمين عليها، بحسن أو سوء نية، وبحسب  الآية القرآنية الكريمة “(بأي ذنبٍ قُتلت)” وكأننا نتحدث عن الموءودة من صغار الأطفال وما زال فينا من يزوجهن صغار السن” او لأكسبوه معنى اخر  لارتباطه بالتزويج استدراجاً أو طمعاً أو كَرهاً. وهذا صار أقرب في معناه إلى الاغتصاب، وهو حال كثير من المتزوجات اللواتي ابتلين بحيوان  لهوسه الجنسي الذي انحدر لدى كثير منهم إلى ما هو أحط من حيوانات البراري، حتى في عالم الحيوان لا يوجد اغتصاب فللعشق وما يعبر عنه من عمل، لغة راقية قد لا نراها لكن نسمعها في عالم هذا المرض المستفحل المستوطن، وآن الأوان للتشخيص بضمير حي وبشجاعة، ما من رادع لهذه النفوس المريضة الشريرة في ظل غياب فرض القانون على الجميع دون اختباء وراء دين (أو بالأحرى تأويل التأويل وتفسير التفاسير) أو حزب أو عشيرة.

مهما تذرعت الأسباب لأشباه الرجال ومنهم مدعي الدجل والغيرة والحمية، أفرزت أسوأ ما في بعض اشباه الذكرويين، قد  تكون حركت مشاعرنا بالرفض والغضب، في ليست مجرد رصد لقطات “الكاميرا” التي نضحت صورها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو، إن لدقة أكثر، هي تكون أقرب لحالة من التدهور المجنون بأخلاقهم، و مشاهد “التوحش”  لكن بمنطق مغشوش، ومهما تذرعت الأفاعي  من مدعي الإيمان ومدعي الغيرة والحمية الزائفة.

زر الذهاب إلى الأعلى