محاربات أونا بوغيشا* د. أفراح ملا علي
النشرة الدولية –
تعد اليابان واحدة من أكثر الدول تقدما من الناحية الاقتصادية، حيث تتمتع منتجاتها المحلية بالجودة العالية ودقة المصنعية وتسبقها سمعتها العالمية من حيث الذكاء التكنولوجي والفكر المستقبلي وهذا أمر مثير للاعتزاز. فهذا الارخبيل الذي يطلق على نفسه منبع الشمس او مكان ولادة الشمس يعكس فكره في العلم الياباني الأبيض الذي تتوسطه دائرة حمراء اللون والتي يطلق عليها اليابانيون باسم «نيشوكي» وتعني الشمس المشرقة.
كون اليابان رمزا للتقدم والارتقاء الاخلاقي والاقتصاد والنظام، الا ان اليابان مازالت تحافظ على تاريخها وإرثها الشعبي وتهتم جدا بنشره وتدريسه وتقديمه للعالم، حيث تميز هذا الإرث بكثير من التفرعات واليوم في هذا المقال سوف نتحدث عن أحد أهم محاربي اليابان والذين شحت المخطوطات القديمة بمعلومات دقيقة عنهم.
محاربات «اونا بوغيشا» رمز الأنوثة والشجاعة، واللاتي عرفهن التاريخ بمحاربات الساموراي، بالرغم من ان جيش الساموراي النبيل كان مقتصرا على الرجال، الا ان «اونا بوغيشا» يختلفن عنهم بالأسلوب الحربي. فهن محاربات يتبعن الأسلوب الدفاعي عن العائلة، المدينة، والشرف وليس للإغارة على أحد حين يغيب الرجل. فهي رمز للقوة والاستقلالية والقدرة على محاربة العدو.
تبدأ بطولات «اونا بوغيشا» بسبب الامبراطورة «جينغو» التي تمسك زمام الحكم والحرب بعد وفاة زوجها الامبراطور الرابع عشر «شوواي» وتغزو كوريا! وتصبح المثال الذي يحتذى لكل النساء المحاربات.
لا تعد محاربات «اونا بوغيشا» مقاتلات فقط بل ايضا فنانات، راقصات، عازفات، مختصات في فنون الكتابة اليابانية، ونبيلات ومستشارات سياسيات.
وفي حين يحارب الساموراي بسيف «الكاتانا» الياباني المشهور، تحارب اونا بوغيشا بسيف «ناغيناتا»، وهو سيف طويل جدا والهدف منه تواجد مسافة بين المقاتل والعدو وهو سلاح دفاعي اكثر من كونه هجوميا، ويحتاج الى قوة بالأيدي والاكتاف لحمله والتعرف عليه عن كثب والإمساك به بطريقة هندسية ليتزن الجسم ويتحرك السيف بالهواء كالمروحة. «الناغيناتا» كان متداولا بين رهبان المعابد المحاربين والمدربين الذين قاموا بدورهم بتدريب «اونا بوغيشا» ولكن في الحقبة «ايدو» في سنة ١٦٠٣ توقف استخدام وتداول هذا السلاح.
يذكر لنا التاريخ الياباني محاربات خطت أسماؤهن بماء الذهب مثل «تاموي كوزين» محاربة ساموراي، ابنة ساموراي واخت لساموراي. ولدت في بيئة محاربين وكانت بارعة في رمي السهام واتخذت نفسها محظية ومستشارة سياسية مقربة للعسكري «ميناموتو» وحاربت معه.
أما «هوجو ماساكو» التي ذكرها التاريخ بأنها أذكى ساموراي في عصرها والتي اتبعت اسلوبا ديبلوماسيا ومعاهدات سلمية بالخفاء.
وصولا الى آخر محاربة ساموراي وهي «ناكانو تاكيكو» وكانت من المحاربات المقاتلات والمتميزات جدا في الفنون القتالية واستخدام الأسلحة الحربية والتي تفننت بدورها بالغزوات والحروب.
التاريخ الياباني جميل كزهور الكرز «الساكورا» التي تحتفل بها اليابان كل سنة وهناك الكثير لنتعلمه من التاريخ الإنساني…
دمتم مشرقين كالشمس…