بايدن قدم حاجات البقاء.. والصراع الصهيوفلسطيني سيطول
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
غريب الرئيس الأمريكي جو بايدن وسر غرابته بأنه يعرف ما يجري في المنطقة، وبالذات في فلسطين المحتلة ويدرك حتمية الصراع واستمراريته بين أهلها الفلسطينيين والصهاينة الغاصبين، ويسعى بقوة وخُبثٍ ودهاء لإبقاء الصراع متأججاً ومستمراً حتى يستنزف الشعب الأمريكي بالمزيد من الضرائب لإرضاء سادته الصهاينة، وحتى يستمر تدفق المال يجب أن يكون الكيان الصهيوني أقوى عسكرياً، كما يجب الحفاظ على الفلسطينيين وبقائهم في بلادهم وعدم انقراضهم على الارض الفلسطينية بسبب الموت أو التهجير.
وحتى يحافظ على طرفي المعادلة فقد قدم لكل طرف ما يحتاجه، فمنح الصهاينة أسباب التفوق بدءاً من تفقده الدفاعات الصاروخية الصهيونية من “سهم ٤” إلى “سهم ٣” ف”مقلاع داوود” و”القبة الحديدية” ومنظمة الليزر الجديدة “درع النور”، كما قدم لهم الهدية الأكبر المتمثلة بالتعهد الأمريكي بتقديم المساهمة المالية والتكنولوجية لتطوير منظومة الدفاع الجوي الليزرية الخاصة بالكيان، وبالتالي فقد منح الصهاينة القدرة على زيادة القتل والسيطرة.
في المقابل قدم للفلسطينيين دعماً مالياً وكأن الشعب الفلسطيني يستجدي المال، وسيذهب ثلث المبلغ أي حوالي مائة مليون دولار لتطوير مستشفيات القدس الشرقية حتى يتعالج فيها الفلسطينيون الذي يصابون في المواجهات مع المحتل الصهيوني، فبايدن يُدرك اللعبة وأسرارها ويعلم ان عليه أن يقدم الوجه الأمريكي الصانع للموت حتى ينال الرضا الصهيوأمريكي، ليضمن بقاءه في منصبه خلال الإنتخابات القادمة، ومن جهة أخرى يُظهر للعالم الوجه الآخر القادر على فعل الخير ، مرتدياً ثوب فارس الإنسانية الداعي للانفتاح على العالم بتقديم خدمات الجيل الرابع في الضفة ومن الجيل الثاني إلى الرابع في غزة، وضمان الأمن الغذائي وزيادة تصاريح العمل لتغيب الحلول السياسية لنجد أنه لم يقدم للفلسطينيين أي مستقبل مشرق .
لقد فهم الخبير بايدن كيف يُدير اللعبة حسب المفهوم الصهيوني، لذا زود الصهاينة بالسلاح والفلسطينين بالمستشفيات لانه ضليع في معرفة ما يجري بين المحتل والشعب الرابض تحت الاحتلال ، فالصهيوني يقتل والفلسطيني يبحث عن مستشفى للعلاج من الاصابات بالرصاص الأمريكي حتى يعود لساحة المواجهات من جديد، وجاء هذا العمل كرد للجميل الصهيوني بعدما غرسوا بايدن في البيت الأبيض بانتخابات شابها الفساد، وهو ما أصر عليه الرئيس السابق ترامب وهو ما تحدثت عنه عديد الفضائيات والمنظمات التي تابعت الإنتخابات، وقامت هذه المنظمات وترامب بالاشارة للدور الصهيوني بالعبث بالعملية الإنتخابية الهزيلة، ليكون رد بايدن بحجم المنصب الذي يشغله، وهو منصب يعادل سفير أو رئيس فخري للكيان الصهيوني، ليشعر الأمريكيون أن دولتهم الأقوى عسكرياً في العالم مجرد بيدق على رقعة الشطرنج الصهيونية بعد حديث بايدن بأنه لا يوجد ضرورة لتكون يهودياً لتصبح صهيونياً، لتكون كلماته بمثابة دعوة للأمريكيين وحلفائهم ليصبحوا صهاينة أو داعمين لهم على أقل تقدير، ليثبت بايدن أنه مترسخ في الصهيونية وضليع في خططها وبرامجها ليقدم لهم ما عجز عنه قورش الفارسي عدوهم اللدود هذه الأيام.
آخر الكلام:
من يتكل على زاد غيره يطول جوعه، ومن ينتظر الغريب أن ينتصر له، فعليه أن ينتظر وما أطول الانتظار ليوم نصره.