عندنا تكون السلطة قريبة من شعبها
بقلم: اسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

ليس مستغرباً في الكويت أن تكون القيادة السياسية قريبة من الشعب، فقد تعودنا من قيادتنا الحكمة دائماً، بتلمس هموم المواطنين، والتمسك بالدستور، الذي يكفل شرعيتنا واستقرارنا، كوطن، ولذلك كانت كلمة سمو الامير الشيخ نواف الأحمد الصباح، التي ألقاها نيابة عن سموه سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظهما الله.

كلمة جاءت انعكاساً لتطلعات شعب وهموم المواطنين، خطاب كان أشبه برسم صورة واقعية للمشهد السياسي الذي أرّق المواطن المهتم بتطور بلاده وتطلعه لمستقبل أفضل، فكانت حكمة سموهما التمسك بالدستور وثوابته، والتأكيد على مبادئه بفصل السلطات وتعاونها، والعودة للشعب بحل البرلمان والدعوة للانتخابات، فما كان منا كشعب سوى تقديم الشكر والعرفان لقيادة سياسية حكيمة.

الخطاب الذي كان عظيماً لدرجة ان حمّل الحكومة والبرلمان مسؤولية الشلل التنموي في البلاد، حملنا كشعب مسؤولية عظيمة في الدعوة لحسن اختيار من يمثلنا، فهل سنحسن الاختيار؟

هل سنكون على قدر المسؤولية بأن ننبذ الطائفية والقبلية والفئوية والتصويت على أساس المصلحة الخاصة عند ذهابنا لصناديق الاقتراع؟

هل سيكون المواطن الكويتي ناخباً واعياً بأن يصوت للكفاءة والمصلحة العامة؟

هل سنتمكن من تغيير بعض الوجوه التي لم يكن لها انجاز سوى تمرير معاملة؟ وهل سنكون قادرين على اختيار كفاءات تحفظ ثوابتنا الدستورية؟

هل سنمكّن الكفاءات من النساء في الوصول لقاعة عبدالله السالم حتى لا نقصي المرأة من المشهد السياسي كونها عاملا رئيسا ومكونا أساسيا في المجتمع؟

هل سنكون قادرين على انتخاب شخصيات برلمانية قادرة على أداء مهامها في التشريع دون الاهتمام فقط في التأزيم وتصدع العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؟

هل ستكون مخرجات البرلمان الذي سننتخبه قادرة على المساءلة الحقة دون توجيه استجوابات وفقا للأسماء والأهواء؟

هل سنكون قادرين على رسم مشهد سياسي يعكس خطاب القيادة السياسية، ونخرج برلمانا بتركيبة ايجابية تنعكس على تشكيل حكومي يتولى قيادة تنفيذ رؤية الكويت لمستقبل أفضل لشبابنا؟

وهل ستكون الحكومة المقبلة قادرة على تحقيق تطلعات الشعب في تسريع عجلة التنمية، وتمكين المرأة من المناصب القيادية، واجتثاث بقايا الفساد، وتوفير تعليم جيد وتحسين سوق العمل لشبابنا؟

هل ستكون الحكومة المقبلة حكومة منتجة وتحسن من ترتيب الكويت على المؤشرات الدولية؟

جميع ما سبق، هي تساؤلات لنا كمواطنين، متى ما استطعنا أن نترجم في اجاباتها توجيهات القيادة السياسية سنتمكن من أن نبني كويتاً جديدة تشبه كويت الماضي التي كانت سابقة لعصرها ومحيطها.

فاليوم، المسؤولية علينا، أن نبدأ بحسن الاختيار، وقتها فقط نستطيع محاسبة الحكومة التي سيعكسها اختيارنا، ان اخفقت.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى