كورونا”.. الخوف واجب* نانسي رزوق
النشرة الدولية –
الأرقام ترتفع بشكل مخيف. وإذا كان جواب المسؤولين أن لا ضرورة للهلع من إحتمال تفشي “كورونا”، فإن القلق واجب. هذا الإنتشار السريع يعني أننا نسير في الإتجاه المعاكس لما كان الوضع عليه قبل نحو شهرين.
إجراءات في دولة بسيطة المقدرات كلبنان جنبتنا الكوارث التي عاشتها دول تتقدم علينا إقتصادياً بأشواط طويلة جداً. فهل علينا أن نخاف لندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا؟
يبدوأن الخوف والموت وحدهما السبيل لنستيقظ من سباتنا ومن حالة الإنكار التي يطبع بها اللبناني تفكيره وسلوكه إزاء كل شيء.
تصاعد أرقام المصابين بالفيروس التاجي مقلق من كل الجوانب، وعلى رغم أنالأمور واضحة لكن يظهر أننا يجب أن نعيد التذكير بها لعل يفقه خطورة الآتي.
كلّ إجراءات رفع الحظر التي كانت مفروضة في حمأة الوباء، تعود إلى أن الوضع الإقتصادي المنهار لم يعد يسمح بمزيد من إقفال وتعطيل الحياة العامة. وعلى مبدأ “القرقشة ولا الجوع”، فإن المطلوب منا المحافظة على ما تبقى لنا من لقمة عيش وإلا مات بعضنا من الجوع فعلاً، لأن الإستهتار في الإلتزام بقواعد الحماية الشخصية والتباعد الإجتماعي، سيؤدي حتماً الى كارثة صحية ستجبرالسلطات على إقفال البلد من جديد.
وكذلك وضع القطاع الصحي، الذي يعاني منذ فترة بسبب وضع الليرة، يضاف إليها عدم قدرته على استيعاب المصابين بكورونا إلا فيحدود معينة. إذن، كيف سيعالج مرضان اذا بلغت الإصابات عشرات الألوف؟ وربما أكثر؟ وماذا يعني أن يكون كل قطاعنا الصحي العام والخاص مستنفرا لمواجهة كورونا فيما هناك مرضى لا يمكنغض النظر عنهم، مثل مرضى السرطان والأمراض المزمنة وأمراض الشيخوخة والعمليات الطارئة؟
فضلاً عما سبق، هناك ما سيكون أقسى وأصعب من الإنهيار الإقتصادي والجوع واكتظاظ المستشفيات. إنه الفقدان. مشاهد النعوش التي رأيناها في بلدان مثل إيطاليا سنراها في لبنان. ستخرج من أحيائنا ومناطقنا وأبنيتنا. أهل وجيران وأحبة. سيكون الخراب عظيماً ولا ينقصه إلا مشاهد النعوش المرصوفة والمكدسة. هل علينا أن ننتظركل هذا ونراه حتى نشعر بمسؤولية مضاعفة فيهذا الوقت الحرج؟
مشاهد الإكتظاظ في كل الأماكن العامة وخاصة الملاهي الليلية والمسابح والشواطىء لا تبشربخير قريب، بل بكارثة لن تعفي أحداً. لا سلطة عليها واجب المراقبة والتشدد من دون “واسطة” لأحد، ولا شعب يلتزم بأبسط قواعد السلامة الشخصية والتباعد الإجتماعي حفاظاً على صحته وصحة أهله قبل غيرهم.
والأخطرمن ذلك العثور على مصابين في أماكن معروفة بالإكتظاظ السكاني، ما ينذر بكوارث قادمة. مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، والأحياء والضواحي الشعبية كحي السلم وغيرها. ما يعني أن تفشي “كورونا” في هكذا أماكن، سيسفر عن إقفال مناطق بكاملها لمجرد أن بعض “القبضايات” أو بعض “الجهلة”، قرروا أن يتحدّوا الفيروس ويقومون بنشاطات اجتماعية وهم مصابون، خاصة القادمون من بلاد موبوءة، او المحتكون بهم. المستهترون بكل شيء، وأولها حياة سواهم من الناس.
نقلاً عن موقع “لبنان 24” الإخباري