“كورونا” يهزم ترامب .. والرئاسة طارت ..!!* صالح الراشد
بقلم: التجار يقودون أميركا صوب الدمار.. وترامب يُشاهد عن بُعد
النشرة الدولية –
نجا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الإصابة بوباء كورونا الذي يجتاح الولايات المتحدة حتى الآن، لكنه لم ينجوا من إرتدادات الوباء الذي سيعصف بمستقبله السياسي، وسيجعله يغادر منصبه بأكبر كم من الخزي والعار ناله رئيس في تاريخ البلاد، فترامب تعامل مع منصبة كأنه صاحب قداسه لا يجوز لأحد أن يتتبع مصائبه، لكن في بلاد العم سام هناك حرية تسمح للصحف بإنتقاد الرئيس وإظهار أماكن التقصير خلال حكمة، بل يحاسبونه على كل صغيرة وكبيرة، وقد فشل ترامب في تحييد الإعلام ولم يملك القدرة على إيقاف وسائل التواصل الإجتماعي، والتي لعبت دوراً كبيراً في إظهار الصورة السلبية الضعيفة للرئيس الأسوء في تاريخ الولايات المتحدة.
وقبل وخلال إنتشار وباء كورونا أظهر ترامب لا مبالة غريبة كما افتعل حروب لا داعي لها، وبالتالي أدخل بلاده في أزمات متفاوتة التأثير لكنها جميعاً تُشكل صدعاً في الإدارة الأمريكية، وصداعاً لكل من يتعامل معها ويتلقى تعليماته المتضاربة منها، مما أدى إلى إحراج حلفاء واشنطن التي هبطت من مرتبة أستاذ جامعي متخصص في السياسة العالمية إلى تلميذ غيرنجيب في مدرسة السياسة العالمية للمرحلة الإبتدائية، ليصبح القائد الفعلي للولايات المتحدة مجموعة من تُجار الأسلحة والأدوية والنفط والأسواق المالية، ودوما التُجار يبحثون عن مرابحهم ومصالحهم وليس مصلحة الدولة والشعب فتاهت الدولة عن طريقها، ولم تُفلح محاولات ترامب في طبع المزيد من الدولارات لتوزيعها على المواطنين الأمريكيين لتحسين صورته القاتمة، كون البعض خسر في جائحة كورونا العديد من أصدقائه، وبالتالي تكشفت صورة ترامب الضعيفة السيئة، وجعلنا فِعلُ ترامب في توزيع المال نعتقد بأن مستشاره عربي يُجيد شراء الأصوات في الإنتخابات العربية المريضة.
ترامب ظهر كرئيس ضعيف غير قادر على إدارة الدولة الأمريكية التي تُعتبر الأقوى في التسليح العسكري في تاريخ البشرية، واعتقد أن عليه حتى يصبح رئيساً عظيماً أن يُقنع الشعب الأمريكي بالحاجة إلى حروب ضخمة، وهذا ما كان فبدأ بإفتعال الحروب الإقتصادية ضد كندا والحدودية مع المكسيك وهدد ببناء سور المكسيك العظيم، ثم إتجه صوب الشرق الأوسط فبدأ يتعامل مع دولها على أن قادتها موظفين في البيت الأبيض، ليصطدم ببعض القيادات القوية، لكن البقية انصاعوا لقراره وبالذات في مجالات صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية في الكيان الصهيوني إلى القدس ثم الإعتراف بأن الجولان تتبع الكيان الصهيوني، وهنا صمت موظفوا البيت الأبيض من الحكام ورفض القرارات القادة الحقيقين في أمة العرب.
لم يتوقف هرج ترامب في العالم ودخل في مرحلة الموت السريري، وظهر ضعفه حين قرر خوض حرب شعواء ضد منظمة الصحة العالمية، واتهمها بإخفاء معلومات تسببت في إنتشار الوباء في الولايات المتحدة، وأتبعها باليونسكو ثم الأمم المتحدة فالأنروا، وكانت المعركة العسكرية الوحيدة التي خاضها عن بُعد بطريقة الفيديو قتل ابو بكر البغداي المحاصر والذي صنعته وداعش الولايات المتحدة وأذرعها في العالم، وقد إنتهى دوره فحان وقت الخلاص بقرار من صُناع النهج العسكري الأمريكي فيما ترامب حضر الفيلم كمشاهد دون أن يدفع ثمن التذكرة.
ترامب فشل في إدارة الحرب مع كورونا وأثبت أنه لا يملك فكراً ناضجاً للحفاظ على حياة المواطنين الأمريكين، فعمد إلى فتح الولايات المتحدة بطريقة فضوية معتمداً على أنه في الحال الفشل سيتهم منظمة الصحة العالمية بالتآمر على واشنطن والوقوف في صف بكين، وبالتالي سقوم بالضغط على الصين من أجل إعاة ترتيب شروط التجارة العالمية بما يخدم الولايات المتحدة، وهذا ما جرى من ترامب لكن العالم صدمه برد الفعل بأن ما جرى هو خطأ في الإدارة الأمريكية، مما ساهم في زيادة السخط الأمريكي على ترامب الذي يعد الأيام وسيخسر منصب الرئيس في الإنتخابات القادمة أمام أي مرشح آخر، فالبعض يقول بأنه لن يأتي لإدارة الولايات المتحدة رئيس بسوءة ترامب.
أربع سنوات مضت من حكم ترامب كانت وبالاً عليه وعلى العالم وكان أصدقاء وحلفاء واشنطن الخاسر الأكبر فيها ،حيث كشف حقيقة أمرهم وتورطهم في قرارات تخدم الولايات المتحدة وتتعارض مع مصلحة شعوب تلك المناطق، وبالتالي فشل ترامب في الإستفادة من سنوات ما بعد الحرب في العراق وأفغانستان والتقارب مع روسيا والصين، برفع مستوى رفاهية المواطن الأمريكي وإحلال السلام العالمي، وبدلاً من التركيز على النهضة العالمية ركز على خلق صراعات وهيمة ليست بذات قيمة من أجل إستنفار الشعب الأمريكي، نعم .. لقد إنتهى الكابوس العالمي ولن يكون لترامب مكان في السياسة العالمية القادمة كون مغادرته مسألة وقت، وقد يذهب العالم لتطبيق التراث المصري بأن يكسر “جرة” خلف ترامب.