كيف تحولت الإعلامية ديما صادق إلى صداع لسياسيين وزعامات في لبنان؟
النشرة الدولية –
بإطلالاتها التي يراها البعض قادرة على سرقة الأضواء من ملكات الجمال، وعارضات الأزياء، كان بمقدورها أن تصبح فاشينيستا من اللائي يتصدرن شباك الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، حسب ما نشره موقع “إرم نيوز” الإخباري.
لكن الإعلامية اللبنانية ديما صادق، اختارت مهمة أخطر بكثير جعلتها صداعا لأباطرة السياسة والفساد في لبنان.
ما أخطر أن تكون إعلاميا على طريقة ديما صادق، في بلد مقطع بالمتاريس واللاءات المذهبية والمربعات الأمنية وحراس الفضيلة الذين يستسهلون تشويه الخصم، فكيف إن كان الخصم امرأة؟.
تحولت ديما صادق، إلى أيقونة لثورة اللبنانيين المنتفضين على ساسة لبنان الفاسدين ”كلن يعني كلن“.
#ديما_صادق.. كيف تحولت إعلامية لبنانية إلى صداع لسياسيين وزعامات في #لبنان؟#إرم_فيديو @DimaSadek pic.twitter.com/mwuM65MBJj
— إرم نيوز (@EremNews) July 15, 2020
كانت إعلامية أثيرة في محطة ”إل بي سي“ منذ سنوات لكن المحطة لم تتحمل حماسها للحراك الشعبي وجرأتها في النقد والتعليق والذي فتح عليها النيران بلا رحمة في بلد يعتبر فيه الاقتراب من أسماء الزعامات السياسية والطائفية من المحرمات.
رفضت ديما إبعادها عن الهواء وعن البرامج السياسية ووضع تغريداتها تحت الرقابة، وقالت وداعا للمحطة والإعلام التقليدي ولكن ليس لبلاط صاحبة الجلالة.
في منشور استقالتها من ”إل بي سي آي“ التي ضاقت بحريتها وفق تعبير ناشط لبناني، كتبت ديما صادق ”هو بالنسبة لي زمن ثورة، وفي الثورة لا سقف للحريات، هي فرصة لنسمي الأشياء بأسمائها، لنسمي المرتكبين بأسمائهم وأن نقول لا بأعلى صوت“.
غادرت ديما صادق الإعلام التقليدي، وفتحت بابا سرعان ما تبين أنه أوسع وأشد وقعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبحت منشوراتها وتغريداتها أشبه بثورة دائمة على الطبقة السياسية، على نحو أحدث تأثيرا بدا متفوقا حتى على وسائل الإعلام التقليدية.
خلال أشهر معدودة تعرضت ديما صادق إلى هجوم مستمر كان سيدفع أشخاصا كثرا إلى اعتزال المهنة، والاستقالة ليس من محطة فضائية وحسب بل من الوطن ذاته، لكن ديما صادق كان لها رأي آخر.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أطلق مؤيدو حزب الله وسوما مسيئة لديما أبرزها ”#ديما_الواطية“ وسرعان ما تعرض هاتفها للسرقة خلال مشاركتها في المظاهرات من قبل عناصر وصفتهم بأنهم من حزب الله.
بعدها تداول خصومها صورا مركبة تظهرها بملابس فاضحة، ولم ينقطعوا عن توجيه رسائل الشتم والتنمر عبر هاتفها وهاتف والدتها المسنة، وتهديدها بالاغتصاب بل والقتل.
لم يتوقف الأمر على حزب الله وأنصاره فقد اتهم السياسي المثير للجدل جبران باسيل، بصفته رئيس التيار الوطني الحر، ديما صادق بنشر أخبار كاذبة والتحريض على الطائفية والعنصرية، وفي أيار/مايو الماضي، مثلت ديما أمام المباحث الجنائية بعد أن اتهمها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالعمل على النيل من مكانة الدولة المالية، وتحريض الطبقة الفقيرة على حاكم مصرف لبنان، والإساءة الى القطاع المصرفي في البلاد بعد نشرها وثائق استقصائية تتهم سلامة وبعض معاونيه بتحويل ملياري دولار الى الخارج.
في تعليقه على إطلالاتها المتجددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال مثقف لبناني: ”كان باستطاعة ديما، أن تختار طريقا سهلا وتجني الملايين في عالم الجمال، كان باستطاعتها ان تكون فاشينيستا مثلا بملايين المتابعين ولكن، كعادتها، كان لها رأي آخر“.