مقتل 88 شخصا في إثيوبيا… استعدادات لموجة ثانية من الاحتجاجات
النشرة الدولية –
تستعد السلطات الإثيوبية لمواجهة موجة ثانية من أعمال العنف، عقب يومين من الاحتجاجات المستمرة بعد مقتل موسيقي معارض شهير يدعى هاكالو هونديسا، مطلع هذا الأسبوع.
وحتى الخميس، قتل ما يصل إلى 88 شخصا خلال الاحتجاجات التي أعقبت اغتيال المغني الإثيوبي في منزله بمدينة أمبو التي تبعد عن العاصمة أديس أبابا حوالي 110 كيلومترات.
وقد أدى انفجار قنبلة صباح الخميس أثناء إقامة جنازة المغني، إلى مقتل ثمانية أفراد، وسط اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن وعصابات مسلحة، بحسب تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية.
وكان الجيش الإثيوبي قد انتشر في أنحاء أديس أبابا الأربعاء، بعدما بدأت جماعات مسلحة في التجول في أحياء المدينة لليوم الثاني على التوالي.
وأدى مقتل هاكالو إلى إشعال الاحتجاجات على المظلومية المستمرة منذ سنوات في حق عرقية الأورومو، أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا، والذين يشكون من الاستعباد السياسي لهم من السلطة السياسية.
المحلل المختص بشؤون شرق أفريقيا في مركز تشاتام هاوس في لندن، أحمد سليمان قال للغارديان “إن هاكالو يمثل كفاح الأورومو على مدار السنوات السابقة، وقد كان هناك غضب هائل دفع الناس للنزول إلى الشارع”.
وأضاف سليمان “هناك احتجاجات مستمرة يرافقها بعض الفوضى، وقد تم إطلاق عيارات نارية حية، وتطور الأمر بسرعة للغاية”.
وسمع دوي إطلاق النار الأربعاء، في العديد من أحياء أديس أبابا، في وقت كانت عصابات تجوب العاصمة بالسواطير والعصي.
وقد قال شهود عيان إن هناك من يحرض شباب الأورومو ضد الجماعات العرقية الأخرى والشرطة. وقد قتل على الأقل شرطي خلال الاشتباكات.
وقال أحد سكان أديس أبابا للغارديان “لقد عقدنا اجتماعا مع الأهالي، وقيل لنا أن نسلح أنفسنا بأي شيء، بما في ذلك المناجل والعصي. نحن لم نعد نثق في الشرطة لحمايتنا، وعلينا أن نستعد”.
وقال البروفيسور أولو ألو، من جامعة كيل في المملكة المتحدة، إن الخلاف حول دفن هاكالو في أمبو أو أديس أبابا قد كشف عن التوترات السياسية الكامنة وراء الاحتجاجات.
وأوضح ألو أن العاصمة تخضع لسيطرة فيدرالية وليست إقليمية. مضيفا ” الأورومو يدعون أن أديس أبابا مدينتهم، لأنها تقع بالكامل داخل ولاية أورومو الإقليمية.
وقالت وسائل إعلام محلية إن والد هاكالو قد انتقد محاولات بعض النشطاء والسياسيين لدفن جثمان ابنه في العاصمة، إذ طلب بدفنه في مدينة أمبو.
وشهدت إثيوبيا احتجاجات دموية في 2018 بسبب الخلاف حول تبعية أديس أبابا، والتي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء السابق وتعيين رئيس الوزراء الحالي آبي حمد.
ويمكن للاضطرابات الجديدة أن تعرقل جهود آبي أحمد لتغيير النظام السياسي والاقتصادي لإثيوبيا، بحسب تقرير صحيفة “غارديان” البريطانية.
وأشاد كثيرون بآبي أحمد الذي ينتمي للأورومو، جراء إصلاحاته السياسية، والتي أدت إلى تغييرات جذرية خففت من القمع الحكومي.
وتتزامن هذه الاضطرابات الداخلية مع مفاوضات مكثقة بين إثيوبيا ومصر والسودان، بخصوص سد النهضة الإثيوبي الذي تخشى كل من القاهرة والخرطوم أن يؤدي إلى تقليص حصتهما من مياه النيل.
وكانت آخر حلقات هذه المفاوضات، هو اجتماع لمجلس الأمن بعدما رفعت مصر ملف سد النهضة للمجلس، بعد تعثر المفاوضات، إذ حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من أن “عدم التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة من شأنه أن يزيد النزاعات في المنطقة”.
وكانت مفاوضات ثلاثية حول تشغيل السد وإدارته استؤنفت في وقت سابق في يونيو، وقد تعثرت حول عمل السد خلال فترات الجفاف، وحول آليات حل الخلافات المحتملة.
وتقول أثيوبيا إنّ الكهرباء المتوقع توليدها من سدّ النهضة لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنموية في البلد الفقير البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.
لكنّ مصر تقول إنّ السد يهدّد تدفّق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق حيث بني السدّ، وقد تكون تداعياته مدمّرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية. وتستقي مصر 97 في المئة من حاجتها من المياه من النيل.