أحمرُ الشفاه
كتبت زينة جرادي
النشرة الدولية –
أحترقُ كشُهْبِ نورٍ على فمِ شمعة
فأعبُرُكَ بخيطِ ضوءٍ تبسَّمَ فتمرجحَ النورُ بين أهدابِه
كسماءٍ ابتلعتْ ألوانَها
كبحرٍ غرِقَ في أعماقِه
كمُلتقى ماءٍ في صحراء
اختفتِ الأماكنُ فصِرْتُ نُسخةً من روح
قُربانًا مُسَجَّى على مذبحِ الحياة
زَيَّحَهُ الله ُبنورهِ
وفصَّلَ الأحلامَ بخيوطٍ من حنين
ظَنَنْتُ أني قوية
وأنَّ الحبَّ كلمةٌ تركتُها ورائي
وأنَّ نَزْفَ الجُرحِ صُوَرْ
وأنَّ رُزَمَ اشتياقي مدفونةٌ
تتقاربُ فيها الأنفاسُ وتتعانَقُ النظرات
تَلْثُمُ أحمَرَ شفاهي فأهرُبُ إلى نقطةِ اللَّارُجوع
إلى مطرٍ لا ينتهي بِتَبَدُّدِ السَّحاب
وتُرابٍ لا يذبُلُ ويموت
أهرُبُ إلى قمرٍ عاجُهُ اللُّؤلؤيُّ على كتفِ الكونِ انطفأْ
يَصحو لهُ الليلُ ويَنْبَلِجُ كمصباح
فتهرُبُ الشمسُ من سجنِها المُمْتلئِ بسعيرِ جَمْر
وصفي لكَ حيَّرَ الحروفَ والكلماتِ والورق
قالوا متيَّمة ! بل أكثر
وَحَقِّ العرشِ والكعبةِ والكتابِ ذابتْ روحي
امتلأ الرِّمشُ وطافَ الحُلُم
انكسرَ صوتُ الحجرِ شلالًا
لا تكسِرْ حروفَ الصيام
اخبِزْها مع الحُبِّ بتمرُّد
أتسمعُني السماءُ حينَ يرتدي الصقيعُ خُطايْ
حينَ يَطوينا الحُزْنُ بأسفارِ المُحبين
عائمَيْنِ في دربِ الموجِ كِلانا يُكابِر
بابُ القلبِ عليكَ مُقْفَلٌ
حَرِّكْ خلخالَ الصمتِ على جسدي
طارحني بهمساتِكَ من قعرِ الحُلْم
كَنَمْلٍ أبيضَ تسرَّبَ إلى حبةِ سُكَّرْ
خَلَعْتُ سِتارةَ الروحِ عن جسدي
فاسقني العشقَ واروِ روحي لِتُزْهِرْ