وزير الخارجية الامريكي “يحسم” مسألة المواجهة بين “حزب الله” وإسرائيل.. تنازلات كبرى مقابل البلوك 9

النشرة الدولية –

إنّها لعبة من يفلت أولاً. لبنان منهار وأبواب العرب والغرب مقفلة في وجه لبنان. قبل القرار السياسي، لا شيء سيتغير. ولا حتى الحكومة. الولايات المتحدة الأميركية تواصل التصعيد، وهو تصعيد يُتوقع لحدّته أن تشتد حتى إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا سيّما مع منح حكومة الاحتلال الإسرائيلي تراخيص للتنقيب عن الغاز في بلوكات محاذية للبلوك رقم 9 المتنازع عليه، و”انتظار” السفن الإيرانية المحملة بالغذاء والمحروقات “ضوءاً أخضر” من طهران للانطلاق باتجاه لبنان، بحسب ما نشر موقع “لبنان 24″”.

تعدّدت القراءات التي تناولت خطوة الاحتلال المفاجئة، ففيما حذّر البعض من مواجهة عسكرية وشيكة، وضع آخرون ما يجري في إطار الضغط على لبنان لاقتياده نحو طاولة المفاوضات، في ظل ظروف تتيح للاحتلال والوسطاء الأميركيين إخضاع لبنان لتنازلات مقابل انتشاله من الأزمة.

من جهته، استبعد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اندلاع مواجهة بين الاحتلال و”حزب الله” في المستقبل القريب. وفي تعليق له على تقديم قاضي الأمور المستعجلة في صور، محمد مازح، استقالته بعد منع وسائل الإعلام من استصراح السفيرة الأميركية، دوروثي شيا، رحّب بومبيو بالخطوة قائلاً: “أن ينقص قضاة “حزب الله” واحداً هو أمر جيد (دائماً)”. وأضاف بومبيو: “نبدي قلقاً دائماً إزاء المجال بين “حزب الله” وإسرائيل، ولكن في ما يتعلّق بما جرى مع سفيرتنا وقدرتها على الحديث بحرية، فلا يثير ما حصل قلقي إلى حدّ كبير”. وتابع بومبيو: “لا أعتقد أنّه من شأن ما حدث أن يزيد إلى حدّ كبير خطر اندلاع مواجهة بين الاثنين”.

الاحتلال سينقّب إذاً، ولكن ماذا عن الاستثمارات النفطية التي يعوّل عليها لبنان الغارق بالديون؟ تقودنا التطورات هذه إلى الحديث عن مفاعيل قانون “قيصر” (دخل حيز التنفيذ في 17 حزيران)، وفي هذا السياق، حذّرت المديرة التنفيذية للمبادرة اللبنانية للنفط والغاز، ديانا القيسي، من تأثير مفاعيل “قيصر” الاستثمارات المستقبلية في لبنان، موضحةً أنّ “شهية المستثمر مرتبطة بمنسوب الخطر”، وذلك في وقت يحرز فيه الاحتلال تقدماً في ملف التنقيب عن النفط والغاز. كذلك، ربطت قيسي بين تعليق أنشطة الاستكشاف والتنقيب في لبنان وخطر العقوبات على شخصيات لبنانية بموجب “قيصر” وتأثيرات فيروس “كورونا” والركود الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب على المنتجات النفطية، إذ علّقت بالقول: “الجو العام غير مشجع. يمسك الحزب الأساسي (في لبنان) وهو “التيار الوطني الحر” بزمام رئاسة الجمهورية ويتولى وزارة الطاقة، لذا سنكون أمام جمود سياسي”.

في ما يتعلّق بالبلوك رقم 4 الذي تبيّن خلوّه من الغاز، نقل موقع “Asia Times” عن مصدر مطلع ومشرف على جولة الحفر الأخيرة، تأكيده أنّ تهديد “قيصر” عرقل القيام بمزيد من أعمال التنقيب والاستخراج، ملمحاً إلى إمكانية احتوائه على الغاز. في السياق نفسه، كشف المصدر أنّه يعتقد بأنّ أعمال استكشاف البلوك رقم 9 ستؤجل إلى أجل غير مسمى، ما لم يقدّم لبنان تنازلات كبرى للاحتلال.

في هذا الصدد، تطرّق الموقع إلى ما همس سراً عن نية الرئيس ميشال عون استرداد ملف الترسيم من عين التينة ليكون في عهدته، وتحديداً إعرابه عن رغبته في أن تتولى واشنطن الوساطة بين لبنان والاحتلال. ونقل الموقع عن المحللة حنين غدار ترجيحها أن تكون “نبرة عون” الجديدة “استراتيجية لشراء وقت ثمين”. وقالت غدار، المقرّبة من مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر: “إنّها طريقة لجعل الولايات المتحدة تقول: “دعونا نرى ما يستطيع لبنان تقديمه قبل معاقبته”. وختمت غدار بالقول: “تأمل الولايات المتحدة في أن يغيّر حلفاء “حزب الله” سلوكهم”، معتبرةً أنّ الأوان قد فات بالنسبة إلى عون والوزير السابق جبران باسيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى