حظ الشيون* ريم الميع
النشرة الدولية –
كنت مدعوّة إلى حفل زفاف، وهي كذلك، حين التقيتها بادرتني بالقول: الحولة السودة الدبة العرجا تزوجت واحنا للحين ما تزوجنا… «حظ الشيون».
أطرقت متأملة عبارتها، هل يجب حرمان الناس من الحب بسبب مواصفات شكلية لا ذنب لهم فيها، ثم إنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع والبنات، مجازاً لأصحاب هذا التفكير!
قد تكون هذه الحولة في عينيك هي: «العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ/ قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا»، في عيني من أحبها!
قد تكون السودة في عينك «أسمر يا اسمراني» أو «جميل واسمر»، إلى نهاية المطولات الغنائية التي تتغزل بالسمر!
قد تكون «الدبة» ليست إلا «ريانة العود»، والعرجا «مواق في مشيته مواق»، قد وقد وقد… لكن الأكيد أن من حقها، أياً كان شكلها أن تُحِب وتُحَب!
الحب فلتر، تماماً مثل فلاتر السناب تشات، التي تغيّر أشكال منقضيها، تجعل الشخص أجمل شخص في عين من يحبه ولو اتفق الجميع على أنه أقبح شخص!
إن تراثاً غنائياً يمتد من «عيون القلب» و«لو نظرت بعين قلبك شفتني» و«خذوا عيني شوفوه فيها». لا يمنع كثيرون من ترديد عبارة «حظ الشيون»، عندما يرتبط شخص لا يناسب شكله ذائقتهم وكأن الحب يقتصر على الشخص الجميل الرشيق الأنيق، وليس من حق الجميع أن يحب ويحب أياً كان لونه أو شكله!
والأهم أن الحب ينبع من الذات لو أحب كل شخص نفسه بعيوبها، لأحب غيره وحصل على الحب أيضاً، ففاقد الحب لا يعطيه ولا يحصل عليه، ولكن ما من شخص مكروه إلا وهو كاره غيره وكاره نفسه أكثر!
الحب حق مكفول للجميع، الجميع من حقه أن يحصل على الحب، وليس من حق أحد أن يحدد مدى استحقاق غيره للحب، بناء على مواصفات شكلية يحددها ذوقه الخاص، ومن أعطاه هذا الحق أصلاً؟
عود إلى بدء، ومن سخرية القدر أن تكون صاحبة الدعوة أجمل من المدعوة نفسها، على الأقل هي شاركتنا فرحتها ولم تستكثر علينا الفرح، كما فعلت صاحبتها… صاحبة عبارة «حظ الشيون»، والشين والله كلامها في تفكيرها ونواياها!
نقلاً عن جريدة “الرأي” الكويتية