عايزني أحبك.. عاكس عقلي* عبير العربى
النشرة الدولية –
عزيزي الرجل باختصار مفيد سأروي لك بود شديد كيف إذا أردت أن تمتلك قلب فتاة أعجبتك إلي حد الارتباط بها، ماذا تفعل كي تكون لك، تراك دون غيرك، وتوافق عليك كشريك في التجربة، ونحن هنا على افتراض دائم إننا نخاطب عالم سوي -جيل كامل من الأسوياء- بشر طبيعيون لم تلوث ضمائرهم وعقولهم وقلوبهم كثير من المطرآت ،حتى السلوك البشرية الغير قويمة لم تأخذ طبيعتهم السليمة إلي مستنقع التعاملات الرخيص.
إذن أخاطبك أنت هذا الكائن السوي فرضا ،كيف تطرق باب الفتاة التي أعجبتك ووجدت بها عظيم الصفات التي تريد أن تلقى بظلالها على حياتك، وبالطبع لن يكون هناك إنكار على تقديم الجمال الخارجي والمظهر الجذاب، فالرجل بطبيعته يجذبه الجمال بداية والشكل الحلو، “وربما عود البطل الملفوف”، وهذا معروف مهما غلفت الكلمات عبارات موازية تشير إلي جمال الروح والخلق، والضحكة الهادئة – وما شابه- لكننا نعرف ماذا يكمن في باطن الزير ، لذا ليس كل النساء تستند على شكلها الخارجي، ربما تجد الكثير والكثير من الجميلات أصحاب المظهر البراق، فتأخذك الظنون في محاولة للتقرب منها مستغلا هذا البند، بند الجمال، ونعومة الصوت والحس، ورقة الأداء، ودلال التصرفات، وتظل تتقرب لها بمعطيات جمالها ، والتغزل في مفاتنها، وتعلي من قدر أنوثتها ، ولا تعلم كيف تقيسك هذه الفتاة أو المرأة بعقل أوعى مما تسرد، وعلى أي ميزان قد تضعك، وأنت تعيش حالة من التغزل المفرط، وجهد تبذله في أن يصلها كم أنت مفتون بالمفاتن، ولا تعلم أن هذا الكائن المستنير عقلا ووعيا، أرقى وأبعد داخليا وخارجيا من منطقة الغزل التي تقف عندها في توقع غير دقيق منك إنها العصا السحرية والنمطية التي ستجذب بها قلبها إلي حيث مساحتك، لذا إذا أردت فتاة ترى فيها جمالا حقيقيا عليك إثبات ذاتك برجاحة عقلك واتزان وعيك، وثبات منطقك، وجميل فكرك، أدخل إلي هذه المرأة وتلك الفتاة من بوابة عقلها، فهو الرهان الذي لا يتبعه هزيمه ولا خسارة ولا نكسة، احترم هذه المنطقة بكل ما أوتيت من وعي، غازل فكرها، عاكس أحلامها، داعب أهدافها ، أدعم مسيرة نجاحها، حدثها كيف ستكون لها رجلا ، صاحب مبادىء ثابته ربما، لكنك على درجة من تغيير بعض القناعات لصالحها، وقتها ستجد بسهولة انبهارا بك يجعلها تسلم لك مفاتيح قلبها.
وأتذكر على حد ليس بقريب قد تناولت تقريرا صحفيا عن عدم زواج الفتيات الناجحات والمتحققات في عمل وظيفي مختلف، لفت انتباهي في هذه المرحلة من حياتي الصحفية ،أن هناك عدد ليس بقليل من البنات غير متزوجات، وساطع أسمائهن في مجال عملهن، بدأت أحصر في أسماء عدد من تلك الفتيات، داخل مقار عمل مختلفة، كان لدي فضول صحفي يدفعه موروث مجتمعي يفرضه سؤال تقليدي داخلي” إزاي بنات جميلة أوي كده وغير متزوجات؟” لم أكن وقتها قد عنونت موضوعي هذا ، بمعنى تحت أي عنوان سأكتب، لكني دخلت إلي عدد من المقار لألتقي بهؤلاء الفتيات، ومابين الجلوس أمام محاسبة وطبيبة ومهندسة ومدرسة ومترجمة وسكرتيرة،وإعلامية وجدت ما ذهبت به أحمله شىء، وما عدت به شىء آخر، أنا أمام قضية مختلفة،قضية يرعاها الوعي والفكر والرجاحة والثبات على معيار محدد في الرجل ، وأن عدم الزواج لا يشير إلي- عنوسة – باللفظ المجتمعي الدراج، لأنهن لم يجدن من يتزوجهن،ولكن لأنهن رافضات الخضوع لقواعد الزواج التي لا تشبه أحلامهن ،ليس الرجل المطروح هو المطلوب، ولن يفرض عليهن الواقع فرائضه إذا خلى من المضمون المرغوب،ففضلن العنوسةمن وجهة نظر مجتمعية ،على ألا تكون عانسا في حياة رجل يحرمها ما تمنت أن ترتوي به معه.
حدثتني الفتيات بثبات وشموخ وتعقل عن فارس أحلامهن في أن يكون رجل بمعنى الكلمة، ممتلىء الفكر وليس فارغا، يصيغ من الحياة ملمحا حقيقيا زاهيا ،غير روتيني ،مستقلا ،طامحا ، لديه اعتزاز وتقدير بما يسمى المسئولية، هذه عناوين حملت تفاصيل مدهشة ربما أصابتنى العدوى المبكرة وقتها بقناعات متزنة منمقة الفكر والاختيار،لأجد نفسي أنشر هذا التقرير تحت عنوان”العنوسة قرار الهوانم”.
نعم الهوانم هن فقط الذين يعلمون ماذا يريدون ويتحدون الواقع وملله وزنه إذا لم يناسبهن معطياته ويتفق مع رغباتهن.
لذا مجددا عزيزي الرجل الحقيقي -الحقيقي جدا – عليك بدعم مواطن الجمال داخل هذه العقول الراجحة ،”فخصوبة الفكر والعقل” قد تمنحك كل ما تمنيت وما رغبت ، ستجد كل ما أردت داخل هذه النماذج ، التي آمنت بنفسها واحترمت ذاتها، ستجدها كما تحمل كل تفاصيلك ورغباتك، ستعيش معها سعيدا مبتهجا متجددا، فأجعل رهانك مكسبا وليس خسارة ، فالرهان على العقل رهان راسخ ،وما يتبعه رهانا متغيرا، عاكس عقل المرأة ، داعب خيالها، أنكش أفكارها، وقتها ستمتلكها، ستجدها ترحب بل تطمح وترغب في أن تعاكس كل كيانها ، هنا استطيع أن أقولها لك صراحة على لسان الجنس اللطيف، أمتلك شفرات عقلي أمنحك مفاتيح قلبي ووقتها سأنتظرك تعاكسني كلي وسأميل في دلال يدهشك ، وسأكون أسعد نساء الأرض بك، وستكون أنت بعود البطل وقلبه ومفاتنه مالكا.