تقرير: بالصور… بنات الكويت في «الداخلية»… تحملن الصعاب في العمل وواجهن الشدائد بمراكز الإيواء والمحاجر والمطار ومواقع عدة خلال أزمة «كورونا»
النشرة الدولية –
«لو حجت حجايجها مالها غير أهلها» وها هي المرأة الكويتية أخت الرجال تثبت جدارتها وكفاءتها التي لطالما اتصفت بها في مختلف مواقع وميادين العمل، وعندما ناداها الوطن لبت النداء بكل شجاعة وعزيمة وإصرار «فهن بالشدائد مستعدات وهذي الهقوة فيهن»، بحسب تقرير أعدته الزميلة، آلاء خليفة، نشرته صحيفة “الأنباء” الكويتية.
الشرطة النسائية خلال أزمة فيروس كورونا «قول وفعل» تواجدن في مختلف المواقع وقمن بأدوار عديدة، كيف لا وهن مثال للمرأة الكويتية التي يظهر معدنها الأصيل وقت الأزمات والشدائد، فعملن في المحاجر ومراكز الإيواء والإدارات المختلفة التابعة لوزارة الداخلية من دون كلل او ملل بل على العكس زادت ساعات عملها وزادت معها حماستها للعمل أكثر واكثر للوقوف مع الوطن في أزمته وحقيقة «بيض الله وجوهكن ورايتكن بيضا».
«الأنباء» وتقديرا منها لدور الشرطة النسائية التقت عددا منهن في مختلف المواقع، وسلطت الضوء على الأدوار التي قمن بها خلال أزمة فيروس «كورونا» وركزنا على أهمية دور الشرطة النسائية بشكل عام في المجتمع، كما قدمن نصائح ورسائل للمواطنين والمقيمين في ظل استمرار جائحة «كورونا»، واليكم التفاصيل:
في البداية، التقت «الأنباء» الرائد طبيب د.لطيفة بوشهري من إدارة الشؤون الصحية التابعة للإدارة العامة لشؤون قوة الشرطة بوزارة الداخلية التي أوضحت ان هناك تعاونا كبيرا بين عناصر الشرطة الرجالية والنسائية، حيث إن الجميع يعملون يدا بيد ويقدمون كل ما يستطيعون لخدمة الوطن وأبنائه.
وذكرت الرائد د.بوشهري ان إدارة الشؤون الصحية في بداية ازمة فيروس «كورونا المستجد» أسست مكتبا في المحجر المؤقت التابع لمستشفى جابر قبل تأسيس محجر نادي ضباط الشرطة، ومن ثم تم إغلاق المكتب بعد افتتاح محجر نادي ضباط الشرطة كمحجر مؤسسي، مبينة انها تعمل ضمن فريق غرفة العمليات المركزية حاليا في محجر منتسبي وزارة الداخلية بنادي ضباط الشرطة، لافتة الى انهم يقومون باستقبال اتصالات منتسبي «الداخلية» من العسكريين والمدنيين والمهنيين ويتم الرد على كل استفساراتهم المتعلقة بفيروس «كورونا المستجد- كوفيد 19»، كما يقومون كذلك باستقبال اتصالات المصابين المتواجدين في المحجر وتوفير كل الاحتياجات والمتطلبات التي يحتاجون إليها أثناء تواجدهم في المحجر والتواصل الدائم معهم للاطمئنان على حالتهم الصحية.
وأضافت د.بوشهري: في غرفة عمليات نادي ضباط الشرطة نقوم يوميا بحصر أعداد المصابين بفيروس كورونا والمتشافين منه كذلك، ويتم إرسال تلك الإحصائيات الى إدارة الشؤون الصحية ومنها الى الإدارة العامة لشؤون قوة الشرطة.
ويتم في غرفة العمليات كذلك تجهيز أوراق طلبات عمل المسحات الخاصة بـ «كوفيد – 19» بشكل يومي عن طريق كشوفات تصل إلينا من معهد الشرطة النسائية في خيطان والذي يعتبر مركز فحص أولي يتوجه إليه منتسبو وزارة الداخلية لعمل الفحص الخاص بفيروس كورونا، والشخص الذي يتبين انه يحتاج لعمل مسحة يتم إدراج اسمه في الكشوفات التي تصل بشكل يومي الى غرفة عمليات المحجر ويتم في اليوم التالي تجهيز أوراق المسحات له.
وعلى صعيد متصل، وجهت الرائد د.بوشهري رسالة للمواطنين والمقيمين في ظل استمرار جائحة «كورونا» قالت فيها: أرجو من الجميع الالتزام بالإرشادات الصحية الوقائية الصادرة من وزارة الصحة، والبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى مع ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات والبعد عن التجمعات، خاتمة حديثها بالقول: «نتباعد .. لنجتمع».
من جانبها، قالت الرائد وضحة العجمي وهي ضابط مختبر طبي – اختصاصي أول في إدارة الشؤون الصحية التابعة للإدارة العامة لشؤون قوة الشرطة بوزارة الداخلية لـ «الأنباء»: ان الشرطة النسائية متواجدة في مختلف قطاعات وزارة الداخلية ومنها قطاع الأمن الجنائي وقطاع السجون وقطاع الشؤون الصحية التابع للإدارة العامة لشؤون القوة، موضحة ان الشرطة النسائية في قطاع السجون تتعامل مع النزيلات، كما تقوم الشرطة النسائية بتفتيش الزائرات والتأكد كذلك من بياناتهن الشخصية.
ولفتت الرائد العجمي إلى ان الشرطة النسائية متواجدة في قطاع الشؤون الصحية في مواقع مختلفة منها «الصيدلية» و«الأشعة» و«المختبرات»، مشيرة الى انها تعمل في مجال المختبرات وتقوم باستقبال المراجعين وعمل الفحوصات اللازمة وأخذ عينات الدم والبول وعمل المسحات، ومن ثم يتم إصدار التقارير الطبية وإرسالها لقسم الملفات والتنسيق مع باقي الأطباء.
وحول دور الشرطة النسائية في أزمة فيروس «كورونا»، ذكرت العجمي: بحكم تخصصي الطبي تم فرزنا وتوزيعنا للعمل في الجهات التي تحتاج الى تواجد الشرطة النسائية ومنها مراكز الإيواء ومستشفى جابر وفي المحاجر الصحية التي تضم نساء، حيث نقوم بعمل الفحوصات اللازمة، وكذلك المساهمة في الترجمة كل حسب لغته، فهناك من الشرطة النسائية متحدثات باللغة الإنجليزية والفرنسية وغيرهما من اللغات وكن يقمن بعمل الترجمة اللازمة للنساء من مختلف الجاليات، موضحة انهن قمن بأدوار عدة من حيث توفير الوجبات الغذائية والتأكد من الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية، فضلا عن التنسيق بين النزيلات وسفارات دولهن وعمل ملفات وكشوفات لنزيلات مراكز الإيواء وتسهيل ترحيلهن لدولهن.
وأكدت العجمي أهمية دور الشرطة النسائية في وزارة الداخلية بما تقوم به من أعمال ومهام متنوعة، مؤكدة ان المرأة الكويتية هي أخت الرجال وتقف مع أخيها الرجل في مواجهة جائحة «كورونا المستجد – كوفيد 19» منذ بداية الأزمة.
ووجهت العجمي رسالة للمواطنين والمقيمين أكدت خلالها ضرورة الالتزام باتباع كل الإرشادات الصحية وأخذ كل الاحتياطات اللازمة وعدم الاستهانة بالمرض، مشددة على ضرورة ارتداء الكمامات والقفازات والحرص على التباعد الاجتماعي والبعد عن التجمعات وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى وأن يكونوا جميعا حريصين على سلامتهم وسلامة من حولهم.
وختمت قائلة: أزمة وتزول ونتباعد.. لنجتمع.
ضابط مترجم
بدورها، أوضحت النقيب أوراد جعفر ملا علي من الإدارة العامة لمكتب وكيل وزارة الداخلية لـ «الأنباء» انها تعمل ضابطا مترجما في اللغة الفرنسية، وتقوم بالترجمة من اللغة الفرنسية الى العربية والعكس صحيح، وكذلك من اللغة الفرنسية الى الإنجليزية وبالعكس، لافتة إلى انها تقوم بعمل جميع الترجمات سواء كانت فورية قانونية او عسكرية، وتعتبر الضابط الوحيد المترجمة للغة الفرنسية المعتمدة في وزارة الداخلية.
جميع المجالات
وأكدت النقيب ملا علي أهمية دور الشرطة النسائية في وزارة الداخلية، لافتة الى ان الفكرة انطلقت عام 2002 ودخلت حيز التنفيذ عام 2008، موضحة ان الشرطة النسائية متواجدة في كل المجالات سواء في العمل الإداري او الميداني وكذلك في تأمين المساجد أثناء شهر رمضان المبارك وتفتيش النساء في كل المواقع التي تحتاج الى وجود الشرطة النسائية، مبينة ان الشرطة النسائية تقف إلى جانب رجال الداخلية في حفظ الأمن والأمان للكويت في جميع المواقع والظروف.
إدارية وميدانية
وفيما يخص دور الشرطة النسائية في مواجهة جائحة كورونا، ذكرت انه خلال الأزمة تم توزيعهن على مراكز الإيواء، حيث كانت تعمل في مدرسة «هيلة بوطيبان» في منطقة القصور، وقامت بعدة أعمال سواء إدارية او ميدانية ومنها عمل الترجمة لكثير من الجاليات من الدول الفرانكفونية المتحدثة للغة الفرنسية، موضحة انها عملت على الترجمة، وكانت حلقة الوصل بين الإدارة وتلك الجاليات، كما قامت بتوفير الاحتياجات الخاصة سواء الإدارية او الشخصية او الطبية بالتواصل مع وزارة الصحة عن طريق إدارة الطوارئ الطبية.
تقارير دورية
وتابعت ملا علي: كما قمت بعمل تقارير دورية وتجهيز جوازات ووثائق السفر وأوراق المغادرة لجميع الجاليات بالتعاون مع القيادة التنسيقية في وزارة الداخلية، فضلا عن ذلك تم توفير المستلزمات الطبية عن طريق إدارة الطوارئ الطبية وكذلك توفير الوجبات الغذائية لجميع المتواجدين في مراكز الإيواء، مؤكدة انهم في هذا الجانب كانوا يراعون الناحية الإنسانية بشكل كبير نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وتابعت قائلة: ونظرا للأوضاع الحالية التي تمر بها الكويت بسبب انتشار فيروس «كورونا المستجد» على جميع المواطنين والمقيمين التعاون مع عناصر قوة الشرطة باتباع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة بالبقاء في منازلهم وعدم التجمع وأخذ المعلومات من الجهات الرسمية وعدم تداول الشائعات، وذلك حفاظا على الصحة العامة وسلامة الجميع حتى تنجلي هذه الغمة وتزول الأزمة بخير.
مرسوم أميري
من جهتها، قالت النقيب سارة جميل من الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية – ضابط في قسم التلفزيون، لـ «الأنباء»: أصبحت فكرة الشرطة النسائية عندما أصدر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، المرسوم رقم 221 لسنة 2001 بضرورة دمج النساء في الجهاز الأمني عبر الشرطة النسائية، موضحة ان أول دفعة للشرطة النسائية التحقت بالعام الدراسي 2008-2009 وتخرجت 27 امرأة كويتية مقسمات إلى 16 ضابطا و8 وكيل ضابط و3 رقباء.
وذكرت جميل ان التجربة أثبتت نجاحها الفعلي في الميدان العملي، موضحة ان الشرطة النسائية وصلت اليوم الى تخريج الدفعة 11 من رتبة ضابط ووكيل ضابط ورقيب والدفعة 10 من دفعة شرطي ووكيل عريف.
ثقة عالية
وأوضحت جميل ان المرأة الكويتية في مجال الشرطة النسائية تتمتع بثقة عالية في كفاءتها وقدرتها على التميز والإنجاز في كل مواقع العمل التي تتواجد بها وفي إنجاز المهام والواجبات المكلفة به على أكمل وجه، موضحة ان الشرطة النسائية متواجدة في كل قطاعات وزارة الداخلية ومنها على سبيل المثال لا الحصر الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني وفي المؤسسات الإصلاحية والمباحث الجنائية وإدارة الجرائم الإلكترونية والإدارة العامة لنظم المعلومات وفي التعليم والتدريب وفي عمليات الدفاع المدني والكثير من القطاعات التابعة لوزارة الداخلية وكذلك الشرطة النسائية متواجدة في مجالات عدة منها الطب والطب المساعد والهندسة والصيدلة.
مهام خاصة
وحول دور الشرطة النسائية في مواجهة أزمة فيروس «كورونا المستجد ـ كوفيد 19» ذكرت جميل ان الشرطة النسائية تعتبر شريكا استراتيجيا في مواجهة أزمة كورونا، لافتا الى ان هذا العطاء والجهد ليس بغريب على المرأة الكويتية التي أثبتت قدرتها وكفاءتها في جميع ميادين العمل.
لافتة الى ان الشرطة النسائية ساندن زملاءهن من رجال الداخلية في جميع المهام التي أسندت إليهن، موضحة ان الشرطة النسائية تواجدت في مراكز الإيواء وفي مطار الكويت الدولي، وحتى اليوم تعتبر أعداد الشرطة النسائية محدودة، حيث يصل عددهن الى 516 امرأة من جميع الرتب، لذا فيكون أغلب تواجدهن في الأماكن التي تحتاج الى تعامل مع النساء او بمهام ذات طبيعة خاصة بالنساء.
ووجهت جميل رسالة الى جميع المواطنين والمقيمين في ظل استمرار أزمة فيروس كورونا المستجد ـ كوفيد 19 بضرورة اتباع كافة الإرشادات الصحية والأمنية الصادرة من الجهات المختصة قائلة: نتباعد اليوم.. لنجتمع غدا.
وأضافت: وكما ان دورنا في وزارة الداخلية حفظ الأمن ودحر الجريمة فلابد ان يكون المواطنون والمقيمون مسؤولين معنا في مواجهة جائحة «كورونا» بالالتزام والتعاون والإبلاغ عن أي ممارسات قد تؤدي الى حدوث جرائم، مشيرة الى ان رقم طوارئ وزارة الداخلية 112 يتم خلاله استقبال جميع المكالمات وعلى مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، متمنية السلامة للجميع.
وختمت قائلة: أزمة وتعدي بجهودكم وجهودنا.
خدمة الوطن
كذلك تحدثت النقيب عذاري اشكناني، اختصاصي طب نووي في إدارة الشؤون الصحية التابعة للإدارة العامة لشؤون قوة الشرطة بوزارة الداخلية لـ «الأنباء» قائلة: ان الشرطة النسائية أثبتت كفاءتها وقدرتها على العمل والعطاء وخدمة الوطن في كل المواقع التي تتواجد بها، لافتة الى دورهن خلال مواجهة جائحة «كورونا» وحرصهن على أخذ جميع الاحتياطات اللازمة واتباع كل الإرشادات الصحية الصادرة من وزارة الصحة ومنها ارتداء الكمامات والقفازات والحفاظ على التباعد الجسدي.
وذكرت أشكناني انها عملت خلال الأزمة في مراكز الإيواء، حيث تواجدت في مدرسة «ام سلمة» بمنطقة الرميثية والتي كانت تضم نساء من الجالية الهندية، مشددة على أهمية العنصر النسائي من الشرطة، لاسيما في الأماكن التي تتواجد بها النساء، كذلك مراكز الإيواء تضمنت وجود جاليات نسائية من جنسيات عدة وتواجد الشرطة النسائية ساهم في حل الكثير من المشاكل خلال تلك الفترة، مؤكدة انها استفادت كثيرا من العمل في مراكز الإيواء وزادت من خبرتها العملية.
رسالة ونصيحة
وأرسلت اشكناني رسالة تضمنت نصيحتها للمواطنين والمقيمين بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى والالتزام بتطبيق كل الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات والقفازات وبالتباعد الجسدي والاجتماعي والاهتمام باستخدام المعقمات وعدم لمس الوجه حتى لا تنتقل العدوى إليهم، داعية الله عز وجل ان يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه وأن تمر هذه الأزمة بسلام.
وختمت قائلة: «نتباعد.. لنجتمع».
الصيدلية والأدوية
وختاما، التقينا الملازم أول صيدلي نسيبة بويابس من إدارة الشؤون الصحية التابعة للإدارة العامة لشؤون قوة الشرطة بوزارة الداخلية، التي قالت لـ «الأنباء»: ان الشرطة النسائية في وزارة الداخلية تقوم بمهام عدة موزعة على العديد من الإدارات، وانها تعمل في إدارة الشؤون الصحية، حيث يتواجد العنصر النسائي في الصيدلية والمختبر والمحاجر الصحية، مضيفة: ومن خلال عملي في الصيدلية نقوم بصرف الأدوية والمستلزمات الطبية لجميع منتسبي وزارة الداخلية.
ولفتت بويابس الى ان الشرطة النسائية خلال أزمة فيروس «كورونا» قامت بتأمين مدارس الإيواء ومدارس الأجلاء، مشيرة إلى انها عملت في تلك المدارس، حيث قمن بمساعدة النساء المخالفات للإقامة من مختلف الجاليات ومد يد العون لهن لحين سفرهن الى بلدانهن.
وذكرت بويابس انها بعد ذلك انتقلت للعمل في تجهيز المحاجر الصحية التابعة لوزارة الداخلية، وكذلك توفير وصرف المستهلكات الطبية لجميع إدارات الوزارة.
وفي ظل استمرار جائحة «كورونا» ناشدت بويابس جميع المواطنين والمقيمين الالتزام بتعليمات مجلس الوزراء والمحافظة على التباعد الاجتماعي، واتباع الإجراءات الوقائية والصحية، خاتمة حديثها بـ «نتباعد.. لنجتمع».