خبير: الجيش الإسرائيلي يستعدّ لمواجهات مع الفلسطينيين بدءا من إعلان الضم

كشف الخبير العسكري الإسرائيلي، يوآف ليمور، أنّ الجيش الإسرائيلي “يستعدُّ لاحتمال اندلاع موجة جديدة من المواجهات مع الفلسطينيين بالضفة الغربية، من خلال نشر المزيد من الطائرات والمخابرات وقوات الاحتياط”، لافتاً إلى أنّ “التقدير السائد في إسرائيل أنّ فترة التفجير في الأراضي المحتلة ستكون من لحظة إعلان الضم، وتستمر بين 3 و4 أشهر”.

وأضاف ليمور في تقرير نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”، أنّ “اعتقاداً يسود بأنّ حركة “حماس” ستستأنف الهجمات المسلحة، وربما المسيرات الجماهيرية في منطقة الجدار الحدودي مع قطاع غزة”.

وشدد على أنّه “رغم دخول الأول من تموز (موعد الضم)، فإنّ الجيش يتجنّب تعزيز قواته لعدم معرفة مخططات القيادة السياسية، حيث لم يكشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمسؤولي الجيش و”الشاباك” والشرطة نواياه الدقيقة”.

وأكّد أنّ “الفشل في تعزيز القوات الإسرائيلية ينبع من أنه رغم الانفجار المتوقع في ضوء نوايا إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، فإنّ المنطقة هادئة نسبيًا، والقوات الموجودة كافية للوفاء بالمهام المستمرة لمنع العمليات المسلحة، ولكن القلق أن التعزيز الكبير للقوى سيزيد من الاحتكاك بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهذا في حد ذاته سيخلق ديناميكية تؤدي للتصعيد”.

ليمور والذي هو وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تابع أنّه “رغم ذلك، فقد كثف الجيش في الأشهر الأخيرة تواجده خشية من اندلاع العنف في الأراضي المحتلة، وفي الوقت نفسه، فإن جميع المقار تستعد لاحتمال تفشي المواجهات، ولذلك شرعت مختلف القوات والفرق في الأسابيع الأخيرة بخوض تدريبات في جميع الشعب والوحدات للتأكد من استعدادهم لكل سيناريو محتمل”.

وأوضح أنّه “رغم أن الجيش ليس لديه في الوقت الحالي معلومات عن نية الفلسطينيين إثارة مقاومة عنيفة للضم، فإن مصدر قلقه يكمن في الديناميكيات السلبية التي قد تنشأ على الأرض بمجرد الإعلان عن الضم، حيث قطعت السلطة الفلسطينية كل الاتصالات مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه توقفت عن دفع رواتب موظفيها بهدف توليد ضغط شعبي من الأسفل، ما يؤدي لمقاومة حقيقية للخطوة الإسرائيلية المتوقعة”.

وأضاف أنّه “في هذه الأثناء ليس لدى الجمهور الفلسطيني اهتمام خاص بالعملية السياسية، مثل الجمهور الإسرائيلي المنشغل بشكل رئيسي بأزمة كورونا، وتداعياتها على الوضع الاقتصادي في الضفة، ومع ذلك فإن تدهور الوضع الصحي والاقتصادي، قد يفاقم الاضطرابات فيها، ويؤدي لمواجهات موجهة ضد إسرائيل، وفي مثل هذه الحالة، سيتم تعزيز القوات الضخمة في الضفة، وربما على حدود قطاع غزة أيضًا”.

وزعم أنّ “قيادة “حماس” لا تبدي اندفاعا للمواجهة مع إسرائيل، على الأقل حالياً، لكنها تسعى لأن تكون قادرة على الانتقال لمواجهة الضم في الضفة الغربية، وسيتعين عليها التحرك في محاولات شن هجمات مسلحة، ربما من خلال إعادة المظاهرات على الحدود وإطلاق البالونات الحارقة”.

وأضاف أنّ “كل ذلك يؤكد أنه رغم الاختلافات الكثيرة في المعادلة، سواء النوايا الإسرائيلية وآثارها المتوقعة على الجانب الفلسطيني، أو العوامل الرئيسية الأخرى في المنطقة والعالم، فمن المعتقد على نطاق واسع أنه ستكون هناك بعض الاستجابة لهذه الخطوة، لكنّ شدتها ستكون متوقفة على نطاق الضم الذي ستقرره إسرائيل، وتوقيت تنفيذه الفعلي، والنشاط الذي ستقوم به على الأرض”.

وختم بالقول إنّ “التقدير السائد في إسرائيل أن فترة التفجير في الأراضي المحتلة ستكون من لحظة إعلان الضم، وتستمر 3- 4 أشهر، وسيتطلب ذلك من الجيش أن يكون في حالة تأهب قصوى، لأن انتشار المواجهات الفلسطينية سيؤدي لتغيير في برامج عمله، وسيتطلب ميزانية إضافية، في فترة اقتصادية صعبة للغاية بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي”.

 

عربي 21

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى