«الدبلوماسية الناعمة».. زيارة بايدن للشرق الأوسط مبطّنة بأهداف أخرى
بقلم: د. دانيلا القرعان
النشرة الدولية –
غابت القضية الفلسطينية عن جوهر مباحثات بايدن في تل أبيب، ويعتبر ذلك من أهم المكاسب التي ترضي إسرائيل التي كانت تخشى أن تمارس عليها واشنطن ضغوطًا للعودة إلى المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية. ونلاحظ من خلال هذه الزيارة تناغم واشنطن مع إسرائيل وإعادة لترتيب الأوراق في الشرق الاوسط بوصف أقرب ما يكون دبلوماسية ناعمة مخادعة بوجه آخر لخطة صفقة القرن التي استهدفت علنًا تصفية القضية الفلسطينية..
مضامين ومحاور زيارة بايدن لإسرائيل والشرق الأوسط تظهر أن بايدن يسير على خطى الرئيس السابق دونالد ترامب؛ بتهميش القضية الفلسطينية والدعم والولاء المطلق لإسرائيل، وتوسيع دائرة التطبيع، وتعزيز التحالف العربي الإسرائيلي.
ومن المحتمل حسب التطلعات الجارية والتي جرت خلال الزيارة والتي جاءت تزامنًا وفي أوج الحملة الانتخابية للكنيست تفسر أنها دعم مباشر للمعسكر والتحالفات الحزبية، وأي حكومة إسرائيلية مهما كانت تتناغم وتتفق وتتعاون مع الإدارة الأميركية التي تدفع نحو تعزيز العلاقات مع إسرائيل وتكثيف الاستثمارات بالصناعات العسكرية والدفاعية الإسرائيلية ستكون حكومة ناجحة مسيطرة بقوة وحماية الإدارة الأمريكية..
ستسعى حكومة تصريف الأعمال والمعسكر الذي ينتمي إليه لبيد إلى قطف وجني ثمار زيارة بايدن وتوظيفها في الحملة الانتخابية المرتقبة سواء ما يتعلق بالملف النووي الإيراني أو ما يتعلق باستمرارية سياسة التطبيع والتحالف الدفاعي.
اقتصرت الزيارة على الجانب الإنساني من خلال دعم القطاع الصحي وتغيب الجوهر السياسي للقضية الفلسطينية، ولعل أهم أهداف وغايات هذه الزيارة المبطنة بسم قاتل للقضية الفلسطينية وإعلان للحرب من جديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تأكيد التزام واشنطن بحماية أمن إسرائيل، ولم يكن هنالك أي مساعي حقيقية لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية حرة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
الدعوة لتحالف سياسي يحمي المنطقة : يعتبر الإتفاق الذي وقع ما بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية عدوانًا على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة المسلوبة، ويعتبر هذا الاتفاق الذي وقع في القدس المحتلة الذي في ظاهره سلام للفلسطينيين إعلان القدس للشراكة الاستراتيجية.
التزمت واشنطن ببناء هيكل إقليمي لتعميق علاقات إسرائيل وشركائها ودمجها في المنطقة، وتوسيع دائرة السلام لتشمل دولا أخرى، وهو بداية لمرحلة جديدة من سياسة التطبيع، ويمثل إمعانًا في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وثيقة ما يسمى إعلان القدس جاءت تكريس لنهج واشنطن في الانحياز والاحتلال، ودعم العدوان على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية.
بدأت واشنطن بمحاولات جادة ومدروسة لإعادة هندسة المنطقة بدمج الكيان المحتل بشكل كامل، ومن أجل منع ذلك يجب أن يكون هنالك حوار إستراتيجي بين مكونات الأمة ودولها يفضي إلى تحالف سياسي يحمي المنطقة، وحماية الشعب الفلسطيني بأن لا يقع مجددًا في حبائل الوهم وسراب المفاوضات التي ضربت القضية، خيارنا الآن الاستمرار في المقاومة حتى يندحر المحتل ويعود الشعب الفلسطيني لوطنه الحقيقي وللقدس الشريف المباركة..