ذكرى الاستقلال* محمد أحمد المجرن الرومي

النشرة الدولية –

منذ عدة أيام مرت ذكرى استقلال الكويت في ١٩ يونيو ١٩٦١، يلاحظ أن هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا لم تحظ إلا باحتفال بسيط من قبل أجهزة الإعلام، قد يكون وباء كورونا قد غطى على هذه المناسبة السعيدة على كل كويتي وكويتية، فالاستقلال الذي نقل الكويت إلى دولة مستقلة بعد أن كانت تحت الحماية البريطانية، ونتج عن الاستقلال صدور دستور لأول مرة ينظم أمور المواطنين ويبين حقوقهم وواجباتهم وغيرها من أمور الدولة الداخلية والخارجية.

في هذه المناسبة أستذكر الكلمة التي ألقاها أبو الدستور الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، عندما قال هذا القائد المحبوب الآتي: “إن الحاكم الواثق من نفسه لا يخاف من شعبه أبداً إذا كان العدل رائده ومحبة الجميع مبدأه، والمصلحة العليا وسيلته”. فرحم الله الشيخ عبدالله السالم “أبو الاستقلال”، وطيب الله ثراه.

المرأة الكويتية والقضاء

لقد خطت المرأة الكويتية خطوات ثابتة ومستحقة عندما صدر المرسوم الأميري بتعيين خمس قاضيات كويتيات لأول مرة في تاريخ القضاء الكويتي، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى الاحترام الذي تحظى به المرأة الكويتية من احترام لكي تلج في مجال العمل القضائي، وإن هناك قضايا كثيرة تتعلق بالمرأة مثل الأحوال الشخصية وغيرها تستطيع المرأة القاضية أن تتفهمها لأنها أدرى بشؤون المرأة، فهنيئاً للمرأة الكويتية على هذا الإنجاز، مع تمنياتي للقاضيات الجديدات بالتوفيق والنجاح والمساهمة الجادة في هذا المجال الحيوي، والمساهمة في إرساء قواعد العدل والمساواة.

الأعزاء الذين فارقونا

عندما تسمع عن إنسان عزيز عليك أو قريب منك بأنه انتقل إلى رحمة الله تعالى تشعر بالحزن لفقد هذا العزيز الذي تعرفه خير المعرفة، وعملت معه وتعاملت معه كثيراً في العمل داخل الكويت أو خارجها، فإن ذلك يشكل خسارة لفقدان هذا الشخص الذي تعرفه خير المعرفة. والأخ المرحوم السفير عبدالمحسن سالم الهارون (بوسالم) كان أخاً عزيزاً وزميلاً مشهوداً له بالخلق القويم والعمل بهدوء وإخلاص وأمانة، خدم بلده في عدة دول في المشرق والمغرب، وأيضا في ديوان وزارة الخارجية، فأسأل العلي القدير أن يرحمه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه وأصدقاءه الصبر والسلوان.

وغادر دنيانا الفانية أيضاً أحد السفراء القدامى، ويعتبر من ضمن الأوائل الذين عملوا بوزارة الخارجية عند تأسيسها في أوائل الستينيات، وكان ضمن أحد عشر شابا كويتيا ابتعثوا إلى بريطانيا كأول دبلوماسيين للتدرب على العمل الدبلوماسي والقنصلي عند إنشاء وزارة الخارجية بعد الاستقلال، إنه السفير علي مشاري هلال المطيري، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته.

وهناك سيدة فاضلة أعرفها جيدا هي الأخرى انتقلت إلى جوار ربها في الأسبوع الماضي، فقدت زوجها وهي في عز شبابها، وكان أغلب أبنائها في سن صغيرة، فكانت لهم الأم والأب في الوقت نفسه، وحرصت على تربيتهم والاعتناء بهم حتى أواخر حياتها، إنها السيدة الفاضلة المرحومة شريفة فضالة الفضالة (أم ديين) إنسانة محترمة فاضلة تحب الآخرين، وهي اجتماعية بطبعها وتصل أرحامها وأصدقاءها دائما، لم يمهلها المرض الذي عانته في أيامها الأخيرة، رحم الله أم ديين وغفر لها وأسكنها فسيح جناته، وخالص العزاء لأسر المتوفين وأسأل العلي القدير أن يرحمهم جميعا ويسكنهم فسيح جناته، و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى