4 تفجيرات بالمنشآت الإيرانية بظرف 7 أيام… هل تقف إسرائيل خلفها ؟
النشرة الدولية –
أربعة تفجيرات في ظرف سبعة أيام ضربت إيران، اثنين منها في منشآت عسكرية ونووية؛ في ظل حذر رسمي وغموض داخلي وصمت خارجي حول وقوعها ومن يتحمل مسؤوليتها، وفي وقت تزداد حدة التشنج الإقليمي مع طهران وبين إدارة الرئيس دونالد ترامب والسلطات الإيرانية.
التفجيرات بدأت الجمعة الفائت شرق طهران وفي موقع “بارشين” العسكري حيث شوهدت كرة النار فوق الموقع في ظروف أوعزتها السلطات الإيرانية “لانفجار غاز صناعي” في موقع معروف بتطويره قدرات نووية وصاروخية وشهد تفجيرات في السابق. بعد الانفجار بثلاثة أيام، نقلت أسوشيتد برس معلومات عن تفجير جنوب إيران استهدف موكبا للحرس الثوري. التفجير ضرب سيارتين للحرس في إقليم سيستان-بلوشستان جنوبي شرق إيران، بالقرب من الحدود الباكستانية وأسفر عن إصابة قائد الحرس الثوري بالمنطقة.
هل تقف إسرائيل خلف حريق منشأة “نطنز” النووية الإيرانية؟ .. مواجهة “إلكترونية” إسرائيلية – إيرانية.. طهران بدأتها وهكذا ردّت تل أبيب!
يوم الثلاثاء أيضا أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني وقوع 19 قتيلا وعددا من الجرحى في انفجار ضرب مستشفى سيناء شمال العاصمة طهران ورجحت السلطات أن يكون أيضا سببه أنبوب غاز.
وجاء التفجير الأكثر غموضا فجر الخميس في موقع نطنز النووي، بالقرب من مدينة أصفهان في وسط إيران والذي تبنته في بيان بالفارسية لإذاعة “بي. بي. سي.” البريطانية مجموعة أطلقت على نفسها اسم “نمور الوطن”، وزعمت بأن لها عناصر يعملون داخل أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية وأن التفجير من “الأهداف الأولى” لعملياتها.
أربعة تفجيرات في ظرف سبعة أيام رقم أكثر من إشكالي بالنسبة لإيران في عام أظهر ثغرات أمنية داخل الحرس الثوري وفي الهيكلية العسكرية الإيرانية. ولأن الطوق الداخلي يبقى مشددا في إيران يصعب حسم الجدل حول نظريات عدة عن سبب التفجيرات إنما أيضا يصعب التصديق أنها فقط أنابيب غاز. المعطيات السياسية التي يمكن رسمها من التفجيرات هي كما يلي:
1 ـ اتساع حرب الاستخبارات السرية بين إيران وخصومها: هذا قد يكون على شكل تفجيرات لا يتحمل أي طرف مسؤوليتها أو خروج مجموعات بأسماء غريبة مثل “نمور الوطن” لتتحمل المسؤولية. هذه الحرب تقليديا تدور بين إسرائيل وإيران أو الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وإيران على مدى إدارات وحكومات متعاقبة، وهي اشتدت في الأشهر الأخيرة مع شن طهران هجمات قرصنة إلكترونية على إسرائيل وأميركا وبريطانيا بعضها استهدف جهود التوصل للقاح لفيروس كورونا. ضرب منشآت نووية بشكل سري قد يكون أحد الردود على هذه الهجمات.
2 ـ هشاشة الوضع الداخلي الإيراني، فالثغرات الأمنية التي كشفت في العام 2020 من مقتل قائد الحرس قاسم سليماني إلى الإخفاقات في الرد، وصولا لتفجيرات الأسبوع المنصرم تعكس مشاكل في ضبط الوضع الداخلي ووجود خروقات استخبارية داخل النظام.
3 ـ سخونة المعركة الاستخباراتية بين إيران وإسرائيل والغرب: فالخناق السياسي والاقتصادي المفروض على النظام إنما زاده تشددا وإصرارا على الورقة الأمنية وخيار التصعيد النووي. وفيما تنتظر واشنطن موعد مجلس الأمن الدولي في 18 أكتوبر لتجديد حظر الأسلحة على إيران. الفشل في ذلك، وهو مرجح إزاء الرفض الروسي والصيني، سيعني عودة العقوبات الدولية المشددة على إيران واستمرار هذه المعادلة وقطبي التشدد بين إيران والغرب.
هذه المعطيات والتنافس الأمني بين إيران وخصومها مرجح بالاستمرار سواء فاز دونالد ترامب أو جوزيف بايدن في الانتخابات الأميركية. فتزايد نفوذ الحرس الثوري في إيران، وشبه انهيار الاتفاق النووي الايراني مقابل عجز الأوروبيين عن تقديم بدائل واحتدام التنافس بين الصين وأميركا ورفع طهران نسب التخصيب، يوحي بمرحلة شد حبال في المعترك الإيراني وحرب استخباراتية داخل وخارج المنشآت النووية لوقف مسار التسلح النووي واستغلال الثغرات الأمنية”.
لقد أثار الانفجارات التي تعرضت له المنشأت الإيرانية الكثير من اللغط، في ظل غياب المعلومات. وإيران التي أعلنت على لسان المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، أنه تم تحديد أسباب الحريق الذي نشب في موقع “نطنز” النووي، أكدت أنها سترد في الوقت المناسب.
وقال مراقبون إن هناك عدة فرضيات بشأن الهجوم، لكن أحاديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هجوم جوي وراء الحادث مستبعد جدا، في ظل وجود منظومة دفاع جوي متطورة في طهران.
حادث نطنز
وبحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية، أوضح خسروي أنه “بسبب بعض الاعتبارات الأمنية، سيتم الإعلان عن سبب الحادث وطريقة تنفيذه في الوقت المناسب”.
ففي يوم الخميس الماضي، اندلع حريق في موقع “نطنز” النووي في محافظة أصفهان وسط إيران، قبل أن تسيطر عليه فرق الإطفاء الإيرانية.
طهران تعلن اكتشاف السبب وراء “حادث” المنشأة النووية
4 تفجيرات بظرف 7 أيام ضربت إيران.. ماذا ما في المعطيات السياسية؟
ولم يسفر الحريق عن خسائر بشرية، حسبما نقلت الوكالة عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي.
وكان المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قال إن الحادث الذي وقع يوم الخميس قد وقع في إحدى الصالات المسقوفة قيد الإنشاء في فناء موقع “نطنز” النووي.
ولفت المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية إلى أن هذا المكان النووي لا يجري فيه أي نشاطات ولم تكن هناك مواد مشعة فيه، ولم يكن أحد من القوى العاملة متواجدة فيه، وبالتالي لم تحدث خسائر في الأرواح، وإن أكد أن هناك خسائر مالية ومادية ستقوم الحكومة الإيرانية بتقييمها.
وشدد كمال وندي على أن الحادث لم يؤد إلى أي انقطاع في أنشطة المجمع النووي بـ”نطنز”.
الرد بالمثل
الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، قال إن “لحد الآن ليس هناك أي تأكيد عن سبب وماهية حدود حادث نطنز، ولا الجهة التي تقف خلفها”.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك” أنه: “في حال تبين بأن هناك أعمال تخريبية قامت بها إسرائيل، فإيران سوف ترد عليها بالمثل، وسيكون هناك حرب إلكترونية، أو من أي نوع آخر، يشبه ما قامت به إسرائيل”.
وتابع: “في هذا الإطار بالتأكيد فإن يد إيران مفتوحة جدا، ويمكنها الرد في أي مكان يمكن أن يوجع الإسرائيليين، كيف ومتى وأين هذه معلومات تقررها أجهزة الدولة الإيرانية”.
فرضيات متعددة
من جانبه، قال محمد حسن البحراني، المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني، إن “بحسب بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تم تحديد سبب حادث نطنز، لكن لاعتبارات أمنية لم يتم الإفصاح عنها في الوقت الحالي”.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك” أن “هناك عدة فرضيات تحدث عنها السياسيون في إيران أبرزها أن هجوما سيبيريا إلكترونيا قامت به واحدة من القوى الإقليمية أو الدولية المعادية لطهران، ربما إسرائيل أو أمريكا أو أي طرف آخر”.
وتابع: “وهناك فرضية أخرى تقول إن ربما كان الحادث سببه تخريبي بعبوة ناسفة، فيما تحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية الترويج لأن الحادث بسبب هجوم جوي باستخدام طائرات حربية”.
وأكد البحراني أن “فرضية الهجوم الجوي مستبعدة جدا، في ظل وجود منظومة دفاع أرض جو إيرانية قوية ومتطورة، ووجود الكثير من الرادارات والتي أثبتت نجاحها في عدة اختبارات سابقة”.
وأشار إلى أن “الهجوم الإلكتروني يبقى احتمالا قائما، وبطبيعة الحال تملك طهران خطوات طويلة في هذا المجال، وتعد واحدة من بلدان قليلة تحصلت على هذه التقنية، وقطعت فيها أشواطا كبيرة منذ ما يزيد عن 20 عاما”.
ومضى قائلا: “بطبيعة الحال إذا كان الهجوم إلكترونيا فإيران سترد في الوقت المناسب، وهي تعرف كيف ترد وأين، لكن في النهاية الحادث لم يتسبب في أي خلل بنشاط إيران النووي، فعمليات تخصيب اليورانيوم تتم في مسافات طويلة تحت سطح الأرض، والحادث تم في إحدى البنايات تحت الإنشاء”.
قال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني غلام رضا جلالي، إن “طهران لا تستبعد عملا تخريبيا من قبل مجموعات المعارضة أو هجوما سيبرانيا من قبل أمريكا، وراء عدة أحداث وقعت مؤخرا في إيران”.
وأكد غلام رضا جلالي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، أن “الجزء الأكبر من الحوادث التي حصلت في قطاع الطاقة خلال الآونة الأخيرة كانت ناجمة عن عدم مراعاة قواعد الأمان، لكن جزءا آخر يمكن أن يكون ناتجا عن تحرك الجماعات المعادية للثورة والعناصر المرتبطة بهم، وربما العدو أيضا يقف وراءها”.
وأضاف: “ستتخذ إيران إجراءات متبادلة ضد أي دولة تتسبب في هجمات إلكترونية على المنشآت النووية”، قائلا: “إحدى القضايا المهمة في الهجمات السيبرانية هي إثبات أصل الهجوم ومرتكب الهجوم. ليس من السهل تحديد ما إذا كان الهجوم قد نفذ من قبل عدو معينأ ودولة، أو ما إذا كان سببه فيروس ترك في الفضاء الإلكتروني. في الواقع، من الصعب إثبات أصل الهجوم ومرتكب الهجوم لأنه يتطلب تعاونا دوليا، وهذا التعاون غير محدد في العالم، لذلك في مثل هذه الحوادث، هناك المزيد من النقاش حول الاحتمال والشك”.
وأشار إلى أن “حريق أحد مصافي النفط جنوب البلاد وتوقف منظومات الحواسيب عن العمل لساعات في ميناء رجائي على مياه الخليج، إضافة إلى انفجار مخازن الغاز في وزارة الدفاع الأسبوع الماضي، كلها تدل على أن هناك من يقف خلف تلك الحوادث”.
في هذه الأثناء، قال 3 مسؤولين إيرانيين رفضوا الكشف عن أسمائهم لوكالة “رويترز”،إن الانفجار الذي حدث بمنشأة نطنز النووية صباح الخميس الماضي نتج عنه جو مسيبراني.
ونقلت الوكالة عن أحد المسؤولين الثلاثة أن “الهجوم السيبراني استهدف وحدة تجميع أجهزة الطرد المركزي، قائلا إن “مثل هذه الهجمات قد حدثت سابقا”، کما نقلت “رويترز” أيضا عن المسؤولَين الآخرَين قولهما إن “إسرائيل يمكن أن تكون وراء الهجمات، رغم أنهما لم يقدما أي دليل يدعم مزاعمهما”.
وكالات الحرة و لبنان 24