اقرأ.. (اقرأ باسم ربك الذي خلق)* د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

(اقرأ).. هي أولى الآيات التي أنزلت على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أهل بيته الكرام، وهذا يعني شيئا واحدا للبشرية عامة وللأمة الإسلامية خاصة، أهمية القراءة لبني الإنسان، لن تسلط كلمات مقالتنا الضوء على تفسير الآية ولن تكون سطورنا شرحا لعقيدتنا، بل حروف مقالتنا تخوض في بحور القراءة وثقافتها وأهميتها لبناء الإنسان.. ومن هذا وذاك تبقى كلمة «اقرأ».

بدأ النقاش عن «اقرأ» عندما قمت بالاتصال بالأمين العام الأسبق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر عبدالوهاب الرفاعي للاطمئنان عليه وعلى أسرته الكريمة.. ومن ثم قام بالسؤال لي على ما أقوم به أثناء جائحة كوفيد – 19؟ فكان الجواب: القراءة يا بوناصر.. ما عندي غيرها.

فأجاب: هذا شيء جيد ومفيد خصوصا إذا كانت القراءة جادة. فأجبت: قراءة جادة في تلك الظروف يا أستاذي! فكان الجواب منه: نعم.. هذا الوقت هو أفضل وقت بأن تكون جميع قراءاتك من خلال القراءة الجادة، فقبل COVID-19 ليس أنت فقط بل الكثير كانوا يقرأون القراءة دون التدقيق في المعلومة والفحص للمعنى فكانت القراءة من أجل المتعة والاستفادة من بعض المعلومات الظاهرة في الكتاب، أما ما بين السطور والتعمق في فكر المؤلف فللأسف كانت تمر مرور الكرام على البعض، وهذا يرجع للعديد من الأسباب منها ضغوط العمل وعدم امتلاك وقت للقراءة الجادة.

أما الآن وفي هذا الهدوء فلديك فرصة بأن تعيدي قراءاتك لبعض ما قرأتيه ولكن بقراءة جادة وفاحصة لكلمات المؤلف سواء كانت تنطق بها شخصيات إذا كانت رواية أو إذا كنت في صدد كتاب وثائقي وتاريخي أيا كانت الأشكال الأدبية، هذا الوقت هو أفضل وقت لأن تسترجعي معلوماتك وتقومي بتنشطيها من خلال القراءة الجادة بالفحص والتعمق للكلمة وتذوق الحرف، ستجدين نفسك أمام عالم آخر بل ستنير لك الحروف وتعطي لك الكثير من الحلول لمشاكل وقضايا نعيشها في واقعنا.

ومن خلال القراءة الجادة ستستحضرين الماضي لتعيشي الواقع وتحيكي المستقبل.. نصيحة مني أعيدي قراءاتك بالقراءة الجادة لتأخذك المعلومة وتقومي بتتبعها إلى أن تصل بك لحقيقتها، ومع الوصول للحقيقة تكون تلك المعلومة غرست في العقل الفكري، ومن ثم ومع الأيام ستجدين أن نظرتك للحياة وتعاملك مع العديد من القضايا ستتغير من خلال القراءة الجادة.. فأجبت: إن شاء الله يا بوناصر.

بالفعل مع التطور التكنولوجي والمشاغل فقدنا البحث والفحص ومعايشة فكر المؤلف للكتاب، أصبح البعض يقرأ من أجل التحصيل الحاصل.

فأجاب: للأسف الشديد في هذا الزمن وهذا التطور التكنولوجي عزف الكثير من أبنائنا عن القراءة، بل نجد بعض الوسائل الإعلامية لا تقوم بدور التوعية الإعلامية لتحفيز أبنائنا على القراءة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في أولى آيات القرآن الكريم «أقرأ».

٭ مسك الختام: «فيما مضى كنت أحاول أن أغير العالم.. أما الآن وقد لامستني الحكمة.. فلا أحاول أن أغير شيئا سوى نفسي» جلال الدين الرومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button