بريطانيا تتهم قراصنة من روسيا بسرقة أبحاث لقاحات ضد كورونا
النشرة الدولية –
اتهمت بريطانيا، الخميس،”جهات روسية” بمحاولة سرقة أبحاث حول لقاح لفيروس كورونا المستجد، وبمحاولة بلبلة انتخابات كانون الأول 2019 عبر تسريب وثائق بشأن المفاوضات التجارية بين لندن وواشنطن.
وقد جاءت هذه الاتهامات عبر مركز وكالة الأمن الإلكتروني البريطانية لمجموعة من القراصنة الإلكترونيين، قالت إنهم من “شبه المؤكد” يعملون لحساب أجهزة الاستخبارات الروسية، بمحاولة سرقة معلومات تتعلّق بتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد.
كما أن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أفاد، الخميس، بأن الحكومة توصلت بعد “تحليل شامل” إلى أن هناك اشتباه قوي بأن المسألة كانت مرتبطة بروسيا.
وأفاد المركز أن المجموعة استهدفت أبحاثا تتعلّق بلقاحات كوفيد-19 في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا ومنظمات لتطويرها، مشيرا إلى أن السلطات الأميركية والكندية أكدت صحة المعلومات.
وأطلقت الحكومة البريطانية تحقيقا بشأن مصدر تسريب تفاصيل عن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق تجاري محتمل لفترة ما بعد بريكست، على موقع “ريديت” للتواصل الإجتماعي.
وذكر حزب العمال المعارض الرئيسي آنذاك أن الملفات تثبت أن الحكومة البريطانية “ستبيع” هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى شركات أميركية.
وكان تمويل الهيئة من أبرز الملفات في الحملة الانتخابية قبل اقتراع 12 كانون الأول.
ووصف زعيم حزب العمال آنذاك، جيريمي كوربن، الاتهامات التي أشارت إلى أن روسيا نشرت التسريبات التي استخدمتها حملته على الإنترنت بأنها “نظرية مؤامرة” لكنه لم يوضح كيف حصل حزبه عليها.
وأكد راب في تصريح خطي في البرلمان “استخلصت الحكومة استنادا إلى تحليل شامل، أنه من شبه المؤكد أن أطرافا روسية حاولت التدخل في الانتخابات التشريعية عام 2019 من خلال نشر وثائق حكومية مسرّبة حصلت عليها بشكل غير مشروع، عبر الإنترنت”.
ورغم أن الاتهام لم يستهدف الكرملين مباشرة إلا أنه سيتسبب على الأرجح بتدهور العلاقات المتوترة أساسا بين لندن وموسكو.
وارتفع منسوب التوتر بين الطرفين بعدما اتّهمت بريطانيا روسيا بمحاولة اغتيال العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري الإنكليزية عام 2018.
ويتوقع أن يزداد التوتر الدبلوماسي بعد نشر تقرير طال انتظاره بشأن التدخل الروسي المحتمل في استفتاء بريكست الذي جرى عام 2016 من قبل لجنة الاستخبارات والأمن التابعة للبرلمان البريطاني في غضون أيام.
وقال راب عن التسريبات إنه “تم الحصول بشكل غير شرعي على وثائق حكومية حساسة تتعلّق باتفاق التجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة قبل انتخابات 2019 التشريعية ونشرت على منصة “ريديت” للتواصل الاجتماعي”.
وتابع: “عندما لم تحظ هذه (التسريبات) بزخم، جرت محاولات إضافية للترويج عبر الإنترنت للمواد التي تم الحصول عليها بشكل غير مشروع قبيل الانتخابات العامة.
وبينما لا يوجد دليل على حملة روسية واسعة النطاق ضد الانتخابات العامة، فإن أي محاولة للتدخل في عملياتنا الديموقراطية غير مقبولة على الإطلاق”.
وأشار إلى وجود تحقيق جنائي جار يمنعه من الإفصاح عن أي تفاصيل إضافية.
لكنه تعهّد بأن بريطانيا “سترد على أي أنشطة خبيثة”، وتدعم الخطوة التي اتّخذتها برلين ضد عملية قرصنة روسية محتملة للبرلمان الألماني في 2015.
ونفى الكرملين، الخميس، اتهامات بريطانيا بأن “جهات روسية” حاولت التدخل في الإنتخابات التشريعية العام الماضي وأن قراصنة يعملون بشكل “شبه مؤكد” لحساب أجهزة الاستخبارات الروسية حاولوا سرقة أبحاث حول لقاح كورونا.
وأفاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية بالقول: “ليس لدينا معلومات عمن يمكن أن يكون اخترق شركات الأدوية ومراكز الأبحاث في بريطانيا”، مضيفا أن “روسيا لا علاقة لها بهذه المحاولات. نحن لا نقبل مثل هذه الاتهامات ولا المزاعم الأخيرة الواهية حول التدخل في انتخابات 2019”.
يذكر أن ألمانيا تحركت مؤخرا لفرض عقوبات على روسيا بعدما وردت أنباء عن أن جاسوسا تابعا للإستخبارات العسكرية الروسية استهدف كبار السياسيين بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
فرانس برس