اللعبة الصهيونية تستمر .. فهل “أكلنا” طُعم الغور ..؟!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
سياسة ثابتة يتبعها الكيان الصهيوني في الضغط على السلطة الفلسطينية لإدخالها في نفق الضياع وعدم القدرة على إتخاذ القرار، فالكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين وعبر رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو يخطط للإستيلاء على أهداف منشودة ومحدودة بدقة وحرفية، لذا يُسارع إلى الإعلان عن أهداف هلامية ضخمة غير قابلة للتطبيق حتى ينشغل بها الآخرون ويتفرغ هو لأهدافه الخاصة، والسبب في ذلك أن الخطط المُعلنة قد تواجه بالرفض من قبل المجتمع الدولي أو بسبب عدم قدرة الكيان على تنفيذ مخططه الشامل لصعوبات عسكرية وإقتصادية ولوجستية، وربما لعدم قدرته على إدارة الأراضي التي سيستولي عليها في ظل توقعات بخوض مواجهات متعددة الأطراف في نفس الوقت وبالذات مع الأردن على وجه التحديد، لذا يلعب بذكاء على خطة واضحة لديه مجهولة للآخرين.
وللتاريخ فإن فجميع حروب الكيان كانت تحقق الهدف المنشود ويتم التلاعب بنا من خلال الهدف المُعلن الغير قابل للتطبيق، وحصل هذا الأمر في حربهم مع حزب الله حين اعتقد أنه انتصر في الحرب لقدرته على الصمود، متناسياً ان السبب الرئيسي من الحرب هو ردع صواريخ حزب الله ومنعها من الوصول إلى المستوطنات في شمال الوطن المحتل والإبقاء عليه كعنصر عبثي في لبنان، وهذا أمر تحقق بالكامل، أضف إلى ذلك حجم الخسائر الكارثية في البنية التحتية لحزب الله الذي كان بحث عن البقاء ليروج لإنتصاره وسط صمت صهيوني ليجعله يقتنع بأنه حقق هدفه الأسمى، وهذا ما قد يتكرر مع السلطة الفلسطينية التي قد تجد ان التنازل عن العديد من أراضي المستوطنات والإعتراف بشرعيتها بطولة كبرى حيث منعت إستيلاء الكيان الصهيوني على الغور.
وحتى نشاهد الصورة بطريقة أفضل علينا العودة إلى تصريح نتنياهو الإنتخابي وفيه أكد على ضم الغور بالكامل، ثم تراجع ليعلن عن نيته ضم المستوطنات في الضفة والغور، وتراجع مرة أخرى ليعلن عن نيته ضم ثلاث مستوطنات فقط هي كتل أرئيل، معاليه أدوميم وغوش عتصيون الاستيطانية، والغاية هنا واضحة وجلية حيث يريد تخفيف الضغط السياسي الأردني، وهو البلد الوحيد الذي يخوض هذه المعركة حيث يحارب بقوة سياسية عالية من أجل إلغاء القرار الكلي بالضم الجزئي أو الكلي، فيما منح هذا القرار الفلسطينين مساحات واسعة من الحوار الداخلي والمصالحة حتى يعتقد الشعب الفلسطيني بأن الأهداف تتحقق والقادم أفضل.
ما يحصل حالياً هو معركة الارباح المتكافئة، حيث سيخرج الجميع منتصراً عند شعبه بتحقيق جزء من الطموح، فنتنياهو سيعلن أنه ضم المستوطنات كهدف مرحلي مما سيجعله المطلب الأول للشعب الصهيوني في اي إنتخابات قادمة، فيما السلطة ستعلن أنها أوقفت ضم الغور وأنقذت ربع أراضي السلطة من الضياع وستمنح نفسها قوة وصلابة أمام مواطنيها، وسترتدي كل من الحكومتين ثوب البطولة وإكليل النصر من زيتون فلسطين المُشترك مطالبتين بالتكريم الشعبي والجماهيري، وللحق فإن الشعب الصهيوني المحتل والفلسطيني الأصيل في الأرض، سيسارعان إلى إقامة مهرجانات خطابية كثيرة ومتعددة للتغطية على حجم الخسارات والتركيز على النصف الممتليء من كوب الوهم.
ويتساءل البعض عن السبب قيام الكيان بهذه الخطوة من أجل شرعنة المستوطنات وهو يملك قوة عسكرية ضخمة، وهنا يذهب بنا الفكر إلى المرحلة القادمة والتي قد تشهد تهدئة في المنطقة وحلول نهائية، فالخطة تأتي كضربة إستباقية للحفاظ على أراضي المستوطنات في حال التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية بضغوط أمريكية أوروبية، كون هذه الأراضي حسب القانون الدولي أراض فلسطينية لكن بتنازل السلطة عنها ستكون خارج إطار حسابات الأمم المتحدة، فيصح الوضع منتهي ولا يمكن التراجع عنه كون قرار التخلي عنها جاء بموافقة الدولتين، وستكون مطالبة فلسطين بإستعادة أراضي المستوطنات عندها بمثابة إعلان حرب، لتضيع الأرض ويصمت الجميع.
تخيلوا يرحمكم الله..!!