اتهام جديد… العاصمة البريطانية “حاولت عرقلة” تطبيق غير رسمي لرصد كورونا
النشرة الدولية –
وُجّه اتهام جديد إلى الحكومة البريطانيّة بمحاولة عرقلة تطوير تطبيق منافس لرصد كورونا، وذلك خلال عملها على تصميم تطبيقها الفاشل لتعقّب المخالطين المصابين بالفيروس.
وزعم البروفيسور تيم سبيكتور، من الكليّة الملكيّة في لندن، أنّ مسؤولين رسميين قاموا بـ”عرقلة” تطبيق لتتبّع أعراض كوفيد- 19 توصّل إليه فريقه، ويستخدمه 3.5 مليون شخص، وقد جرت العرقلة بعد قيام فريق تطوير التطبيق المذكور بالاتصال بالقسم التقني في هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة، المعروف بـ”أن إتش أس أكس” NHSX، لأوّل مرّة في مارس (آذار) الماضي. وقال البروفيسور سبيكتور إنّ الحكومة رفضت اعتماد تطبيق “دراسة أعراض كوفيد”، الذي صممه وفريقه، على الرغم من استخدامها بياناته باجتماعات مستشاريها العلميين وفي معظم أقسام إداراتها.
وأشار سبيكتور في حديث ضمن برنامج “اليوم” على الإذاعة الرابعة لـ”بي بي سي”، إلى أنّه وفريقه أجروا “نقاشات مع مسؤولي الحكومة منذ أواخر مارس، وسألناهم عن سبب عدم استخدام تطبيقنا، فقالوا إنّهم لا يمكنهم فعل ذلك مخافة إرباك الناس، الذين لن يمكنهم حينذاك التفريق بين تطبيقين”.
وفي حديث آخر منفصل مع صحيفة الـ”أوبسيرفر” قال سبيكتور، وهو أستاذ علم الأوبئة الوراثيّة، “تعرّضنا للعرقلة منذ البداية، من مارس، حين تواصلنا للمرّة الأولى مع القسم التقني لهيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة… وأرسلت تنبيهات إلى أوساط مثل الجامعات، من ضمنها جامعتنا، وإلى المؤسسات الصحيّة الخيريّة والكليّات والمعاهد الملكيّة، تطلب عدم دعم تطبيقنا، بذريعة أنّه قد يتضارب مع تطبيقهم”.
وأمام هذه الاتهامات، يُخطط البروفيسور سبيكتور في الوقت الحالي لإطلاق حملة عامّة هدفها الضغط على الحكومة لدعم التطبيق الذي صمّمه فريقه، والذي اعتبره “الطريقة الأمثل لتتبّع مجريات الفيروس”. إذ من “غير المنصف أبداً”، بحسب ما قال، “أن يقدّم كلّ هؤلاء الأفراد مساهماتهم من دون أن يحظوا بالتقدير والاعتراف العلنيين”.
وفي السياق نفسه، ووفق إيان غاس، الرئيس التنفيذي لشركة “أغيتايت” Agitate المتخصّصة بأمان التكنولوجيا، فإن الحكومة تلكّأت أيضاً في دعم تطبيق آخر صممته هذه الشركة يحمل اسم “إنك سي 19”. وقال غاس عن الأمر، في حديث إلى الـ”أوبسيرفر”، إنّه “تلقّى انطباعاً بوجود الكثير من الهلع في الأوساط الحكوميّة، وبأنّهم لا يعرفون ماذا يفعلون، ولا كيف يقومون بالأمور”. بيد أنّهم “كانوا يصدرون إيحاءات بقيامهم بعمل ما، وهم لا يريدون من الآخرين القيام به”.
وتأتي هذه الاتهامات اليوم إثر تخلّي الحكومة البريطانيّة عن خططٍ لتطوير تطبيق صممته خصيصاً هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة لتتبّع المخالطين من حاملي فيروس كورونا، معلنة أنّها سوف تستبدله بتقنيّات مصدرها شركتا “آبل” و”غوغل”. وقال وزير الصحّة البريطاني، مات هانكوك، إن التجارب على التطبيق (الحكومي) أفصحت عن وجود “عائق تقني”، وهذا يعني أنّه يرصد 4 في المئة فقط من معلومات المخالطين بواسطة هواتف “أبل”، و75 في المئة من المعلومات هذه عبر أجهزة “أندرويد”. وعلّق البروفيسور سبيكتور على الأمر عبر تغريدة، قائلاً: “على مدى ثلاثة أشهر ترفض هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة البريطانيّة NHS وقسمها التقني NHSx تقديم الدعم لتطبيق “أعراض كوفيد” الذي صممناه، أو العمل مع 3.5 مليون شخص من الملتزمين باستخدامه، وذلك بسبب تطبيق “تتبّع مخالطي كوفيد – 19″ الذي صممته الهيئة ومُني اليوم بالفشل. فبدّدوا فرصة سانحة!”