اللباقة والذوق العام.. في الزمن الكوروني!* يوسف عبدالرحمن

النشرة الدولية –

إلى كل محب للذوق العام ومكارم الأخلاق وآداب وقواعد السلوك الاجتماعي.. وإلى كل متشوق للتقدم الحضاري في مضمار العلاقات الاجتماعية الراقية، على مدى أسبوع ونحن نعيش الحظر الكوروني قرأت كتابا قيما يشد الانتباه لأهمية محتواه المتعلق بالسلوك الاجتماعي الراقي وبناء مهارات التواصل في البيت والعمل والدواوين والمطاعم والمناسبات المختلفة.

وما أعجبني فيه هو سلاسة طرح موضوعاته بأسلوب السهل الممتنع وبطريقة يفهمها الجميع، كما أنه يزخر بالأمثلة والإرشادات المستخلصة من واقع الحياة، والكفيلة بتطوير مهارات قارئه وإكسابه عادات وطباعا مميزة في مجال السلوك الحضاري والتواصل الاجتماعي.

 

إنه كتاب (نظرات في أصول وآداب وقواعد السلوك الاجتماعي) اللباقة والذوق العام، لمؤلفه الأخ عبدالوهاب صالح الشايع، وقد قدم الكتاب المرجع الأستاذ الدكتور يعقوب يوسف الغنيم وزير التربية والتعليم العام الأسبق في دولة الكويت والباحث والمؤرخ والأديب الشاعر.

يقول المؤلف وهو يقدم خلاصة فكره: إن هذا الكتاب مرجع مهم لا يستغني عنه المربون في البيت والمدرسة في مجال تربية الأجيال وتنمية الإحساس لديهم بالذوق العام وقيم الجمال اللفظي والحسي والتصرف السليم. ويواصل: والكتاب مهم ومفيد للغاية خاصة للعاملين بالسلك السياسي والديبلوماسي والوزراء وأعضاء مجلس الأمة أو الشعب أو الشورى وغيرهم من كبار رجال الدولة ورجال الأعمال وكل من له اتصال او احتكاك بالأجانب من رسميين وغيرهم داخل البلاد وخارجها.

كتاب يثري ويكمل النقص ويسد الخلل والقصور في مجال التربية وقواعد السلوك الاجتماعي الرشيد وآداب المائدة، كما أنه يضفي على قارئه مظهرا حضاريا قويا ومؤثرا في حله وترحاله.

يقول أستاذي المربي الفاضل د.يعقوب يوسف الغنيم ـ أبا أوس: هذا هو الأخ عبدالوهاب صالح الشايع يقدم لنا في هذا الكتاب خلاصة خبرته في كيفية التعامل الكريم مع الناس في حياتهم العامة، فلم يترك مجالا من مجالات الحياة في المجتمع إلا تطرق إليه، وأشهد أن آراءه المطروحة من خلال الكتاب هي آراء صائبة، وقد تتبعتها بكل جوانبها فوجدت في تتبعها والامتثال إلى ما تشير به الخير كل الخير، فهاهو يتحدث عن حياة الإنسان وتعامله مع الآخرين في البيت والديوانية والشارع والسوق وأماكن العمل على اختلافها، ويتناول أسلوب التعامل في المآدب وعلى الموائد، فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أثار حولها ما ينبغي أن يطلع عليه المرء ليستفيد منه.

ويقيني بأن القارئ المقبل على هذا الكتاب بكل جوارحه العازم على الاستفادة منه سيستفيد استفادة كبرى تعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه.

والكتاب من القطع الصغير يقع في 379 صفحة ويتضمن 14 مبحثا في فصوله، وطبع منه حتى الآن (الطبعة الأولى في 23/12/2004 والطبعة الثانية 1/9/2011).

٭ ومضة: الحقيقة استمتعت على مدى أسبوع بقراءة محتوى الكتاب المليء بتطبيقات على المجتمعات العربية، من جداول وألفاظ بها أخطاء وألفاظ مصححة وأشعار وأمثال كويتية وأشكال توضيحية، أما الفهرس فهو كالبوفيه المليء بالموضوعات التي يحتاجها الإنسان المتحضر اليوم، وأيضا تأثير البيئة الاجتماعية عليه سواء أكان هذا في المجالس أو الدواوين، والمصافحة والسلام والضيافة (وهنا أرى أن يقوم الباحث المؤلف في الطبعة القادمة بإضافة الاحترازات التي طبقت في زمن كورونا بخصوص المصافحة والسلام والضيافة).

لقد جال بي المؤلف في محطات لا حصر لها من أصول وآداب الكلام والاستماع وما يتبع هذا من إحساس عام ومقاطعة أو معارضة.

لقد تناول تبادل التحية والمجاملات وتقدير ظروف الزمان والمناسبة والمكان وكل أصول الآداب والقواعد العامة المتعلقة بتناول الطعام على الأرض والمائدة وكل الأصول والآداب والقواعد العامة المتعلقة بالحفلات والولائم بالنسبة للمدعوين وقضايا كثيرة مثل عيادة المرضى، أصول وآداب استعمال الهاتف باحترام الأولوية والوقوف في الدور وآداب قيادة السيارة وفي المساجد.

كما تناول في كتابه القيم لغتنا الجميلة والارتجال وقضايا «التخبيص»! وتطرق إلى كل المقابلات والحوارات الإذاعية والتلفزيونية ومقدمي البرامج العاديين والناجحين.

كما أعجبتني جدا إشارته الى مظاهر تخلفنا الثقافي، وما ختم به كتابه.

٭ آخر الكلام: يقول الأخ الأستاذ عبدالوهاب صالح الشايع في استهلال طبعته الثانية إنه قد عني عناية فائقة بتقديم البديل مع نقد أو شجب التصرفات غير المناسبة أو غير اللائقة بأسلوب صريح وواضح مباشر ومركز.

وأقدر وفاءه وشكره لزوجته أم سفيان على اهتمامها وملاحظاتها الدقيقة والقيمة وتهيئتها الجو المناسب للكاتب المؤلف ليقدم لنا هذا الكتاب القيم، وأيضا للجندي الباكستاني السيد فاروق أحمد شاد الذي تحمل، كما في الطبعة الأولى، عبء كل المسودات والتعديلات والإضافات دون كلل ولا ملل، فله منا الشكر والتقدير.. فالوفاء وتذكر الفضل من الأخلاق وقمة الذوق الإنساني النبيل.

٭ زبدة الحچي: السؤال: هل نحن بحاجة إلى هذا الكتاب؟

بعد قراءة متأنية للكتاب ومحتواه أستطيع أن أقول بكل ثقة إن هذا الكتاب يمثل «دستورا شخصيا».. أولا، يقرأ الإنسان هذا الكتاب من الجلد الى الجلد، وحتما سيجد هناك كثير من المعلومات والسلوكيات وصلته، وإذا كان إنسانا متحضرا فسيدرك حاجته الماسّة لأنه سيطور بمستواه السلوكي والوظيفي وستزداد ثقافته.

 

أعجبني وجود أمثلة على كل الموضوعات المطروحة، وأقولها صادقا: الكتاب هو بغيتك، فوالله لن تكتفي بقراءته السريعة بل سيكون ماثلا أمامك لتطبقه في حياتك الزاهرة.

 

كل الشكر والتقدير للأخ عبدالوهاب صالح الشايع على هذه (الوجبات الذوقية) في الزمن الكوروني 1441هـ الموافق 2020م!.. مرجع يعتد به في هذا الأمر.

 

تستطيع أن يكون معك هذا الكتاب في الحل والترحال.. في أمان الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى