بلومبيرغ تسأل: كيف قفزت أرباح أسهم لشركات وصلت خسائرُها 44% إلى 10 تريليونات دولار!

النشرة الدولية –

أظهرت حسابات الربع الثاني من السنة المالية، ان ارتفاعا استثنائيا بعشرة تريليونات دولار في اقيام الاسهم، قد  تحقق  لشركات تقلصت ارباحها تحت ضغط جائحة الكورونا بنسبة 44%.

وقرأت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الامريكية في ذلك مفارقة مريبة غير مسبوقة.

مبعثُ الريبة كما يقول تقرير لبلومبيرغ ، اليوم الاحد، ان 80% من هذه الشركات التي ارتفعت اسهمها في الربع الثاني من السنة  بمتوسط 25%، كانت رفضت في نهاية الربع الأول إعداد وتقديم ميزانيات لانها كانت تصرخ بالحيرة والتحذير من عُمق التكاليف التي ستدفعها ثمنا لاغلاقات ورعب الكورونا.

في تشخيص هذه المفارقة، يقول ديفيد ليبوفيتز، استراتيجي السوق العالمية في “جي بي مورغان” لإدارة الأصول، ان المستثمرين بدأوا الان المطالبة بمزيد من الوضوح سواء كان الوضوح جيدًا أو سيئًا. فهم لا يريدون سوى  معرفة ما حصل”.

مضيفا ان كل المستثمرين يعرفون ان لدى الشركات اكثر من دليل عمل وهي تفكر في التعامل مع فيروس كوفيد 19.

 المفارقة بالارقام

يشير تقرير بلومبيرغ الى ان اقوى الملامح المبدئية لتقارير البنوك عن  الربع الثاني، وهي  التي ستُقدم خلال اسبوعين، تفيد بتقلص الاربح للشركات المدرجة في مؤشر  “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 44%.

ومن تلك القائمة اكتفت 17 شركة  فقط باصدار توجيهات بشأن الأرباح في 17 يونيو وهو ما وصفه استراتيجيو بنك أوف أمريكا في تقرير هذا الأسبوع بأنه بيانات “قليلة جدًا لتحليلها”.  ففي المقابل هناك 400 شرك لم  تأبه بتقديم توجيهات لصياغة تقرير مالي، وهو رقم قياسي  في  شركات مستنكفة غير مسبوق منذ عام 2001.

للوهلة الأولى، يبدو أن تقلص الأرباح المتوقعبنسبة 44%، هو الأسوأ منذ عام 2008. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع الاندفاع المتفجر الذي أعاد أسعار معظم الاسهم للارتفاع  وتعويض ما فقدته  في انهيار شهر مارس.

 لا تفسير

في تفسير هذا اللغز الاكبر في اقتصاديات مرحلة الكورونا، تنقل بلومبيرغ عن محترفي “وول ستريت” أن سوق الأسهم انخفضت منذ مدة  طويلة:” ليس التاريخ الحديث هو المهم، بل التوقعات المستقبلية”.

ومن بين هؤلاء الاستراتيجيين، سافيتا سوبرامانيان، التي تقول ان “شعور الشركات ليس إيجابيًا ولا سلبيًا، ولكنه ببساطة علامة استفهام كبيرة”.

وبدورها فإن بيانات بلومبرج إنتليجنس تشير إلى أن التقديرات الإجمالية لجانب البيع لشركات ستاندرد آند بورز 500 تتوقع انخفاض الأرباح بنسبة 44% في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو ، حيث شهدت الأرباح انخفاضًا على أساس سنوي مرتين في الربعين الثالث والرابع. وذلك قبل أن يرتفع بنسبة 26% في توقعات  مستقبلية لعام  2021، وهي توقعات ليست بعيدًة عن مستويات الذروة لعام 2019.

اما جيري براكمان، كبير مسؤولي الاستثمار في “فيرست امريكان تراست”، فهو غير مقتنع بأن ذلك سيحدث. يقول: “عندما ننظر إلى أرباح 2021، فإننا نشعر أن الاسعار ما زالت بحاجة إلى الانخفاض قليلاً قبل ان تعاود الصعود، لأنهم يراهنون بشكل أساسي  على أن أرباح العام المقبل ستكون مثل 2019”.

مضيفا في  تعميق اللغز، ان “تحقيق ذلك  يفترضُ حدوث انتعاش على شكل حرف V، لكن البيانات الموجودة اليوم تخبرك أن ذلك مُستبعد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى